"لطميات عاشوراء".. طريقة إيران الجديدة لتهجير مسيحيي دمشق! - It's Over 9000!

"لطميات عاشوراء".. طريقة إيران الجديدة لتهجير مسيحيي دمشق!

بلدي نيوز – (خالد محمد) 

كست الميليشيات الطائفية الإيرانية والعراقية شوارع أحياء دمشق براياتها السوداء، التي زادتها وأضافت عليها مع قدوم يوم عاشوراء، العشرات من رايات الثارات والاقتصاص من قتلة "الحسين"، وأحفادهم وإبادة نسلهم، الذي يعتبر أحد الأعياد الكبرى للشيعة التي ينفذون فيها أكبر وأهم طقوسهم ولطمياتهم.

فخلال الأسبوع الماضي تحولت مناطق دمشق القديمة إلى ما يشبه "الحسينية" المفتوحة في الهواء الطلق، والتي انتشرت فيها عناصر الميليشيات الشيعية التي توافدت بالمئات إلى المنطقة، وزادت من انتشارها وأضافت حواجز جديدة قطعت بها أوصال المدينة، وشددت التدقيق الأمني، ليكون يوم عاشوراء موسماً لاستعراض همجي بربري، لا يمت للتصرفات الانسانية بصلة، فحفلات "التطبير" التي نظمتها الميليشيات الشيعية في شوارع دمشق القديمة، لا تعدو كونها محاولة لإثبات احتلال دمشق وتوثيق ملكيتها. 

الناشط الإعلامي (شادي الدمشقي)، قال تعليقاً على الوضع في المدينة القديمة: "جميع الميليشيات الشيعية المنتشرة في دمشق القديمة، استنفرت قبيل حلول يوم عاشوراء، لا سيما في أحياء الأمين وزين العابدين، ومنطقة السيدة زينب، التي استوطنت فيها عشرات العائلات الشيعية التي استجلبها النظام من العراق وإيران".

بينما انتشر عناصر ميليشيا (أبو الفضل العباس) في محيط المسجد الأموي، والمداخل المؤدية إلى مقام "السيدة رقية" في حي العمارة، الذي يعتبره الشيعة أحد أهم الأماكن المقدسة في سوريا.

وأردف، "توافدت أعداد كبيرة من شيعة إيران والعراق ولبنان، وضمن مجموعات إلى دمشق القديمة، لممارسة طقوس عاشوراء"، موضحاً في الوقت نفسه، أن الحواجز المنتشرة قرب مدخل سوق الحميدية، قامت بإجراء تفتيش دقيق على المارة، وطلبت الهويات الشخصية للرجال والنساء، فضلاً عن منعها دخول الدراجات الهوائية إلى داخل المناطق المحيطة بقلعة دمشق".

بدوره قال (ميشيل) -وهو اسم مستعار لشاب دمشقي مسيحي- في تصريح خاص لبلدي نيوز: "الآن يبدو كل شيء مختلفاً عما كان عليه سابقاً في مدينة دمشق، التوغل الإيراني تجاوز كل الحدود مع استمرار الحرب التي تشهدها سوريا، وتحول وجودهم لتهديد حقيقي للوجود المسيحي في دمشق".

وأضاف "أصبحت طقوس التطبير علنيةً ومعتادة، وأخذت تمتد على نطاقٍ أوسع، داخل الأحياء الدمشقية المسيحية، إضافةً إلى وضع مكبرات الصوت التي تصدح عالياً ودون أي رادع، بأناشيد شيعية، يتخللها النحيب والبكاء، والتوعد بالقتل (لقتلة الحسين) الذي قتل قل 1400 عام!".

باب توما

تابع (ميشيل) حديثه "تعرض أبناء حي باب توما، الذي يعتبر حياً تقطنه معظم العائلات المسيحية في دمشق، إلى ضغوط كبيرة في سبيل دفعهم إلى بيع ممتلكاتهم ومغادرة البلاد، وكان عليهم أن يتحملوا مزيداً من المشاهد المستفزة للطقوس الشيعية التي تقام بشكل دوري في حيهم، والتي ليس أقلها مشاهد التعذيب الذاتي، والعشرات من الرجال الذين ينزفون أثناء طقوس "التطبير"، التي لا يصدق عاقل أنهم يفعلونها والدماء التي تغطي الأرض بعد كل لطمية".

يضيف (ميشيل) "عرض الإيرانيون مبالغ مالية مرتفعة لقاء شراء أو استئجار المنازل القديمة، والمحال التجارية داخل حي باب توما، مستغلين تردي الأوضاع المادية لدى بعض العائلات".

(ميشيل) لخص وسائل التهجير المتبعة بحق العائلات المسيحية، والتي تمثلت أيضاً بانتشار الانحلال الاجتماعي والأخلاقي، نتيجة لافتتاح النوادي الليلية والكازينوهات بين المنازل السكنية، ونشر الأمن لحماية "الزبائن"، وهم نفسهم من تشاهدهم صباحاً في حفلات التطبير، على حد تعبيره.

كذلك أكد (ميشيل) أن الخشية من عمليات الخطف والاعتداء التي -لن يحاسب النظام عناصر ميليشياته والميليشيات الشيعية عليها-، أجبرت الكثير من العائلات المسيحية على مغادرة الحي، خصوصاً وأن مطالبها المتكررة بوضع حد لهذه التجاوزات تجاهلها النظام.

وفيما يخص اهتمام الإيرانيين بحي باب توما، أشار(ميشيل) إلى أن "حي باب توما يضم نحو 70% من المعالم التاريخية المسيحية في دمشق، وأبرزها كنيسة يوحنا الدمشقي، والكنيسة المريمية وهي بطركية الروم الأرثوذكس في أنطاكية وسائر المشرق، بالإضافة لكنيسة الفرانسيسكان للكاثوليك، وبطركية الروم الكاثوليك، والتي تعتبر مناطق مهمة للميليشيات الشيعية، التي تعتبرها ضمن النطاق الجغرافي الحيوي لها، والذي تسعى للسيطرة عليه ضمن مدينة دمشق، لقربه من أحياء  داخل المدينة تعمل الميليشيات الشيعية على تفريغها من السنة، مثل شارع الأمين"، حيث أصبح مسيحيو دمشق القديمة، الهدف الحالي لعمليات التهجير الممنهجة التي يمارسها النظام بحق السوريين، مستخدماً الميليشيات الشيعية كوسيلة للضغط عليهم وتهجيرهم.

وكانت مدينة دمشق القديمة، قد تعرضت وعلى مدار خمس سنوات ونيف، إلى تغييرات ديموغرافية، واجتماعية وثقافية وفق أسسٍ مذهبية إيرانية، ترافقت مع انتشار الميليشيات الشيعية، وسعي إيران الحثيث إلى تشويه وجه دمشق، درة تاج خلافة  بني أمية.

مقالات ذات صلة

ما المواقع التي استهدفتها الغارات الإسرائيلية في حلب؟

بخصوص الركبان.. رسالة من الائتلاف الوطني إلى الأمم المتحدة

شركة“روساتوم آر دي إس” (Rusatom RDS) الروسية ستبدأ توريد معدات غسيل الكلى إلى سوريا

"التحقيق الدولية": سوريا مسرح لحروب متداخلة بالوكالة

الإعلام العبري يكشف هوي منفذالغارات على دير الزور

ما الأسباب.. شركات دولية ترفض التعامل مع معامل الأدوية السورية