أين "كيماوي المعارضة" الذي ادعته روسيا في درعا قبل عام؟ - It's Over 9000!

أين "كيماوي المعارضة" الذي ادعته روسيا في درعا قبل عام؟

بلدي نيوز- درعا (حذيفة حلاوة)
تزايدت في الأيام القليلة الماضية ادعاءات المسؤولين الروس حول التجهيز لضربة بالسلاح الكيميائي في محافظة إدلب من قبل الفصائل الموجودة فيها، مما يعيد للأذهان الاتهامات ذاتها في درعا منذ حوالي العام، وأين اختفت تلك الأسلحة عن أعين الإعلام الروسي، وإعلام النظام بعد سيطرتهما على الجنوب السوري، إذا ما صحة الاتهامات.
قبل نحو العام من اليوم، وفي 30 من شهر آب 2017، أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، "ماريا زاخاروفا" أن فصيل "شباب السنة" التابع للجيش السوري الحر سابقا، يملك عدة صواريخ تحمل رؤوساً مزودة بمواد سامة، مشيرة إلى وجود مستودع للصواريخ المذكورة في مدينة بصرى الشام، زاعمة في الوقت نفسه أن الفصيل "يجهز لاستخدامها في البلدات المحيطة بدرعا".
وبعد الاتهامات بساعات خرج قائد قوات شباب السنة "أحمد العودة"، والذي تحول لاحقا لعراب مصالحات الجنوب، لينفي تلك الاتهامات، مؤكدا وقتها على عدم امتلاكهم أي سلاح، وقال "إننا نعلن كقوات شباب السنة أننا ما امتلكنا ولن نملك أسلحة الإجرام الكيماوية، ونؤكد على أن من يملكها هم عصابة الإجرام الأسدية التي أبادت الشعب السوري العظيم".
وبعد مرور أقل من عام على تلك الهجمات وفي خرق لاتفاق خفض التصعيد في الجنوب السوري، بدأ نظام الأسد بدعم روسي في منتصف شهر حزيران 2018، حملة عسكرية، هي الأضخم باتجاه مناطق المعارضة في الجنوب، تمكنوا من تحقيق تقدم ملحوظ خلال فترة زمنية قصيرة، تبين فيما بعد بأن علاقات سرية بين قادة بعض الفصائل وروسيا سهلت العملية، فيما لم يتم الحديث عن أي سلاح كيميائي، بالرغم من أن المتهمين تحولوا إلى حلفاء لروسيا.
فمع استمرار تقدم قوات النظام في ريف درعا الشرقي بدأت بعض البلدات بالتوقيع على "المصالحات" مع قوات النظام بشكل فردي، في حين شكل "أحمد العودة" بفصيله "شباب السنة" العلامة الفارقة في تاريخ الجنوب السوري بتوقيعه على اتفاقيات مصالحات بشكل كامل بالنسبة لفصيله والمناطق التي تخضع لسيطرته، مما مهد للقوات الروسية وقوات النظام بالدخول إلى كامل الريف الشرقي ومحاصرة مدينة درعا والوصول لمعبر نصيب خلال ساعات، بتسهيلات واضحة من العودة وعناصره، الذين بدأوا بالتحرك مع قوافل القوات الروسية جنبا إلى جنب، بالرغم من استمرار المعارك بين المعارضة وقوات النظام في مناطق ريف درعا الغربي.
ومع انتهاء العمليات العسكرية للنظام وروسيا في الجنوب السوري، وتمكن روسيا من دخول مدينة بصرى الشام على وجه التحديد، وتحول فصيل "شباب السنة" من صفوف الجيش الحر إلى الفيلق الخامس التابع لروسيا، بعد تسليمه كامل سلاحه الثقيل، لم يتم الحديث عن أي سلاح كيميائي أو صواريخ تحمل رؤوس سامة في المدينة "المصالحة"، التي أصبحت تخضع للروس بشكل كامل، مما يؤكد زيف الاتهامات الروسية التي تسعى من خلالها لوضع الذرائع لمهاجمة مناطق المعارضة، فما دور العودة حينها، وما انعكاسات تلك الاتهامات في الوقت الراهن على إدلب.
نقلت تقارير إعلامية متقاطعة خلال الفترة الماضية عن علاقة متينة سرية جمعت بين روسيا من طرف، وأحمد العودة قائد فصيل قوات شباب السنة من طرف آخر، عن طريق رجل الأعمال السوري خالد العلوان، حيث سجل حدوث اجتماعات ولقاءات سرية بين مسؤولين روس وعراب مصالحات الجنوب أحمد العودة في مناطق سيطرة النظام في مدينة السويداء، كانت عبارة عن تمهيد وتحضير لأحداث الجنوب لاحقا، حيث استمرت تلك اللقاء لمدة العامين، مما يكشف تورط العودة السابق بمشاريع المصالحات.
ومن جانب آخر، يبدو للعيان بأن الاتهامات كانت مجرد دعاية روسية للتغطية على اجتماعات سرية بين روسيا والعودة تجري بوتيرة سريعة للعمل على تسليم مناطق المعارضة جنوب سوريا لروسيا والأسد، والضغط على العودة من قبل روسيا لعدم الخروج عن النص المتفق عليه، خاصة مع تزامن تلك الاتهامات من قبل روسيا للعودة مع تسريب أنباء سرية عن توقيع بعض فصائل الجنوب على اتفاقيات مع النظام السوري وروسيا بوساطة أردنية وأمريكية، ضمن اتفاقيات خفض التصعيد، تبينت حقيقتها بعد حوالي العام.
وبالعودة لما يتم الحديث عنه حاليا في إدلب عن اتهامات بامتلاك السلاح الكيميائي والتحضير لهجمات، يؤكد مراقبون أن حديث المسؤولين الروس هو مجرد زيف إعلامي لم يتجاوز عتبة الاتهامات والادعاءات الخطيرة بهدف تحقيق مصالح لها، وهذا ما أكدته إدارة الدفاع المدني في إدلب، إضافة لعدد من الهيئات المدنية والمجلس المحلي لمدينة جسر الشغور التي خصتها روسيا بالادعاءات.

مقالات ذات صلة

تشكيل جديد تحت مسمى "الظل" لمواجهة إيران في درعا

مبادرة شبابية في حوران لإحياء القرار 2254

خارجية النظام تعلق على الاستهداف الإسرائيلي جنوب سوريا

فجر الجمعة... قصف إسرائيلي يطال مواقع النظام

حواجز النظام تعتقل عشرة شبان وتطالب ب30 مليون ليرة عن كل شاب

حملة اعتقالات للنظام في درعا والقنيطرة