عكس السائد.. الحريري: وضع المعارضة السورية أفضل من نظام الأسد - It's Over 9000!

عكس السائد.. الحريري: وضع المعارضة السورية أفضل من نظام الأسد

بلدي نيوز – (متابعات)
خالف رئيس وفد الهيئة العليا للمفاوضات السورية في مفاوضات جنيف، نصر الحريري، الجو القلِق السائد في أوساط سورية عديدة لناحية وضع المعارضة ومفاوضات جنيف، وإعادة تعويم نظام بشار الأسد، واعتبر أن وضع المعارضة السورية اليوم أفضل حالاً من وضعية النظام، رغم اعترافه بوجود شعور حيال تغير حاصل في مواقف دول كبرى حيال مصير الأسد والثورة.
وشدد "الحريري" في حوار مع صحيفة "العربي الجديد"، على أن "وزير الخارجية السعودية عادل الجبير لم يطلب من الهيئة العليا للمفاوضات شيئاً"، في إشارة إلى التقارير التي تحدثت عن طلب "الجبير" من المعارضة تغيير موقفها من وجود الأسد في الفترة الانتقالية.
وقال إنه "في الاجتماعات الأخيرة للهيئة كانت هناك نقطة على جدول الأعمال تتعلق بكيفية تطوير أداء الهيئة وتفعيلها على المكاتب والمستشارين والقانونيين، وكان هناك مقترح بتشكيل هيئة تشاور وطني تجمع أكبر قدر ممكن من الشخصيات الفاعلة من المؤثرين وتوسيع دائرة التمثيل".
وأشار إلى أنه "في الهيئة العليا هناك لجنة سورية ولا تتبع لأي دولة، وهي ستضع مقترحاً للصيغة الأمثل لهذا الاجتماع، وهي لن تدعو إلا الشخصيات التي تراها محترمة وموثوقة ومؤثرة على الساحة الثورية، وليس الهدف هو وجود الأشخاص وإنما تقوية تمثيل وأداء ودور الهيئة العليا في مهامها الصعبة المقبلة".
ولفت إلى أن الهيئة العليا "خلال الفترة الماضية تركّز الجهود بينها وبين منصتي القاهرة وموسكو لفتح نقاشات من أجل الوصول إلى رؤى سياسية مشتركة أو متشابهة، وعلى هذا الأساس قامت الهيئة في شهر أيلول/سبتمبر بتشكيل لجنة حوار مع معظم مكوّنات المجتمع السوري، من مجالس محلية وفصائل ومجتمع مدني، وكذلك مع منصتي موسكو والقاهرة"، مشددا على أن "أساس الحوار مع هذه المنصات هو المحددات الأساسية للمعارضة السورية".
ولفت إلى مؤتمر الرياض تنبى "رؤية سياسية واضحة في ما يتعلق بالتفاوض والمرحلة الانتقالية.. هذه الرؤية فيها ثوابت اتفقنا عليها جميعاً قبل مؤتمر الرياض وخلاله، وأولى هذه النقاط أنه لا يمكن أن يحدث الانتقال السياسي بوجود مجرم مثل بشار الأسد، لذلك حتى نقول إننا دخلنا في مرحلة الانتقال السياسي لا بد أن يرحل رأس النظام ورموزه منذ بدء المرحلة الانتقالية، وهو ما يعني أنه من المستحيل أن نتحدث عن انتقال سياسي في ظل وجود بشار الأسد في الحكم.. وفي حال تم التوصل إلى هذه الرؤى ربما يكون هناك تطوير في العلاقة بين الهيئة العليا ومنصتي موسكو والقاهرة".
وشدد على أن المعارضة السورية، لا يمكن أن تقبل "بمرحلة انتقالية بوجود الأسد... ومنذ بدء المرحلة الانتقالية فإن رؤيتنا في الهيئة العليا أنه يجب وقف العمل بدستور 2012، والبدء بالإعلان الدستوري الذي يتم الاتفاق عليه في المفاوضات في الانتقال السياسي. وهنا لا نقلّل من أهمية النقاط الأخرى مثل خروج المليشيات الأجنبية والجيش والأمن، وهذه نقاط مهمة يجب التوافق عليها، ولكن نركز على النقاط التي تُعتبر منطلقات أساسية".
