بلدي نيوز – (خاص)
تستمر عمليات قوات النظام والميليشيات الإيرانية بالتقدم في محيط مدينة دير الزور بدعم جوي روسي واسع، حيث تمكنت من قطع نهر الفرات باتجاه الشرق، وذلك بهدف الوصول إلى قريتي خشام والطابية التي يوجد فيها معمل غاز "كونيكو" (أكبر معمل للغاز في الشرق الأوسط)، إضافة إلى قطع الطريق على قوات سوريا الديمقراطية "قسد" التي تدعمها الولايات المتحدة الأمريكية.
وكانت قوات النظام تمكنت من الوصول إلى مدينة دير الزور عبر البادية السورية، وفك الحصار عنها الذي فرضه تنظيم "الدولة" عليها منذ نحو ثلاثة أعوام، حدث ذلك بسرعة لم تكن متوقعة من واشنطن المنشغلة بقتال التنظيم في الرقة، وهو الأمر الذي اضطرها للإعلان عن بدء دخول قوات "قسد" للجزء الشمال من محافظة دير الزور منطلقة من مدينة "الشدادي".
الخريطة العسكرية كانت تشير إلى وجود تفاهم أمريكي روسي على تقاسم المناطق في دير الزور، حيث وضع شريط النهر كحد فاصل بين الطرفين، لكن عبور قوات النظام إلى شرق الفرات بددت تلك السيناريوهات، وأخذت تفرض واقعاً جديداً على واشنطن غير المستعدة لخوض مواجهة عسكرية ضد موسكو في سوريا.
تحوي المناطق الواقعة شرق الفرات على عدد كبير من آبار النفط وعلى الخصوص من المنطقة الممتدة من قرية خشام حتى البوكمال جنوباً، وكان عبور قوات النظام والميليشيات المساندة لها من الطرف المقابل لقرية خشام دليلاً على نوايا موسكو بالسيطرة على تلك الآبار وحرمان واشنطن منها.
عبور قوات النظام إلى الطرف المقابل من النهر جعل من المسافة الفاصلة بينها وبين قوات "قسد" أقل من ثلاثة كيلو مترات، وهو ما سيضع واشنطن أمام احتمالين إما دفع قوات "قسد" لمواجهة قوات النظام والميليشيات الإيرانية عسكرياً، أو مطالبتها بالتراجع عن حدود دير الزور الإدارية، وكانت مستشارة الأسد بثينة شعبان قد هددت بتصريحات سابقة بقتال القوات المدعومة من واشنطن ومنعها من التقدم إلى دير الزور، وتبعها استهداف النظام لمواقع "قسد" شمال المدينة عبر الجو.
زعماء الكرملين يدركون تماماً صعوبة المرحلة بالنسبة للقيادة الأمريكية الحالية، وصعوبة تورطهم في أي حرب أو مواجهة في سوريا، لهذا يحاولون إعادة سيناريو البادية السورية، وإجبار واشنطن على التراجع، وهو ما سيجعل الروس يسيطرون على مناطق غنية جداً بالثروات النفطية، وسيمكنهم من تحسين شروطهم التفاوضية وفرض رؤيتهم للحل السياسي في سوريا.
