صمت وسلاح "عربي – أممي" لقهر مليون سوري بلبنان - It's Over 9000!

صمت وسلاح "عربي – أممي" لقهر مليون سوري بلبنان

بلدي نيوز – (منى علي)

قضى سبعة لاجئين سوريين تحت التعذيب في سجون الأمن اللبناني أمس الثلاثاء، فيما ادعى الجيش اللبناني أنهم توفوا نتيجة أمراض مزمنة.

واللاجئون الشهداء هم من الذين اعتقلهم "الجيش اللبناني" على خلفية مداهمته لمخيماتهم في عرسال قبل نحو أسبوع، حيث قتل 21 لاجئاً واعتقل نحو 400.

وأطلق ناشطون وسياسيون سوريون وسم "#أنقذوا_اللاجئين_السوريين_في_لبنان"، ووسوماً أخرى بهدف التنبيه إلى القتل الممنهج الذي يتعرض له اللاجئون، وذلك بعد وصول حالة أكثر من مليون ومئتي ألف لاجئ سوري يعيشون هناك إلى حافة الهاوية، مع تصاعد التنكيل بهم واستباحتهم من قبل "الجيش اللبناني"، وميليشيات "حزب الله" الإرهابي.

قتلٌ وحرقٌ واعتقال وإهانات تتصاعد منذ نحو أسبوع، لتجعل حياة اللاجئين السوريين بلبنان في خطر حقيقي، وسط صمت مطبق من "الدولة اللبنانية" والأحزاب السياسية، في بلد يتحكم "حزب الله" بكل مفاصله. وكذلك وسط صمتٍ مريبٍ ومخزٍ من جامعة الدول العربية ومؤسساتها المعنية، ومن الدول العربية، والمجتمع الدولي ومؤسساته.

ولا يبدو أن الحملة الوحشية التي بدأت مؤخراً مرشحة للتوقف أو التخفيف، فبعد قتل 21 لاجئاً على يد "الجيش اللبناني" في مخيمات عرسال، واعتقال المئات وإهانتهم بتهمة "الإرهاب"، تتوالى الحرائق في مخيمات البقاع، والتي تضم أكثر من 30% من إجمالي اللاجئين، لتسفر تلك الحرائق عن ضحايا من النساء والأطفال وتشريد الآلاف، وبات من يموت في لبنان من السوريين لا يجد قبراً يضم رفاته، وقد أثارت حادثة حفر سيدة لبنانية قبر ابنها لدفن طفل سوري دهشة الملايين، بعدما رفضت مدافن القرى اللبنانية مواراته في ثراها.

ومنذ فترة ليست بعيدة، وضعت سيدة سورية مولودها على باب المستشفى الذي رفض استقبالها قبل أن تدفع الفاتورة مقدماً، في حادثة من أبشع ما يمكن أن يُسجل في سجلات حقوق الإنسان.

يُضاف إلى هذا كله العنصرية التي تُمارس علناً ليس على صعيد الأشخاص، بل من قبل قرى ومدن بكاملها، فقد تعرض سوريون للطرد بشكل جماعي علني، مع غياب كامل ومطلق لأي سلطة قانونية أو قضائية أو حقوقية تدافع عنهم أو تتابع قضيتهم، بينما تغيب الأمم المتحدة و"الدولة اللبنانية" عن المشهد، فهل تستمر الإبادة وتصبح لبنان "حزب الله" أسوأ من "سوريا الأسد" بالنسبة للسوريين؟  

الكاتب والصحفي السوري، محمد منصور، قال إنه "بات واضحاً أن الهدف من التضييق على اللاجئين السوريين هو دفعهم إلى العودة إلى حضن بشار الأسد، من أجل وضعهم تحت سلطة الأمر الواقع، وإيهام المجتمع الدولي أن نظام بشار الكيماوي، نجح في إعادة بسط سيطرته على الأراضي السورية، وأنه ليس عدوا للشعب السوري، بل رئيس شرعي يعترف به حتى اللاجئون الذين هربوا من نيران الجماعات الإرهابية، وليس قصف وإرهاب جيشه والمليشيات الطائفية المتحالفة معه، وأنه عندما بدأ الأمن والأمان يعود لبعض المناطق عاد اللاجئون إلى حضن الوطن".