وقال الحريري، إنه تم التوصل إلى رؤية مشتركة للعملية الدستورية من خلال اللقاء مع منصات المعارضة الأخرى، "ولكن هناك نقاطاً لا يمكن المساومة عليها مثل موضوع بشار الأسد، فمن يقبل بوجوده لا يمكن أن نجلس معه على طاولة واحدة باسم المعارضة.. وإذا كانت الجهات الأخرى متوافقة على رحيل بشار الأسد، فضمن هذه الرؤية من الممكن أن نعمل سويةً".
ولفت إلى إن المعارضة السورية لديها "الكثير من الأسباب حتى تتمسّك برحيله، هل يتصور أحد منّا اليوم كيف يمكن إعادة صياغة العقد الاجتماعي السوري بوجود مجرم مسؤول عن استشهاد نصف مليون إنسان على الأقل؟ وهل من الممكن أن نتخيل كيف يمكن إعادة بناء مؤسسات الدولة بما فيها الجيش والأمن والمؤسسات الخدمية، ويمكن لكل أبناء المحافظات السورية أن يعملوا سويةً في هذه المؤسسات، بوجود رأس هذه الفتنة ورأس الجريمة الذي هو بشار الأسد؟ وهل من الممكن أن نتخيل أن يصبح هناك ضبط للحدود وسيطرة عليها ومحاربة للإرهاب في ظل وجود الأسد؟".
وقال الحريري "نتمنّى ألا نبالغ كثيراً في الموقف الدولي، لأن مواقف أغلب الدول تؤكد أن الأسد وعائلته ليس لهم أي دور في مستقبل سورية، والأميركيون كانت تصريحاتهم واضحة بأن لا وجود لعائلة الأسد في مستقبل سورية. ولكن اليوم مهما كانت الصيغ المقترحة من الخارج -من دولة أو أكثر- لا تنسجم مع مطالب الشعب السوري، فهذا الأمر سيزيد معاناة الشعب ويعقّد المسألة أكثر وربما يطيل أمد القضية السورية".
وحسب "الحريري"؛ فإن "المعارضة وضعها أفضل من النظام بكثير، أولاً المعارضة اليوم تفاوض إقليمياً في القضايا السياسية والميدانية، وليس نظام الأسد، ويتضح ذلك من مفاوضات حركة "أحرار الشام" حول الزبداني ومضايا، إذ فاوضت الحركة الإيرانيين ولم تفاوض النظام".
وأوضح ذلك بالقول "هل يوجد أحد في العالم اليوم يشك بحقيقة أن الأسد سقط وجاء الإيرانيون لينقذوه وفشلوا، ثم جاء الروس وخلقوا الواقع الجديد، وعلى الرغم من ذلك لم يستطيعوا أن يعيدوا النظام إلى ما قبل 2011.. فاليوم المعارضة تقاتل دولاً لا نظاماً.. أما النقطة الثانية فهي أن النظام لا يستطيع كسب معارك جديدة، فإذا تمكّن من كسب مواقع جديدة بفعل سياسة الأرض المحروقة التي يتّبعها الروس، لا يستطيع الحفاظ على هذه المناطق".
وعن مناطق خفض التصعيد، قال الحريري لـ"العربي الجديد" إنها "لا تعني بحال من الأحوال انتهاء الفصائل أو الثورة، ولا ننسى الأمر الأهم أن الرافعة الأساسية ضد الأسد هي الإرادة الشعبية القادرة على خلق أدوات جديدة تنسجم مع كل مرحلة من المراحل التي مرّت بها الثورة السورية. والدليل على ذلك أن الشعب ما زال يتظاهر ضد النظام والإرهاب، لذلك مهما انحدرت البوصلات تبقى بوصلة الشعب هي الوحيدة الصحيحة، وهذا الشعب الذي ولّد الفصائل قادر على تفجير القوى الكامنة الموجودة لديه".
وتابع "وبعد سبع سنوات من الثورة، فإن من يحلّل قوة الثورة وقوة الجهات التي وقفت إلى جانب النظام، سيقول إن هذه الثورة يجب أن تنتهي من العام الأول، ولكن على الرغم من ذلك بقيت صامدة حتى هذه اللحظة ولا تزال، لذلك فالقوى التي وقفت إلى جانب النظام إذا كانت تظن نفسها قادرة على هزيمة الثورة، فلماذا اتجهت إلى اتفاقيات وقف إطلاق النار؟ الواقع أن النظام غير قادر على شيء والقوى التي دعمته سوف تتحمّل عبئاً طويل الأمد إذا ذهبت تجاه هذه القرارات، لذلك لا بد على الجميع اليوم أن يبحث عن حل سياسي حقيقي، بناء على المرجعيات الدولية".
