هل يتكرر سيناريو البقاع 1982 مع بوتين في سوريا؟ - It's Over 9000!

هل يتكرر سيناريو البقاع 1982 مع بوتين في سوريا؟

بلدي نيوز – (المحرر العسكري) 

أطلقت أمريكا قرابة 50 صاروخ توماهوك على مطار الشعيرات في حمص، لتخرجه من الخدمة وتدمر العديد من الطائرات ضمنه، حيث مرت هذه الصواريخ ضمن المدى المجدي لمنظومتي الدفاع الجوي الروسية إس300 وإس400 التي نشرتها روسيا في سوريا، والتي تفاخرت وتشدقت بقدرتها على تدمير كل شيء يطير في السماء.

لكن هذه المنظومات (اتخذت وضعية المزهرية) بينما كانت صواريخ التوماهوك تمر تحت بصرها وعلى شاشات رادار مشغليها، بدون أن تنفذ أي رد.

وتركت قوات النظام تخسر أهم مطاراتها، التي تعتبر نقطة ارتكاز أساسية لقوة النظام الجوية وسط سوريا.

وتركت الدفاع الجوي للنظام وحيداً وعاجزاً أمام الهجوم الأمريكي الذي مر بدون أي رد عليه، وسط عجز كامل لمنظومة الدفاع الجوي للنظام عن الرد، وبخاصة أنه يحدث بالصواريخ الطوافة التي تعتبر تحدياً لمنظومات الدفاع الجوي المتخلفة للنظام، التي تعود بمجملها للحقبة السوفيتية.

وقف الدفاع الجوي لنظام الأسد عاجزاً ومكتوف اليدين وسيتكرر هذا الموقف في أي هجمات لاحقة وخاصة في حال دخلت الطائرات الأمريكية على الخط، فأهم ما في الأمر أن كل أنواع الأسلحة التي ستستخدم لتدمير مطارات النظام وطائراته (صواريخ طوافة وقنابل منزلقة) يمكن إطلاقها من خارج مدى معظم أنواع بطاريات الدفاع الجوي لدى النظام، ولن يستطيع الدفاع الجوي للنظام القيام بأي رد فعل على هذه الهجمات وستنجح العمليات اللاحقة بدون خسائر تقريباً.

الضربة الأمريكية الآن نسفت كل جهود الدعاية الروسية في سوريا، وستعصف بسمعة منظومات دفاعها الجوية في جميع الحالات، سواء استخدمتها أم لم تستخدمها لحماية النظام.

فقد نشر الروس بطاريات دفاع جوي، هي نخبة ما لديهم في حميميم وطرطوس، وبالمقابل نشرت أمريكا طائرات مخصصة لتعطيل وتدمير الرادارات ومنظومات الدفاع الجوي في قاعدة إنجرليك التركية (من نوع F18)، حيث يمكن القول أن روسيا قد توقف هذه البطاريات عن العمل في حال عرفت أن الأمريكان جادون في قصف النظام، والانتقال من مرحلة الضربة التأديبية الحالية إلى مرحلة الضربات الأكبر التي تشمل كسر العمود الفقري للنظام وقواته الجوية، لأنها تفضل أن لا تشغلها، على أن تشغلها وتخسرها خلال دقائق من بداية القصف، ما سيودي بسمعتها إلى الأبد.

ما يوحي أن سيناريو البقاع عام 1982 سيتكرر في سوريا مع بوتين، ذلك الصيف الذي شهد تدمير إسرائيل 18 بطارية دفاع جوي للنظام خلال هجمة واحدة، كانت تشكل العمود الفقري للدفاع الجوي للنظام في تلك المنطقة، وبعد 33 عاماً لن تختلف الصورة كثيراً، بل ستتغير بعض التفاصيل الفنية فقط، والتي ستتسبب بالمزيد من الحرج لبوتين الذي أرسل نخبة ما يملك إلى سوريا بهدف الدعاية، وهو الآن أمام خيارين أحلاهما مر، تجاهل حليفه أو تجرع الهزيمة معه.

