أهالي الرقة في دوامة الموت - It's Over 9000!

أهالي الرقة في دوامة الموت

بلدي نيوز- الرقة (خاص)
يعيش أهالي محافظة الرقة أوضاعاً إنسانية صعبة، في ظل المعارك الدائرة منذ أشهر، في ريف المحافظة، بين عناصر تنظيم "الدولة" وميليشيات قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، المدعومة من التحالف الدولي.
آلاف المدنيين نزحوا من مدينة الرقة وريفها خلال الأشهر القليلة الماضية، بعد معارك عنيفة بين التنظيم وميليشيات "قسد"، ومجازر كثيرة ارتكبتها طائرات التحالف الدولي، راح ضحيتها المئات من المدنيين ومثلهم من المصابين، وسط خروج معظم مستشفيات المحافظة عن الخدمة بسبب القصف، ونقل التنظيم للمعدات الطبية الأساسية إلى مناطقه في محافظة دير الزور.
ينتشر بعض النازحين في البراري والتلال البعيدة عن القصف، بدون أي مأوى يحميهم، يعانون في حالتهم هذه من نقص حاد في الأغذية والمياه وحليب الأطفال، وجميع الأساسيات اللازمة للبقاء على قيد الحياة، فيما ينتشر بعضهم الآخر في مخيمات ريف الرقة الشمالي، والذي تسيطر عليه ميليشيات "قسد"، يعاني فيها الناس من أوضاع مشابهة، حيث تحتجزهم الميليشيات في مخيمات برية لا تصلح للبشر، وصفها بعض الناشطين ب(معسكرات الاعتقال النازية)، حيث يجاهد النازحون للحصول على ربطة خبز او وجبة طعام، كما تمارس ميليشيا (ي ب ك) غطرستها على النازحين وتعاملهم معاملة سيئة للغاية حسبما أفادت به مصادر إعلامية محلية، كما تمنع الميليشيات الناس من تجاوز أسوار المخيم، إلا بوجود كفيل مقرب من ميليشيا (ي ب ك) التي تهيمن على طول المنطقة وعرضها، دون رادع أو حسيب.
من جهة أُخرى، شهدت مدينة الرقة خلال الأيام القليلة الماضية حركة نزوح داخلية، حيث يتنقل مئات المدنيين بين المناطق في وسط المدينة وأطرافها، بعدما أصبحت عملية الفرار من المدينة أكثر خطراً من البقاء فيها، حيث تستهدف جميع الأطراف المتصارعة، الهاربين على أسوار المدينة، كما تستهدف الطائرات أي تجمعات للمدنيين الفارين من الرقة، كانت آخرها يوم السبت الماضي، عندما قصفت طائرات التحالف حافلات نقل بين قريتي رطلة والكسرات بريف الرقة الجنوبي، راح ضحيتها 17 مدنياً.
ويعاني من تبقى داخل مدينة الرقة المحاصرة، من أوضاع مشابهة، حيث لا كهرباء في المدينة ولا ماء، ونقص حاد في الأدوية والأمصال الطبية، بينما يعمق عناصر التنظيم من معاناة المدنيين عن طريق ممارساته الاستبدادية على سكان المدينة، حيث ازدادت في الآونة الأخيرة حملات الاعتقال العشوائية والعقوبات الجماعية، ومصادرة الأملاك والأموال، فضلاً عن اجبار المدنيين على استبدال نقودهم بالنقود التي صكها التنظيم كالدينار والدرهم.
كارثة إنسانية متعددة الأشكال ومتنوعة الأوجه، يُعاني منها أهالي مدينة الرقة، الذين يعانون من استبداد التنظيم والميليشيات الانفصالية على حد سواء، فيما يعاني جزء منهم من الذين هاجروا إلى الدول المجاورة، من خطر محدق يتربص بأهلهم وذويهم في الرقة التي باتت مرمى نيران جميع الأطراف المتصارعة على الأرض، للسيطرة عليها.

مقالات ذات صلة

مظلوم عبدي: نتعرض لهجوم من ثلاث جهات

صحيفة تتساءل.. لماذا يخشى الغرب من تفكيك مخيم الهول بالحسكة

لردع التنظيم.. "قسد" تدعو لدعم قواتها شرق سوريا

منسق الأمم المتحدة الإقليمي يكشف نتائج زيارته إلى إدلب

قلتى وجرحى من جامعي الكماة بهجوم بريف دير الزور

هجوم يستهدف الفرقة 18 بقوات النظام شرق حمص