بلدي نيوز-(كنان سلطان)
نقل العالم حربه المزعومة على "الإرهاب" المتمثل بتنظيم "الدولة"، من محافظة الرقة التي نالت نصيبها من الخراب والدمار، وبعدما تلقى أهلها "حصتهم" من القتل، لتكون دير الزور هي ساحة القتل والدمار الجديدة.
وشهدت محافظة دير الزور في غضون الساعات السبعين الفائتة، 5 مجازر بحق المدنيين، كان ضحيتها أكثر من 100 مدني؛ أطفال ونساء وشيوخ، توزعت على ريفي المحافظة غربا وشرقا، في سياق مشابه لما شهدته الرقة.
وفي التفاصيل؛ وصل عدد المجازر التي ارتكبتها طائرات التحالف وروسيا، إلى خمس مجازر؛ تناوبوا خلالها على قتل المدنيين فيها، وهم يبحثون عن النجاة والفرار من المناطق التي باتت هدفا للتحالف والروس والنظام، والتي تحول فيها كل شيء هدف لنيران طائراتهم ومدفعيتهم.
فقد شهدت بلدة (البوليل) 25 كم شرقي مدينة دير الزور، مجزرة قضى فيها 36 مدنياً وأصيب العشرات، وذلك يوم الأحد الماضي، و40 مدنياً في مجزرة جديدة في (حوايج ذياب)، بحيث يكون مجموع من قضوا في مجازر "المعابر النهرية"، الفارين من مناطق التنظيم، قد أصبح 76 شهيدا.
كما قضى 20 مدنيا في مجزرتي مخيم (الزغير والشهابات)، و3 شهداء في بلدة (الصالحية) في مدخل مدينة دير الزور الشمالي، بقصف مدفعي لميليشيات "قسد" في أقل من 70 ساعة.
وبحسب ما يرى مراقبون فإن هذا التصعيد الذي تشهده المحافظة واستهداف المدنيين بشكل مباشر، يأتي في سياق سياسة التحالف، وروسيا الداعمة لقوات النظام، لإرهاب "العدو" وفرض منطق القوة، وبالتالي فإن المدنيين هم من يدفع فاتورة هذه السياسة، حيث يعتقد الروس ومثلهم التحالف، إن معظم المدنيين يشكلون حاضنة للتنظيم، في الوقت الذي بدأ يعود أهم الشخصيات لدى التنظيم، إلى "حضن الوطن" سواء من خلال عمليات الإخلاء التي نفذتها طائرات التحالف، أو من خلال عمليات الانسحاب إلى مناطق النظام، التي نفذها عدد من المنخرطين في صفوف التنظيم بعد انتهاء الدور الموكل إليهم.
وفي السياق ذاته، استشهدت شابة وطفل شقيقين، وأصيب باقي أفراد العائلة، اليوم الثلاثاء، جراء قصف جوي لطائرات روسية، استهدف منزلهم في حي (الحميدية) بمدينة دير الزور.
وكانت الطائرات الروسية عاودت قصفها لقرية (حوايج ذياب)، في الريف الغربي لدير الزور، وقتلت سبعة مدنيين اليوم الثلاثاء، وهم من عائلة واحدة، استمرارا لسلسة المجازر التي ترتكب بحق المدنيين.
