هل تنجح تركيا بإقصاء "الانفصاليين" عن معركة الرقة؟ - It's Over 9000!

هل تنجح تركيا بإقصاء "الانفصاليين" عن معركة الرقة؟

بلدي نيوز – (ميرفت محمد)

دبابات وصواريخ (تاو) مضادة للدروع وكاسحات ألغام، شُملت تلك الأسلحة ضمن قائمة تقدمت بها قيادة "قوات سوريا الديموقراطية" ذات الغالبية الكردية إلى قياديين في الجيش الأميركي لتجهيز لعملية الرقة وطرد "تنظيم الدولة" من معقله في الشرق والشمال السوري.

بالتزامن مع ذلك، قدمت تركيا مقترحات خطية إلى واشنطن لتشكيل قوات عربية سورية تضم حوالي 20 ألف عنصر من قوات خاصة عربية وأميركية لتحرير الرقة وبالتالي استثنت الأكراد من خطتها لتحرير الرقة، فالإصرار التركي باعتبار مشاركة قيادة ميليشيات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في هذه العملية خطأ كبيراً مستمر حتى مع اللحظات الأخيرة لبدء مرحلة تنفيذ المعركة التي عُقدت من أجلها عشرات الاجتماعات الدولية، فوزير الدفاع البريطاني (مايكل فالون) أعلن قبل يومين أن "قوات المعارضة السورية" تستعد لعزل الرقة "بحلول الربيع" بمشاركة الأكراد.

الموقف التركي

تهتم تركيا بأمنها القومي أولاً، ولذلك لا يمكن أن تقبل ببقاء حزب الاتحاد الديمقراطي لأكراد سوريا الذي يتزعمه (صالح مسلم) على مساحة واسعة من حدودها الجنوبية، لأنها تعتبر هذا الأمر مرتبطاً بقيادة "حزب العمال الكردستاني" في جبال قنديل، كما تعتقد تركيا أن أكراد سوريا يسعون إلى تحقيق نظام حكم فيدرالي في هذا البلد لضمان حصولهم على حكم ذاتي في مناطقهم، وهو ما تعارضه أنقرة أيضاً لخشيتها من إقامة منطقة مماثلة في المدن الجنوبية والجنوبية الشرقية التركية ذات الأغلبية الكردية كما أسلفنا، لذلك تعتبر الحكومة التركية "قوات سوريا الديمقراطية" خطرًا يهدد خططها.

وقد زادت هذه المخاوف التركية عقب وصول الرئيس الجديد (دونالد ترامب) إلى البيت الأبيض كونه أكد على ضرورة مواصلة دعم الأكراد، مما أثار قلق تركيا خاصة بعد إرسال وزارة الدفاع الأمريكية أسلحة ثقيلة ومتوسطة إلى القوات الكردية تمهيدًا للمشاركة في عملية استعادة مدينة الرقة.

لذلك يرى الباحث في العلاقات الدولية ومساعد رئيس تحرير مجلة رؤية (محمود الرنتيسي) أن تركيا تعتبر الاعتماد الدولي سواء الأمريكي أو الروسي على المكون الكردي في سوريا والذي يمثله حزب الاتحاد الديمقراطي PYD خطاً أحمر، وهي منذ بدأت بعملية "درع الفرات" تقدم نفسها بديلًا في مواجهة الإرهاب عن القوات الكردية، لذلك "هي مستعدة أن تفتح قواعدها وتتعاون مع التحالف الدولي" حسب الرنتيسي.

ويؤكد الرنتيسي خلال حديثه لـ"بلدي نيوز" على أن نجاح تركيا بإقصاء الأكراد في سوريا لا يعتمد على القرار التركي فحسب، بل على مواقف أطراف خارجية وأهمها الولايات المتحدة والتي لا يبدو أنهم مستعدون لاستبعاد العامل الكردي من استراتيجياتهم، مضيفًا: "لهذا سيكون الموقف التركي صعبًا في هذا الإطار، خاصة أن المعركة مع تنظيم داعش كلما تقدمت يزداد الثمن الذي تدفعه تركيا" .

" PYD" الحلقة الأضعف

بينما دعت الولايات المتحدة الأمريكية قبل يومين "قوات المعارضة السورية" للاستعداد لعزل الرقة بحلول الربيع، كان على تركيا التي تعتبر حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي PYD إرهابياً، التأكيد على أن مشاركة هذا الحزب في تلك العملية "خطأ كبير يقوم به التحالف الدولي".

يرجع الصحفي السوري )فراس ديبة) الدعم الأمريكي لزعيم الحزب صالح مسلم لكونه مبنياً على استعمال جماعته كأداة منظمة يسهل التعامل معها، لكن (ديبة) يستبعد خلال حديثه لـ"بلدي نيوز" اعتماد مسلم الذي أصدرت تركيا ضده مذكرة توقيف مؤخرًا كحليف للأمريكان، وذلك لعدة أسباب أهمها أن "الخلفية الفكرية لحزب الاتحاد الديمقراطي هي خلفية شيوعية" حسب "ديبة" الذي أشار إلى أن أمر الفيدرالية أمر تجاوزه الزمن وتتالي الأحداث، وبالتالي سيكون " PYD" الحلقة الأضعف ضمن الصراع الدولي الإقليمي وتقاطعات المصالح الأمريكية الروسية التركية الإيرانية.

