ازدياد احتمالات المواجهة بين "إسرائيل" وإيران في سوريا - It's Over 9000!

ازدياد احتمالات المواجهة بين "إسرائيل" وإيران في سوريا

بلدي نيوز 
قال المحلل السياسي العراقي رائد الحامد، إنه منذ بدايات عام 2012، تدخلت إيران بشكل مباشر من خلال إرسال مئات المستشارين العسكريين من الحرس الثوري إلى سوريا، ولا توجد إحصاءات رسمية أو تقارير تشير إلى عدد العسكريين الإيرانيين في سوريا، لكن وسائل إعلام تتحدث عن نحو 2000 مستشار وأكثر من 9 آلاف مقاتل في مجموعتي "فاطميون" المشكلة من شيعة أفغانستان، و"زينبيون" المشكلة من شيعة باكستان، إلى جانب 7 آلاف مقاتل من حزب الله اللبناني، وأعداد غير معروفة من مجموعات شيعية عراقية تنتمي إلى "الحشد الشعبي"، منها "النجباء" و"حزب الله العراقي" و"لواء أبو الفضل العباس" و"عصائب أهل الحق". 
وزاد ذلك الوجود من تعقيد الصراع السوري، خصوصا بعد القصف "الإسرائيلي" المتكرر باستهداف مواقع لقوات النظام وإيران مشتركة، وظهور محور مناهض لإيران تقوده الولايات المتحدة يضم تل أبيب ودول عربية أبرزها السعودية.
واعتبر المحلل السياسي العراقي المختص بشؤون الشرق الأوسط، أن هذه الأجواء الجديدة والمتغيرات في معادلة الصراع خلقت ضغوطا على روسيا، ودفعتها إلى خلق موازنات جديدة بين إيران ووجودها في سوريا من جهة، وتداعيات هذا الوجود سواء على الموقف الأمريكي منه، أو الاستهداف "الإسرائيلي" وتصاعد حدة التوترات، بما يقود إلى احتمالات مواجهة عسكرية مفتوحة بين إيران و"إسرائيل" على الأراضي السورية.
ومنذ التدخل العسكري الروسي المباشر في الحرب بسوريا، أصبحت "إسرائيل" أكثر اهتماما بشكل خطوطها الحمراء لحماية أمنها القومي قيد التنفيذ، من خلال تدمير كل ما من شأنه أن يشكل موطئ قدم لشن هجمات على حدودها أو عمقها، انطلاقا من مواقع وقواعد إيرانية، أو لقوات حليفة لإيران.
نالت الحدود الجنوبية في الآونة الأخيرة اهتماما "إسرائيليا" متزايدا، عكسته تحركات لكبار المسؤولين نحو الولايات المتحدة وروسيا لتقرير مستقبل الوجود الإيراني في المنطقة، في ضوء التطورات المتمثلة بانسحاب واشنطن من الاتفاق النووي مع طهران، وتصاعد وتيرة ضربات تل أبيب في سوريا، ولهجة التصريحات العدائية بين الجانبين.
وفي 10 أيار / مايو 2018، وقعت المواجهة العسكرية الأولى المباشرة بين "إسرائيل" وإيران على الأراضي السورية بعد سنوات طويلة من التهديدات المتبادلة، بإطلاق إيران طائرة دون طيار تحمل ذخيرة متفجرة نجحت في اختراق "الحدود الإسرائيلية"، وتخطي الدفاعات الجوية المتقدمة، قبل أن يتم إسقاطها، لترد الأخيرة بضربات جوية لعشرات الأهداف، أبرزها مقر القيادة الإيرانية في مطار "التيفور" (وسط) الذي تم توجيه الطائرة المسيرة منه.
لم تتحرك القوات الروسية ودفاعاتها الجوية ضد الغارات "الإسرائيلية" في محاولة منها للحد من التصعيد، استجابة لاتفاقات رسمية وتفاهمات مشتركة مع الولايات المتحدة والأردن وإسرائيل.
ووقعت الولايات المتحدة وروسيا والأردن في يوليو/تموز 2017 اتفاقا رسميا لوقف إطلاق النار في الجنوب السوري بين قوات النظام والمعارضة السورية يشمل مناطق درعا والقنيطرة والسويداء، وينص الاتفاق حول الجنوب السوري على انسحاب القوات الإيرانية المساندة لقوات النظام في المنطقة وانتقالها إلى العمق السوري بعيدا من الحدود الجنوبية للبلاد.
لا يتوقف القلق "الإسرائيلي" على التواجد الإيراني على حدودها في جنوب سوريا، بل يتعدى ذلك إلى الخشية من مواصلة إيران استراتيجياتها في توسيع الممرات البرية إلى شواطئ البحر الأبيض المتوسط، وترسخ نفوذها في المنطقة من خلال قوات النظام والميليشيات الحليفة لها.
وفي 17 حزيران 2018، بدأت قوات النظام بدعم روسي مباشر، بشن عملية عسكرية واسعة النطاق في جنوب سوريا، وانتهت في نيسان 2018 بالسيطرة على المنطقة بشكل كامل، بعد اتفاق مع المعارضة المسلحة على تسليم الأخيرة أسلحتها ومغادرة عناصرها إلى الشمال.
وتندرج العملية العسكرية في الجنوب ضمن استراتيجية استعادة جميع الأراضي التي خرجت عن السيطرة بعد عام 2011، ومنذ نهاية معركة حلب وسيطرة قواته عليها في كانون الأول 2016، سيطر النظام على أجزاء واسعة بوتيرة متصاعدة، سواء من خلال العمليات القتالية أو الهدن والمصالحات المناطقية.
من دون إعلان صريح من أي طرف، ثمة مقايضة رعتها روسيا بإزاحة القوات الإيرانية والحليفة لها من المناطق الحدودية، مقابل عدم قيام "إسرائيل" بمهاجمة قوات النظام أو استمرار استهداف مواقعه ومواقع مشتركة مع القوات الإيرانية التي تم استهدافها عشرات المرات، وتوقفت بالفعل مع انطلاق معركة درعا في 17 حزيران 2018 حتى ساعة متأخرة من ليلة 8 تموز، عندما أعلن النظام أن مطار التيفور تعرض لغارات "إسرائيلية".