وأجاب على سؤال حول مشاركة المعارضة في الحرب على الإرهاب، قائلاً "أولاً إن الذي جلبنا إلى هذا الواقع هو بشار الأسد ودوره في رعاية وتنمية وجذب واستقطاب الإرهاب، وهو لا يزال يلعب على هذه الورقة في معركته المستمرة ضد الشعب السوري. ثانياً لو كان المجتمع الدولي جاداً منذ البداية في التعامل مع الملف السوري وإرساء الحل السياسي الحقيقي لما وصلنا إلى هذه الأحوال. ثالثاً ما يمارسه بشار الأسد من إرهاب، وكذلك ما يمارسه الحرس الثوري الإيراني و"داعش" من إرهاب، وما يُمارس من "القاعدة" و"النصرة" من إرهاب، هي وجوه للعملة نفسها والمحتوى نفسه، وبالتالي محاربة الأسد تساوي محاربة إيران ومليشياتها، وتساوي محاربة "داعش"، وتساوي محاربة "القاعدة".
وشدد على أن "الجيش الحر على المستوى العسكري، ونحن على المستوى السياسي، لم نتوقّف عن محاربة الإرهاب في أي لحظة من اللحظات، واليوم لا نقبل أن تكون أي بقعة جغرافية من سورية خاضعة لسيطرة الإرهاب.. نحن نقاتل وفصائل الجيش الحر أكّدت أكثر من مرة أنها تقاتل ومستعدة أن تشارك في تحالف لاجتثاث الإرهاب من الأراضي السورية، على طريق التخلص من الإرهاب بكل أشكاله، من بشار الأسد حتى "النصرة".
وحول موقف المعارضة السورية من محاربة "النصرة" إذا ما قررت الولايات المتحدة ذلك، قال الحريري إنه "لا أحد يختلف على قتال الإرهاب، ولكن ملف إدلب مُعقّد، ويُدرس من جهات دولية مختلفة لأسباب عدة، أبرزها أن هذه المنطقة فيها نقاط تسيطر عليها "جبهة النصرة" كما توجد نقاط أخرى تسيطر عليها المعارضة. ثم إن هذه المنطقة فيها على الأقل ما بين مليونين ومليونين ونصف مليون مدني، وكلهم فرّوا من المناطق الأخرى إلى إدلب، وبالتالي هناك عبء إنساني في حال التفكير في هذه المعركة. أما في حال وجود سياسة دولية يشارك فيها أبناء سورية من أجل محاربة الإرهاب وتخليص هذه المنطقة من الإرهاب وفق قواعد حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني".
واعتبر أن "هذا الأمر صعب ويحتاج إلى دراسة كبيرة، فهو أمر مرحّب به.. أما أن يتم استخدام ذريعة الإرهاب بهدف استهداف المدنيين أو استهداف المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، فهذا ما نعتبره غير مقبول، لذلك يجب أن تكون أي عملية وفق قانون حقوق الإنسان، وبالتالي مسؤولية تخليص هذه المنطقة من الإرهاب هي مسؤولية جماعية يجب التفكير فيها بأسلم الطرق لتحقيق هذه النتائج".

مقالات ذات صلة

دبلوماسي غربي يكشف عن سبب صمت النظام حيال ما يجري في فلسطين

بالآلاف.. أهالي السويداء يتظاهرون للمطالب بالتغيير السلمي في سوريا

علي مملوك من موسكو يشكر روسيا على مساندتها سياسيا واقتصاديا وعسكريا

وكالة فرنسية: ميليشيات إيران قلصت وجودها جنوب سوريا

القوات الروسية تجري تدريبات مشتركة مع قوات النظام في طرطوس

"الشبيبة الثورية" تحرق أحد مقرات "الوطني الكردي" في الحسكة