خارج المدى!

أكبر مشكلة ستواجه الدفاع الجوي للنظام، هي أن معظم الذخائر التي ستستخدم ضده ستطلق من خارج المدى الأقصى لمعظم بطاريات دفاعه الجوي، فلن تضطر الطائرات الأمريكية المغيرة حتى إلى الدخول ضمن النطاق الفعال لشبكة دفاعه الجوي، لضرب بطاريات الدفاع الجوي نفسها وحتى لاستهداف مطاراته.

فشبكة الدفاع الجوي للنظام عجزت عن التصدي لهجمات منفردة ضد مواقع منفردة سابقاً خلال العشر سنوات الأخيرة بداية بالهجوم على موقع الكبر شرقي سوريا، وصولاً إلى الهجمات المتعددة التي شنتها اسرائيل على عدة مواقع غربي البلاد من دمشق واللاذقية، وآخرها فشلها في التصدي لغارة إسرائيلية في ريف حمص.

فشلت شبكة الدفاع الجوي للنظام في التصدي لهذه الهجمات التي لم تستهدفها بشكل مباشر، ما يؤكد أنها ستعجز بالتأكيد عن التصدي لهجمات أوسع منظمة ضد بنيتها الأساسية، وبمجرد تحولها لهدف فلن يستغرق انهيارها سوى عدة ساعات إلى عدة أيام، بالأخص أنها ستتعرض لضربات تستهدف مواقع القيادة والسيطرة، فحسب بنية الدفاع الجوي للنظام (لا يعمل إلا بتدفق أوامر مركزي، ما يسهل تعطيله).

ماذا يملك نظام الأسد للرد على أي هجوم غربي؟

سلاح الجو: دمر قسم كبير من طائرات الأسد خلال السنوات الست للثورة، ولكنه لايزال يحتفظ بقسم من "أفضل طائراته" والتي لم يستخدمها إلا على نطاق ضيق، حيث يعتقد أن النظام سوف يسند مهمة اعتراض الطائرات المهاجمة لهذه الطائرات (في حال تمكن من الرد)، وهي ميغ 29 إضافة لقسم من طائرات ميغ23 MLD، والتي على الرغم من أنها أفضل ما لديه، لكنها لن تشكل فرقاً كبيراً بسبب قلة أعدادها والفارق التقني بينها وبين الطائرات الغربية الحديثة (لا يتوقع أي مشاركة من الطائرات الروسية في المعركة المحسومة سلفاً).

أما باقي طائراته التي لا تزال في الخدمة من ميغ 21 وميغ23 وسوخوي22، فسوف يكون مصيرها أتعس بكثير لأنها غير مؤهلة لدخول هكذا معارك.

أما بالنسبة لدفاعه الجوي، فسيكون أكثر عجزاً من طائراته، ولن يستطيع فعل الكثير أو رد أي مرحلة من الهجوم.

الصواريخ البالستية

قد يكون هذا هو الرد العسكري الوحيد الذي يمتلكه النظام فعلياً، والذي يتمثل بإمكانية قيامه بإطلاق عدد من صواريخ سكود وفاتح 110 تجاه السعودية والأردن وتركيا، لكنه سيتوقف بعد فترة قصيرة عند تدمير منصات إطلاق هذه الصواريخ وانهيار نظامه هيكلياً.

مقالات ذات صلة

تصريح أمريكي بخصوص قانون كبتاغون 2 ضد نظام الأسد

روسيا تضع نقطتي مراقبة على حدود الجولان جنوب سوريا

روسيا تحاول بسط سيطرتها على مناطق النظام شرقي الفرات

القوات الجوية الروسية تدمر قاعدة عسكرية بمحافظة حمص

اتهام روسي لفصائل المعارضة بتكثيف النشاط الاستطلاعي

أمريكا تدين الدور الروسي في حماية الأسد من المساءلة على أفعاله