ما بين البيانات الرسمية والوقائع.. ماذا حققت روسيا في سوريا؟

بلدي نيوز - (عبدالعزيز خليفة)
أعلنت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية عن سيطرة قوات النظام على ما يقارب 150 بلدة سورية منذ كانون الأول/ديسمبر إلى كانون الثاني/يناير الجاري بمساندة الغارات الروسية.
وقال سيرغي رودسكوي رئيس إدارة العمليات في هيئة الأركان العامة أنه في كانون الأول/ديسمبر الماضي، سيطرت قوات النظام على 134 بلدة وقرية سورية "من أيدي الإرهابيين" كما سيطرت على 19 بلدة أخرى منذ بداية السنة الجديدة.
وأضاف خلال إيجاز صحفي، عقده الاثنين 11 كانون الثاني/يناير، أن أبرز النجاحات في المعارك ضد من أسماهم "الإرهابيين" تم تحقيقها في محافظات حلب واللاذقية وحماة وحمص والرقة.
حقائق!
الوضع على الأرض يظهر استهدف الغارات الجوية الروسية مناطق في محافظات إدلب وحلب واللاذقية وريف حمص الشمالي وريف دمشق ودرعا، ما أدى لوقوع أكثر من مجزرة بحق المدنيين في هذه المناطق التي يسيطر عليها الثوار، وليست خاضعة لتنظيم "الدولة".
أما فيما يتعلق بتقدم النظام والميلشيات الطائفية على الأرض، فعلى الرغم من مئات الغارات الجوية الروسية على جبلي التركمان والأكراد بريف اللاذقية، إلا أن المنطقتين تشهدان معارك كر وفر مستمرة بين الثوار والنظام.
وفي ريف حلب الجنوبي، فإن تقدم قوات النظام باتجاه طريق دمشق حلب المصحوب بعشرات الغارات الروسية التمهيدية، شهد وقوع خسائر كبيرة في صفوفها، كما تشهد جبهات ريف حلب معارك كر وفر مستمرة لا يلبث أن يسيطر النظام على منطقة إلا ويعيد الثوار السيطرة عليها، كما شوهد في المنطقة الجنزال قاسم سليماني الذي تواترت أنباء عن إصابته فيها.
بالتزامن مع بداية التدخل الروسي، بدأت قوات النظام والميلشيات الطائفية هجوما على منطقة المرج بالغوطة الشرقية في ريف دمشق، ومنطقة الشيخ مسكين بدرعا، وفشل النظام فشلا ذريعا في ريف دمشق، بينما نجح بالسيطرة على بعض اللواء 82 وبعض أجزاء الشيخ مسكين إلا المنطقة ما زالت تشهد اشتباكات مستمرة مع الثوار.
بالمقابل نجح الثوار في التقدم بريف حماة الشمالي وسيطروا على  مدينة مورك من قوات النظام رغم كثافة القصف الجوي الروسي الذي حاول مساعدة النظام على التمسك في المدينة.
في ذات السياق فإن قوات النظام تمكنت من السيطرة على بلدة مهين شرق حمص بعد اشتباكات مع تنظيم "الدولة"، الذي يقوم بهجمات بين الفينة والأخرى على مواقع قوات النظام بالمنقطة، بينما لم يسجل إي تقدم للنظام في الرقة والغارات الروسية كان مثلها مثل غارات النظام تستهدف بشكل خاص المناطق المدنية في المحافظة.
أما فيما يتعلق بالوضع الإنساني، وبحسب احصاءات منظمات سورية تعنى بالتوثيق فإن أكثر من 900 مدني استشهدوا بالغارات الجوية الروسية، بينهم نحو 200 طفلاً، وأضافت أن الضربات الجوية الروسية كانت مسؤولة عن  تشريد 130 ألف مدني من مناطقهم التي يستهدفها الطيران الروسي بقصف همجي.
بدورها منظمة العفو الدولية اعتبرت القصف الجوي الروسي "يرقى إلى جرائم حرب" بسبب عدد المدنيين الكبير الذي تسبب بقتلهم، في تقرير نشرته  الشهر الفائت.
يشار إلى أن روسيا بدأت بعدوانها على سورية في نهاية أيلول/سبتمبر 2015، قائلة "إنها تستهدف تنظيم  الدولة"، بينما تفيد كل التقارير أن أكثر من 90% من الغارات الروسية تستهدف المناطق المحررة والواقعة تحت سيطرة الجيش السوري الحر، والتي راح ضحيتها مئات المدنيين.

مقالات متعلقة