كيف أفرغت ميليشيات إيران "الميادين" من أهلها؟ - It's Over 9000!

كيف أفرغت ميليشيات إيران "الميادين" من أهلها؟

بلدي نيوز - (إبراهيم خليل)
لا تزال معظم مدن وبلدات محافظة دير الزور شرقي سوريا، خاوية على عروشها، بعد أن سيطرت قوات النظام وميليشيات إيران عليها، مطلع هذا عام ٢٠١٨، والتي شهدت نزوحا كاملا للمدنيين، على خلفية العمليات العسكرية والقصف الجوي الذي استهدف تلك المناطق.
بالرغم من طرد تنظيم "الدولة"، وسيطرة قوات النظام والمليشيات الإيرانية على كامل مدن وبلدات الضفة الجنوبية لنهر الفرات، في محافظة دير الزور، وادعائها السماح للأهالي بالعودة إلى منازلهم، إلا أن المدنيين زادت مخاوفهم من عواقب العودة، جراء الممارسات الأمنية وعمليات الاعتقال التي طالت العائدين إلى منازلهم، فضلا عن الدمار والنهب الذي تعرضت له ممتلكاتهم الى جانب انعدام الخدمات.
وتعد مدينة "الميادين" ثاني أكبر تجمع سكاني في المحافظة، بعد مركز مدينة دير الزور، ويبلغ عدد سكانها قرابة ٣٥٠ ألف نسمة، بحسب إحصائيات عام ٢٠١١، وشهدت عودة للأهالي على استحياء وبإعداد قليلة لا تتجاوز نسبة ٢٠% من إجمالي عدد السكان.
وعملت وسائل إعلام النظام وإيران على الترويج لعودة الحياة الطبيعية إلى المدينة، والإيهام بالعودة الكاملة للأهالي إلى منازلهم وتوفير الخدمات لهم.
في الصدد؛ قال "أحمد" من أهالي المدينة لبلدي نيوز "أن المدنيين الذين عادوا إلى مدينة "الميادين"، يتركزون في منطقتين على أطراف المدينة، مثل حيي "البلعوم والطيبة" في حين بقي الإقبال على مركز المدينة ضعيفا".
وأشار "أحمد" في حديثه إلى أن "ميليشيات إيران أغلقت جميع مداخل المدينة باستثناء ثلاثة معابر رئيسية، تم تخصيصها كنقاط لدخول المدينة، وهي مدخل "البلعوم" غرباً، و"محكان" شرقاً، ومعبر نهري شمالاً، من جهة بلدتي "الحوايج وذيبان".
ولفت إلى أن القادمين من المحافظات الأخرى إلى مدينة دير الزور، بهدف الوصول إلى المدينة، لا يسمح لهم العبور إلا بعد موافقات أمنية من أطراف وميليشيات عديدة تحكم المنطقة.
وتشهد المدينة نقصاً حاداً بالمواد التموينية والغذائية، إذ لا يوجد سوى نقطتين لبيع المواد الغذائية، في حي "البلعوم والطيبة" داخل المدينة، وتعتبر أسعار المواد مرتفعة بشكل كبير .
وتعاني "الميادين" انعدام في الخدمات الطبية، ولا يتوفر سوى نقطة طبية واحدة، وهي "بنك الدم" سابقاً، بالقرب من مشفى "نوري السعيد"، ولا تعمل إلا لساعات محددة، وغير منتظمة، وتنقل معظم الحالات الطبية إلى المشفى العسكري في حي "غازي عياش" بمدينة دير الزور .
وفي الجانب التعليمي؛ عمد النظام وإيران إلى افتتاح مدرسة واحدة داخل المدينة، ولم يدم ذلك سوى يوم واحد، هدف من وراء ذلك لإعداد تقرير مصور عن عودة التعليم والحياة إلى المدينة، ما لبث أن أغلق المدرسة عقب الانتهاء من التصوير بحجة إعادة الإعمار.
الجدير بالذكر أن قوات النظام بإيعازات إيرانية، تعتقل أي شخص من أبناء المدينة، عمل مع تنظيم "الدولة"، بغض النظر عن طبيعة العمل، ونقلهم إلى العاصمة دمشق بحيث يخضع كل شخص عائد إلى المدينة للتحقيق، ورافق عودة المدنيين حالات ابتزاز مالية من قبل مليشيات النظام، لتسهيل عملية التحقيق والدخول إلى منازلهم.

مقالات ذات صلة

حالة استنفار في مطار دير الزور العسكري، فما القصة؟

مامهمة طيران التحالف الدولي المسير في أجواء الميادين؟

دير الزور..ميليشيا "فاطميون" تعزز وجودها في الميادين بمئة عنصر

اغتيال مدير هيئة الأوقاف التابعة للنظام في مدينة الميادين

شلل تام في حركة الأسواق التجارية وإغلاق لغالبية المحلات في الميادين

عدد من قادة الحرس الثوري وحزب البعث التابع للنظام يجرون جولة في مدينة الميادين، ما الهدف منها؟