يبدو أن "إسرائيل" تأكدت من مشاركة قوات إيرانية ومجموعات شيعية مسلحة فعلا في القتال إلى جانب قوات النظام جنوب غربي سوريا، بعد إعلان وسائل إعلام في 3 تموز، مقتل اللواء "خليل تختي نجاد"، قائد غرفة عمليات الحرس الثوري في محافظة درعا.
وتشير معلومات أن طهران زجت بأعداد كبيرة من مقاتلي القوات الحليفة لها سواء من مستشاري الحرس الثوري أو مقاتلي مليشيا حزب الله، أو المجموعات الشيعية المسلحة الأخرى في المعركة، من خلال دمجهم فيها بزي قوات النظام.
في كل الأحوال، تسعى إيران من خلال قتالها إلى بقاء نظام الرئيس بشار الأسد تحت سيطرتها، بما يؤمّن لها طريق التواصل عبر الممرات البرية إلى المتوسط، لتسهيل وصول الإمدادات ونقل الأسلحة والذخيرة وتعزيز أعداد مقاتلي القوات الحليفة لها في سوريا ولبنان، ويصطدم هذا السعي لتحقيق المصالح الإيرانية بموقف روسي يريد الاستفراد بسوريا دون منافس قوي على الأرض، إلى جانب الرفض "الإسرائيلي" الثابت لمثل هذا الوجود.
المصدر: الأناضول

مقالات ذات صلة

تصريح أمريكي جديد بخصوص قانون التطبيع مع نظام الأسد

مظاهرات وإضراب لطلاب جامعة إدلب اعتراضا على توظيف خريجي جامعات النظام

تجاوزت الألف.. إحصائية صادمة لعدد حوادث السير شمال غرب سوريا خلال 2024

قتيل للنظام على طريق إثريا خناصر بين حماة وحلب

الكيل بمكيالين.. لبنانيون يهاجمون اللاجئين ويحتضنون قريبة "الأسد" بوظيفة إعلامية

منخفض جديد في سوريا يبدأ اليوم السبت