وأضاف "منصور" في حديث خاص لبلدي نيوز: "طبعا هذه السياسة التي يرعاها حزب الله يعمل الجيش اللبناني مخرجاً منفذا لها، وواجهة يتلطى وراءها الحزب، مستغلا رمزية الجيش بالنسبة للبنانيين، والتي يمكن بسهولة أن تدفع بمشاعر العنصرية اللبنانية كي تطغى على كل تعاطف إنساني مع لاجئين عُزَّل، تحت شعار: (كلو إلا الجيش اللبناني)".

وعن توقيت هذه الهجمة غير المسبوقة على اللاجئين، قال الكاتب "منصور": "أما لماذا تنفذ هذه السياسة الآن.. فلأن لبنان الرسمي وجمعياته المدنية المقسمة بين طوائفه وحكامه، نهبت ما نهبت من أموال مساعدات اللاجئين السوريين.. وقد نضبت هذه الأموال الآن.. فلنعمل على حرق مخيماتهم المستأجرة خيمةً خيمة، ولنجبرهم على العودة إلى حضن بشار الكيماوي كي يتاجر بهم سياسيا وأمنياً، بعد أن تاجرنا بهم وبأموال مساعداتهم دون وازع من ضمير أو تحضر أو أي قيمة من قيم الرقي الإنساني".

الدولة اللبنانية ترى وتسمع كل شيء وتعرف ذلك جيداً، لكنها خاضعة تحت سيطرة (حزب الله) الخاضع لسيطرة الولي الفقيه في إيران. وعليه فهي عبد مأجور لعبد مأجور، فماذا يرتجي من دولة لا تعرف من قيم السيادة إلا الاستقواء الفاجر على لاجئين عزل، لم يهربوا من فيضان أو زلازل، بل هربوا من نظام التوريث والاستعباد كي يكونوا أحرارا.. فجارت عليهم الجغرافيا بمثل هذا الجار. وفق "منصور".

الذي وصف الأمم المتحدة وموقفها من حالة لاجئين هي مسؤولة عنهم وفق قوانينها، بأنها "جزء من مجتمع دولي يتصنع الشلل كي لا ينتصر لثورة الحرية في سورية.. ولذلك فلا يسأل المشلول أو من يتصنع الشلل عن موقفه خارج إبداء القلق وإصدار بيانات الإدانة إن صدرت وصدقت".

"أنقذوا اللاجئين السوريين في لبنان"، دعوة يعيد إطلاقها السوريون كل فترة، بلا صدى ولا مجيب، حتى إن الأمين العام الجديد للأمم المتحدة لم يعد يقلق لما يصيبهم من كوارث كما كان يحدث مع سلفه "بان كي مون"، ويكتفي المسؤولون الأمميون والتابعون لمفوضية شؤون اللاجئين وسفراء اليونسيف والفنانون العالميون والعرب بالتقاط الصور التذكارية مع اللاجئين بهدف عرضها على صفحاتهم في وسائل التواصل فيما يبدو تجارة بآلام هؤلاء وإنسانيتهم، أما "الأشقاء" العرب، فيتسابقون في تقديم الدعم والأسلحة للجيش اللبناني الذي لم يقاتل إلا في مخيمات عرسال!

مقالات ذات صلة

وزير لبناني" اللاجئون السوريون أمام ثلاثة خيارات"

سفينة قبرصية ترسو في المياه الدولية قبالة ساحل طرابلس في لبنان،ما مهمتها؟

احتجاز شابين لبنانيين بتهمة تهريب سوريين إلى جزيرة قبرص

من سيحسم الخلاف حول بطاقات طالبي اللجوء" مسبقة الدفع "في ألمانيا؟

ضحايا سوريون نتيجة انهيار مبنى متهالك في بيروت

حصر الإرث مشكلة تؤرق الاجئين السوريين في تركيا