رغم الحصار والحملات العسكرية.. "داريا" شوكة في حلق الأسد - It's Over 9000!

رغم الحصار والحملات العسكرية.. "داريا" شوكة في حلق الأسد

بلدي نيوز – ريف دمشق (مرح الشامي)

تواصل مدينة داريا بالغوطة الغربية صمودها أمام أعتى قوة عسكرية قوامها نظام الأسد والميليشيات العراقية واللبنانية، ورغم حصار المدينة على مدار ثلاثة أعوام، تحاول قوات النظام وحلفائه، اقتحام المدينة، ومع كل عملية عسكرية تتكبد خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، حيث قتل على تخوم المدينة 6 من أبرز قادة الحملات العسكرية من قوات النظام، وأكثر من 6 آلاف عنصر، فيما دمر الثوار قرابة 120 آلية ثقيلة ودبابة لقوات النظام.

"تمام أبو الخير" المتحدث باسم "لواء شهداء الإسلام" العامل على جبهة داريا قال لبلدي نيوز: "منذ ثلاث سنوات وتحديداً منذ تاريخ 8/11/2012 حاولت قوات النظام اقتحام المدينة، وعلى الرغم من تفوقها بالعدة والعتاد من طيران حربي ومروحيات وصواريخ أرض-أرض، إضافة لاستهداف المدينة بالغازات السامة, إلا أن المدينة بقيت عصية على عصابات الأسد ليتمكن الجيش الحر في كل مرة من صد محاولاتهم في التقدم وتكبيدهم خسائر فادحة".

ونوه القيادي إلى أن إصرار النظام بالسيطرة على داريا يعود إلى أهميتها الاستراتيجية من حيث قربها من دمشق، ومن القصر الجمهوري.

قتلى الأسد

وزود القيادي بلدي نيوز بأسماء قادة حملات النظام خلال محاولاته السيطرة على المدينة، وقال أبو الخير "في تشرين الثاني لعام 2012، وخلال المعارك الجارية على جبهات داريا، قتل المقدم الركن (أزدشير عبد الرزاق قدسية) من ناحية مصياف في ريف حماة، ليكون أول قائد حملة يقتل في المدينة، وفي كانون الثاني 2013، استطاع الجيش الحر في داريا قتل القائد الجديد للحملة وهو العقيد الطيار (إياد عيسى صالح) من محافظة طرطوس، ليتبعه في نيسان العقيد (سهيل خلوف) من محافظة طرطوس أيضا، ثم العقيد (رمضان رمضان) من محافظة اللاذقية في العام نفسه، بينما لقي العميد (عزيز إبراهيم عزيز) مصرعه على جبهات المدينة في أيلول من عام 2013، ليكون بذلك القائد الخامس الذي يقتل على جبهات داريا, والقائد السادس العقيد الركن (رعد وديع جديد)، من مرتبات الحرس الجمهوري، الذي قتل قنصاً على إحدى جبهات المدينة يوم السبت بتاريخ 11 تشرين الأول من العام 2014".

بدوره، قال "سلطان الشامي" أحد الأعضاء في المركز الإعلامي لمدينة داريا أن النظام لم يتوقف النظام عن محاولة اقتحام المدينة منذ تاريخ حصارها في 8-10-2012 إلى اليوم، مشيرا إلى مقتل أكثر من  6000 قتيل للنظام حسب مواقع مؤيدة وتدمير أكثر من 120 دبابة لهم.

أهمية درايا

وأضاف الشامي لبلدي نيوز، "تعد داريا الملاصقة لمطار المزة العسكرية وقيادات كل من الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة وقصر الشعب، خنجرا في خاصرة نظام الأسد، وهو يحاول التخلص من هذا الخنجر بكل ما يستطيع، ناهيكم عن محاذاتها لحي المزة الدمشقي وعددا من الطرق الرئيسية مثل "أوتوستراد المزة" و"أوتوستراد درعا الدولي" وطريق "المتحلق الجنوبي".

ويتواجد في محيط داريا مقرات للفرقة الرابعة التابعة للحرس الجمهوري، وسرايا الصراع -الحرس الجمهوري سابقا- كما يفصلها مسافة قريبة عمّا يسمى "المربع الأمني" في منطقة كفرسوسة والذي يضم مقرات قيادات معظم الأجهزة الأمنية التابعة للنظام، وكذلك الأمر بالنسبة لقصر "الشعب" الرئاسي.

وبدأ نظام الأسد حملته العسكرية على داريا بتاريخ 8 /11/2012، واستخدم فيها جميع أنواع الأسلحة من الهاون والمدفعية والدبابات والطيران الحربي والبراميل والحاويات المتفجرة والألغام البحرية، إضافة إلى استهدافها بالسلاح الكيماوي.

واستشهد منذ بداية حملات النظام العسكرية على درايا أكثر من 1300 جلهم من المدنيين، فيما بلغ عدد شهداء المدينة منذ بداية الثورة أكثر من2400 شهيدا موثقين بالأسماء.

الجوع أو الركوع

وتعد مدينة داريا من أوائل المدن التي اتبع فيها نظام الأسد سياسة الحصار والتجويع في سوريا، فالمدينة اليوم في عامها الرابع من الحصار، بهدف التضيق عليها وإجبارها على الاستسلام، دون الاكتراث لمعاناة الاف المدنيين بأطفالهم ونساءهم وشيوخهم، بحسب ما أوضح أكرم الشامي.

وفي هذا الصدد، حذر رئيس المجلس المحلي في مدينة داريا "أبو عماد" مما قد تؤول إليه الأمور جراء حصار المدينة من قبل النظام وميليشياته، وقال "إذا بقي الحصار ولم تدخل المساعدات أو الإمدادات فمن الممكن أن تصل درايا لما وصلت إليه "مضايا" بسبب مقومات الحياة شبه المعدومة بالنسبة للمدنيين فيها".

وعن وضع الأهالي في ظل الحصار، قال رئيس المجلس المحلي "وضع الأهالي مأساوي جدا داخل المدينة حيث يصل عددهم الى 8000 مدني بين رجال ونساء وأطفال ويوجد نقص حاد بالمواد الغذائية والأدوية وحليب الأطفال".

ويرى أكرم الشامي أنه وبعد تقدم قوات النظام على جبهة معضمية الشام وقدرتها على الفصل بين داريا والمعضمية، استمر النظام بالضغط الكبير على جبهات المدينة، ظناً منه انه سيستطيع اقتحام درايا، فأراد استثناءها من الهدنة ليستفرد بها ويحشد لها أكثر من قدرته العسكرية وكانت حجته وجود "جبهة النصرة" في المدينة وهي حجة لا أساس لها من الصحة.

يقول رئيس المجلس المحلي لبلدي نيوز "التزمت قوات النظام بوقف البراميل ووقف محاولات الاقتحام، ولكن تم خرق الهدنة أكثر من مرة من قبل قوات النظام بالقصف بقذائف الهاون على مناطق المدنيين".

مقالات ذات صلة

ناشطون في مخيم الركبان يطالبون بفتح طرق للسكان لمواجهة حصار النظام

رأس النظام يكشف عن فحوى اجتماعاته بالأمريكان

ميقاتي"أي حل في الشرق الأوسط سيمر عبر سوريا"

ماذا يحمل معه.. رئيس المخابرات الرومانية يزور بشار الأسد في دمشق

رأس النظام يتسلّم دعوة للمشاركة بالقمة العربية في البحرين

"الطاقة الذرية" تفعل مسار التحقيق بخصوص موقع نووي في دير الزور