السوريون يواجهون الشتاء القارس بملابس "البالة" - It's Over 9000!

السوريون يواجهون الشتاء القارس بملابس "البالة"

بلدي نيوز - (شحود جدوع)
مع دخول فصل الشتاء بأقسى أيامه من الشهر الأول والثاني للعام الحالي، وانتهاء العائلات من اختيار الوقود الذي سيقضون فيه شتاءهم، تترتب على كل عائلة مهمة جديدة وهي البحث عن الملابس المناسبة لهذا الشتاء.
ويمثل البحث عن ملابس الشتاء تحدياً إضافياً للسوريين يضاعف من متاعبهم بعد أن وضعوا معظم ما رصدوه من المال في سبيل تأمين التدفئة الشتوية، في ظل نسبة البطالة المرتفعة وعدم توفر السيولة المالية الكافية بأيدي المواطنين في مناطق سيطرة النظام والمعارضة على حد سواء.
"أم أمير" أرملة شهيد مقيمة في مخيم معرزيتا جنوب إدلب، قالت لبلدي نيوز: "استشهد زوجي في قصف للنظام على خان شيخون، وترك خلفه ٤ أطفال أبنائي، وطفلين آخرين من أبناء زوجته الأخرى التي تركت أبناءها بعهدتي وذهبت لتقيم عند أهلها بسبب الفقر، وأنا اليوم مسؤولة عن ستة أيتام، حصلت على كفالة قدرها 130 دولار أمريكي من إحدى الجمعيات الخيرية ولا أملك شيئا دونها، ومع اقتراب الشتاء ذهبت إلى محلات الملابس المستعملة "البالة" لأن الكفالة لا تمكنني من شراء ملابس جديدة لستة أطفال وتأمين الطعام والتدفئة وباقي الاحتياجات.
أما أبو محمد وهو رجل خمسيني مقيم في مدينة حماة الواقعة تحت سيطرة النظام قال: "راتبي التقاعدي ٣٥ ألف ليرة سورية، وعندي ثلاثة طلاب جامعيين، لم أتمكن من شراء ملابس شتوية العام الحالي لهم وما يلبسونه اليوم هي ملابس العام الماضي، فثمن شراء كسوة شتوية لهم قد يعادل ثلاثة أضعاف راتبي أو يزيد".
من جانبه "سمير" صاحب أحد محال الألبسة الجديدة في بلدة كفرسجنة جنوب إدلب، قال لبلدي نيوز: "اقتصرت البضائع التي وضعتها في المحل العام الحالي على ملابس الأطفال لأن معظم زبائني من كبار السن استعاضوا عن شراء الملابس الجديدة بالملابس المستعملة، بينما بقت بعض العائلات لا زالت تستأثر على نفسها أن تفرح أطفالها بلباس جديد على الرغم من ارتفاع سعره".
وأضاف "سمير" إن العامين الحالي والماضي شهدا كساداً كبيراً في حركة البيع والشراء بسبب ارتفاع البضائع الجديدة سواء كانت صناعة سورية أو استيراد من تركيا بالمقارنة مع مدخول العائلة، لذلك اقتصرت بضائعنا للعام الحالي على ملابس الأطفال، مشيراً إلى أن معظم زبائنه هم من الأغنياء من أصحاب الأراضي الزراعية الكبيرة والمحال التجارية وموظفي المنظمات وأصحاب المهن اليدوية المربحة.
أم مصطفى نازحة من مدينة حلفايا بريف حماة إلى قرى ريف إدلب الجنوبي، تقول: "عند نزوحي من مدينة حلفايا أخرجت معي مكنة الخياطة التي كانت من أساسيات تجهيزات زواجي، واليوم أذهب إلى سوق البالة وأشتري الملابس الكبيرة وأقوم بقصها وتصغيرها لتناسب أطفالي، كما حذا معظم الجيران حذوي ويشترون ملابس كبيرة ويرسلوها لي مع أطفالهم لآخذ مقاساتهم وأعيد تدويرها لتناسب مقاسهم مقابل أجور رمزية".
وتعيش النسبة العظمى من السوريين ضائقة مالية كبيرة في ظل الغلاء الفاحش الذي يضرب البلاد مقابل المردود الذي يدخلهم سواء بالعمالة اليدوية أو الأعمال الحرة، حيث تدنى سقف أحلام السوريين من بيت وسيارة وعمل كريم،إلى خيمة في مكان آمن أو أنقاض بيت وتدفئة غير ضارة صحياً، أو جرة غاز ولباس جديد، بسبب الكارثة الإنسانية التي تسببت بها وحشية نظام الأسد لأكثر من عشرين مليون سوري سواء في مناطق سيطرته أو خارجها.

مقالات ذات صلة

لقاء مرتقب في واشنطن بين أردوغان وبايدن لبحث الملف السوري

النظام يفرق بين الأقارب مستغلاً عامل الخوف من الاعتقال

كيف أحيا الشمال السوري ذكرى الثورة

منسق الأمم المتحدة الإقليمي يكشف نتائج زيارته إلى إدلب

أول اتحاد للمصممين في الشمال السوري

هزة أرضية تقدر ب4.4 ريختر شعر بها سكان حلب وإدلب واللاذقية