نظام الأسد يسعى لنصر عسكري وهمي بحلب! - It's Over 9000!

نظام الأسد يسعى لنصر عسكري وهمي بحلب!

بلدي نيوز – (أحمد عبد الغني) 

دأب الطيران الحربي والمروحي لقوات الأسد وروسيا، طوال الأشهر الماضية على الضغط على المدنيين في الأحياء المحررة في مدينة حلب، وإيصالهم لمرحلة من عدم التحمل والرضوخ لمصالحة أو اتفاق يخرجهم من المدينة، كغيرها من المناطق التي تعرضت للحصار كالزبداني وداريا ومعضمية الشام وغيرها من المناطق المحررة في سوريا.
وعمل طيران الأسد والطيران الروسي طوال الأشهر الماضية على قصف الأحياء السكنية واستهداف كل شكل من أشكال الحياة في المدينة، ما أدى لاستشهاد المئات من المدنيين وتدمير غالبية المرافق الحيوية وكل ما يعين الأهالي على العيش في المدينة، تزامناً مع العمليات العسكرية البرية التي مكنت النظام من السيطرة على طريق الكاستيلو المعبر البري الوحيد للمدينة، ثم استعادة السيطرة على طريق الراموسة الذي حرره الثوار لأكثر من شهر بهدف فك الحصار عن أكثر من 300 ألف مدني في الأحياء الشرقية المحررة.
ولأن القصف والدمار وكل شلالات الدماء لم تقدم أي نتائج مرضية لقوات الأسد وروسيا في إرضاخ المدنيين وإجبارهم على المصالحة والخروج من المدينة، رغم الحصار المفروض منذ أكثر من شهر ونقص بعض المواد الأساسية من خضراوات ومواد تموينية وفقدان البعض الآخر من المواد نهائياً، لجأ النظام لنوع جديد من الحرب على المدنيين عبر نشر الدعايات الإعلامية كتحشدات وهجمات وسيطرة على مناطق حساسة داخل المدينة، في محاولة لخلق حالة من عدم الأمان واقتراب النظام من مناطقهم، وبالتالي تحقيق مكسب إعلامي على أقل تقدير بخروج بضع عشرات من المدنيين أمام الكاميرات لإثبات خروجهم من المدينة وقبول العودة "لحضن الوطن".
وعمد النظام خلال الأيام الماضية وبالتزامن مع الحملة الجوية المسعورة على المدينة، إلى بث شائعات عبر وسائل إعلامه وحساباته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي عن اقتراب الحسم العسكري ووصول حشود للنظام وإيران للمنطقة، تلاها الإعلان عن تقدم في بعض الأحياء القديمة بمدينة حلب والسيطرة على أجزاء منها، أضف على ذلك الأخبار المتواصلة عن تسليم مدنيين أنفسهم وخروجهم عبر معبر صلاح الدين والمعابر الأخرى بين مناطق سيطرته وسيطرة الثوار.
كل هذه الشائعات لم تلق أي أصداء سلبية في الأوساط الشعبية في مدينة حلب، بل زادهم ذلك إصراراً على البقاء رغم كل القصف والحصار، ولعل الضربة الموجهة التي تلقاها إعلام النظام في معبر صلاح الدين عندما أثبت النشطاء زيف ادعاءات النظام بخروج المدنيين، والضربة الأكبر في مخيم حندرات والتي أعلن فيه سقوط المخيم إلا أن الثوار سرعان ما استعادوا النقاط التي تقدمت إليها قوات الأسد وبثوا فيديوهات من داخل المخيم تكذب إعلام النظام الذي واصل بث أخبار انتصارته حتى ساعات الليل وبث أشرطة فيديو صورها سابقا عن سيطرته الكاملة.
ولعل خسارة النظام الكبيرة في معارك الريف الجنوبي وحندرات والخسائر الكبيرة التي مُنيَ بها في معارك الراموسة وتزايد أعداد قتلاه، وسط مطالبات الأهالي بالكشف عن مصير أبنائهم، دفعت النظام لسلك طريق الدعايات الإعلامية التي يهدف بها أولا لخلق حالة من الرعب في مناطق الثوار وداخل الأحياء المحررة عله يحظى بنصر إعلامي مرحلي، وثانيها إرضاء الطائفة المؤيدة الناقمة على النظام ببعض الانتصارات الوهمية عبر وسائل الإعلام عله يخفف من حدة الاحتقان والضغط الشعبي داخل طائفته.
ويدرك النظام أهمية الحرب النفسية والإعلامية وتأثيرها على سير المعركة، إلا أن كذب النظام المتواصل وإدراك الثوار لهذه الحرب واستخدامهم لفنونها في مواجهة إعلامه، جعل من تأثيرها مخالفاً لجميع التوقعات التي يعمل عليها النظام وروسيا، بل ورطهم في متاهات لم يعد يجدي أي تزوير أو تضليل فيها، لاسيما بعد التقنيات الجديدة التي بات الثوار يستخدمونها في الحرب الإعلامية في الميدان والعالم الافتراضي وعلى كافة الأصعدة.

مقالات ذات صلة

100 مليون ليرة لتمويل حرفيي «جبرين» في حلب

فضيحة فساد في ملف الغاز الصناعي بحلب

أسطوانة الغاز المنزلي تصل عتبة ٥٠٠ ألف ليرة سورية خلال العيد في حلب

أبرزها تعيين سهيل الحسن زعيما للقوات الخاصة.. النظام يجري تعيينات عسكرية في قواته

حلب.. القوات التركية تستهدف قياديا في عين العرب

الأمم المتحدة تحذر لما جرى في "سرمين" و"إعزاز"