أصدرت "هيومن رايتس ووتش" تقريراً يسلط الضوء على الانتهاكات الخطيرة التي يتعرض لها اللاجئون السوريون في محاولتهم للهروب من الظروف الصعبة في لبنان والوصول إلى أوروبا، وعلى وجه التحديد قبرص. تكشف المنظمة عن تعاون بين السلطات اللبنانية والقبرصية لإعادة اللاجئين قسراً إلى سوريا، حيث يواجهون مخاطر جسيمة، بما في ذلك الاعتقال والابتزاز.
أشار التقرير إلى الممارسات غير الإنسانية التي تقوم بها السلطات القبرصية لمنع اللاجئين من الوصول إلى الشواطئ الأوروبية، مثل إعادة القوارب التي تحمل اللاجئين إلى البحر وإجبارهم على العودة إلى لبنان، حيث يتم ترحيلهم قسراً إلى سوريا. يوضح التقرير كيف يُنتهك حق اللاجئين في الحماية من خلال عمليات الإعادة القسرية التي تتعارض مع القوانين الدولية التي تحظر إعادة الأشخاص إلى مناطق يواجهون فيها خطر التعذيب أو الاضطهاد.
التقرير يشير أيضاً إلى دور الاتحاد الأوروبي في تمويل السلطات اللبنانية لتعزيز قدراتها على إدارة الحدود، دون توفير الضمانات اللازمة لضمان عدم استخدام هذه الأموال في انتهاكات حقوق الإنسان.
تصريحات نادية هاردمان من هيومن رايتس ووتش توضح أن هذه الممارسات تمثل انتهاكاً واضحاً للالتزامات الدولية لكل من لبنان وقبرص، وتؤكد على ضرورة إنشاء آليات مستقلة لمراقبة حقوق الإنسان في عمليات مراقبة الحدود اللبنانية لمنع تكرار هذه الانتهاكات.