لماذا يزج النظام المجندين قسريا بميليشيات إيران؟ - It's Over 9000!

لماذا يزج النظام المجندين قسريا بميليشيات إيران؟

بلدي نيوز - دمشق (حسام محمد)
تشن الأفرع الأمنية في نظام الأسد العاملة في محافظة دمشق، حملة اعتقالات بين الفينة والأخرى تستهدف مئات الشبان والرجال بشكل تعسفي، بهدف زجهم على الجبهات المشتعلة ضد كتائب الثوار أو تنظيم "الدولة"، عقب إخضاعهم لدورات تدريبية لا تتجاوز مدتها الأسبوع الواحد، ليتحول المدني إلى مقاتل خلال هذه المدة القصيرة.
وترسل أفرع النظام المعتقلين إلى مركز "الدريج" بريف دمشق، المخصص لتدريب العناصر الجديدة الملتحقة بقوات النظام، بغية فرزهم إلى عدة قطع عسكرية تتبع لجيش النظام، وهذا ما كان يعرف عن مركز "الدريج" قبل الثورة السورية.
ومنذ اندلاع الثورة ضد النظام، اختلفت وجهات المجندين قسرا بصفوفه والقادمين من الأفرع الأمنية عن طريق الاعتقالات، حيث يتم تدريبهم في الدريج، ثم يتم فرزهم بشكل قسري إلى الميليشيات التابعة للنظام والتي تسمى بـ"القوات الرديفة" والمرتبطة عسكريا وماليا بإيران.
ويرى العقيد المتقاعد محمد بلال أن النظام يتعمد زج المعتقلين قسرياً والمجندين ضمن صفوف الميليشيات المحلية المدعومة إيرانيا لتحقيق ثلاثة أهداف، وقال العقيد بلال "إن تحويل المدني السوري المجند قسرياً من مقاتل ضمن قوات حكومية إلى مرتزق محلي، يُسقِط كافة حقوق المجند في المستقبل، حيث أن النظام لا يتكفل سوى بمرتبه الشهري".
وأضاف إن ثاني الأهداف هو حرمان المجند قسريا من التعويضات المالية في حال لو تعرض لإصابة دائمة، وهذه الخطوة هدفها تخفيف التكاليف المالية عن نظام الأسد، علماً بأن أي مجند يصاب بشكل دائم، من المفترض أن يحظى بعناية ورعاية خاصة سواء طبياً أو مالياً، وكذلك توفير تعويضات شهرية تقدم لعائلته، وكل هذه الحقوق أسقطها الأسد من خلال الميليشيات المحلية الصنع".
أما ثالث الأهداف، وفق العقيد المتقاعد، فإن زج المدني المعتقل قسرياً ضمن صفوف الميليشيات، سيتقاضى مرتبا شهريا لا يتجاوز المائة دولار، وحتى هذه القيمة تهرّب منها الأسد، من خلال ربط الميليشيات المحلية مع شقيقاتها الخارجية المدعومة من طهران، وبالتالي فإن الأسد كسب مقاتلا مجاني التكلفة والحقوق، ولا يحمل أي أعباء في حال مقتله أو إصابته إصابة دائمة".
ويرى بلال أن تغذية الأسد للميليشيات المحلية، يرفع معنوياتها العسكرية ويعبئها بشكل مستمر، وبالتالي يعطيها قوة عسكرية كبيرة وسطوة على المدنيين داخل المدن والبلدات الخاضعة لسيطرته، مما يدفع تلك الميليشيات إلى الانخراط في الأعمال العسكرية بشكل مستمر، وتخدريها وطنياً، أي جعلها تقتل بدم بارد وتسرق بكل حيوية، وتسطو على المحال التجارية على اعتبارها غنائم مشروعة لها.

مقالات ذات صلة

خارجية النظام تعلق على الاستهداف الإسرائيلي جنوب سوريا

"جعجع" يكشف سبب طلب نظام الأسد من لبنان تفكيك أبراج المراقبة على الحدود

الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات على شخصيات وشركات داعمة لنظام الأسد

مجلة غربية تحمّل أمريكا والمجتمع الدولي مسؤولية نتائج انتهاكات نظام الأسد

تقديرات بارتفاع أسعار السلع الأساسية والغذائية إلى ضعفين ونصف في سوريا

سوريا في المرتبة 146 من بين 181 دولة على مؤشر مبادرة نوتر دام للتكيف العالمي