ويعتبر (ديبة) أنه من الخطأ النظر إلى الشأن الكردي من زاوية احتكار حزب الاتحاد الديمقراطي للتمثيل الكردي، فهناك قوى كردية أخرى سياسية وعسكرية تلقى قبولاً من الجانب التركي، ومنها المجلس الوطني الكردي وقوات بشمركة سوريا القريبة من حكومة مسعود برزاني في كردستان العراق.

تقليص دور الأكراد

يعتقد الكاتب الصحافي المصري المقيم في تركيا (سمير العركي) أن الموقف الكردي في الشمال السوري أصبح رهيناً للعبة التوازنات السياسية في المنطقة، ويوضح: "ميليشيا وحدات الحماية الكردية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي تم توظيفها من أجل تهيئة المجال لإقامة كيان كردي يعمل كشوكة في خاصرة الدولة التركية سواء عن طريق تدعيم النزعة الانفصالية لحزب العمال الكردستاني ، أو كرافد للعمليات الإرهابية داخل تركيا وآخرها العملية الإرهابية التي وقعت أمام ملعب بيشكتاش باسطنبول".

 وتابع في حديثه لـ"بلدي نيوز": " لذا فإن التدخل العسكري التركي في الشمال السوري وتمكن قواتها من الوصول حتى الآن إلى مدينة الباب أفسد كثيراً من هذه الخطط وباتت تركيا بقواتها لاعباً أساسياً هناك، لذا قد تتجه الإدارة الأمريكية الجديدة إلى إسناد مهمة تحرير الرقة إلى تركيا دون الاستعانة بالميليشيات الكردية وهو ما يعني تقلص دور هذه الميليشيات إلى حد كبير".

ضربة لمشروع الفيدرالية

يؤكد المختص في الشأن التركي (عبّو حسّو) أن تركيا تضع حزب الاتحاد الديمقراطي  PYD في نفس مستوى (تنظيم الدولة)، فكلاهما منظمتان إرهابيتان ولا يجوز القضاء على الإرهاب بالاستعانة بمنظمة إرهابية أخرى من وجهة النظر التركية.

وفي استعراضه لمشروع الـPYD الذي يهدف إلى تشكيل كيان كردي وإنشاء ممر يمتد على طول الحدود السورية التركية يشدد (عبو) على أن عملية درع الفرات حطمت وأنهت هذا المشروع تمامًا بالقضاء على إمكانية تشكيل هذا الممر المعادي لتركيا ومهددًا الأمن القومي التركي معPKk  المتواجد في سوريا والعراق وجنوب شرق تركيا، وتابع القول لـ"بلدي نيوز": "اﻻتفاق الروسي التركي وتفهم الروس والموافقة على عملية درع الفرات كانت ضربة كبيرة لـPYD ومشروعه وتخلي الروس بشكل أو بآخر عنهم ومع مجيء ترامب والتقارب مع تركيا والمشاورات معها بخصوص عملية تحرير الرقة فإن تم الأمر ودخلت القوات التركية من مدينة تل أبيض سيكون ذلك ضربة قاضية لمشروع فيدرالية PYD".

ويشير (حسّو) إلى أن تركيا ترفض أي تعاون أو وجود لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD في أي محفل سياسي لكنها لا تعارض مشاركة الأكراد من خارج  PYDبأي حل سياسي مستشهدًا بأنه تم إقرار لجنة التفاوض الممثلة للمعارضة في جنيف ووجود شخصيات كردية في لجنة التفاوض الأساسية في لجنة الخبراء أيضًا.

ويتطرق (حسّو) إلى وضع صالح مسلم زعيم الحزب، فيرى أن مسلم وحزبه يعيشون أسوأ أيامهم، مفسرًا ذلك بالقول: "النظام يطالبهم بتسليم ما بأيديهم كما حصل في شمال حلب في تل رفعت ومنغ وجوارهما وكذلك في مدينة حلب"، مؤكدًا على أن الروس يتخلون شيئًا فشيئًا عنهم لصالح علاقتهم مع الأتراك، كما الولايات المتحدة تبدي استعدادها للتعاون مع تركيا في محاربة (تنظيم الدولة) وإنشاء مناطق آمنة.. فإن تم الأمر فسيكون ذلك الضربة القاصمة لمشروع PYD في سوريا ومشروعه الفيدرالي، حسب (حسّو).

مقالات ذات صلة

قسد تخرب منصة معدة للاحتفال بعيد النوروز

اشتباكات بين الجيش الوطني و"قسد" شمال حلب

قصف جوي تركي يستهدف سيارتين لقوات "قسد" في الحسكة

تركيا: سنواصل محاربة تنظيمي "قسد وداعش" في سوريا

أهالي الجنينة في دير الزور يشتبكون مع قوات "قسد"

مقتل شاب بداعي الثأر على يد قيادي بـ"قسد" في الحسكة