ضحية تعذيب في معتقلات النظام تناشد المجتمع الدولي للقصاص من الأسد - It's Over 9000!

ضحية تعذيب في معتقلات النظام تناشد المجتمع الدولي للقصاص من الأسد

Middle East Eye  - ترجمة بلدي نيوز
تهدف محادثات السلام في جنيف، يوم الخميس، إلى إنهاء الحرب السورية المستمرة، ويقول السياسيون أن أحدث جولة من المحادثات تمثل أفضل أمل حتى الآن لعقد اتفاق ينهي الصراع الوحشي في البلاد.
وفيما يجلس وفد الحكومة السورية والمعارضة مع السياسيين الدوليين للتفاوض في قصر الأمم المتحدة الفخم، تحت سماء زرقاء صافية، تتألق بالتساوي مع زرقة بحيرة جنيف القريبة، تجمع ثلاث ضحايا للحرب في سورية في مكان مجاور للمناشدة وتقديم نداء يائس من أجل تحقيق العدالة والمساءلة.
وعلى الطريق الضيق، الذي تصطف فيه الحجارة المربعة الكبيرة والتي وضعت أمام الشاليهات السويسرية الخضراء والوردية، يظهر نادي الصحافة السويسري وواجهته الزجاجية التي تجسد رقي جنيف.
ومع ذلك، في يوم الخميس، ومع وجود هواء منعش قادم من الجبال المحيطة المغطاة بالثلوج، كانت هناك صور تقشعر لها الأبدان لسوريين عذبوا حتى الموت في سجون الرئيس بشار الأسد تزين الجدران، في حدث نظمته المنظمة السورية لضحايا حرب.
الصور التي يبلغ عددها 55.000 ألفا، هُربت من سورية من قبل مصور عسكري سابق يدعى " قيصر" والذي أطلق على نفسه هذا الاسم لحماية نفسه، وتضم الصور المروعة مشاهد لجثث ميتة، الكثير منها يظهر عليها آثار التعذيب والدماء والتجويع حتى ظهرت عظامهم، وكانت السلطات الأمريكية قد تحققت من الصور وأكدت مقتل 11.000 ألف شخص على الأقل من خلال تحليل الصور.
وقالت هنادي الرفاعي والتي كانت موجودة بين فريق من النشطاء السوريين البارزين، جنباً إلى جنب مع المبعوث البريطاني إلى سوريا غاريث بايلي، وفي غرفة مليئة بالصحفيين والدبلوماسيين، أن لديها رسالة إلى من هم في قصر الأمم المتحدة، عن تجربتها في ظل نظام الأسد الإجرامي، وأضافت الناشطة التي كانت ترتدي علم المعارضة السورية كيف أنها قد سجنت لمدة سبعة أشهر من 15 أذار 2012 لنشاطها السلمي في دعم الاحتجاجات ضد الأسد.
الرفاعي وهي أم لثلاثة أبناء، في الخمسينيات من عمرها، كانت معلمة في مدرسة في مدينة دمشق قبل اندلاع الحرب في 2011 ، ومن ثم اعتقلت من قبل النظام السوري ووضعت في زنزانة مكتظة مع ما يقرب من 65 امرأة اخرى تتراوح أعمارهم بين 12-85 سنة.
تقول الرفاعي "كان المعتقل جحيماً، لقد أذلوني وضربوني، ولا يمكنك تخيل ما اتحدث عنه، مهما حاولت شرح وتفسير ما حدث".
وقالت أنها رأت رجالاً يتوسلون سجانيهم من أجل الإبقاء على حياتهم، وهم معلقون من سقوف الحمامات بعد تعرضهم للضرب على أيدي الحراس الذين وصفتهم بأنهم ساديين "يتمتعون بتعذيب السجناء".
وتم إطلاق سراح الرفاعي بعد سبعة أشهر عندما استدعيت إلى المحكمة العسكرية حيث ختم مسؤول مدني يدها وقال لها أن تغادر المكان، وقالت أنه لم تكن هناك أي إجراءات قانونية.
الرفاعي والتي كانت تتحدث فيما تنهار دموعها، قالت بأن آلامها لم تنتهي مع إطلاق سراحها، فبعد أسبوع واحد على خروجها، تم إلقاء القبض على شقيقها نايف، قاض عسكري، وتم إيداعه في سجن صيدنايا، السيء السمعة، حيث كانت هناك العديد من التقارير عن سجناء يتعرضون للتعذيب حتى الموت في ذلك المكان، وقالت: "حتى القاضي لم يستطع الحصول على العدالة لنفسه".
وبعد عامين وشهرين في السجن وجدت الرفاعي أن شقيقها قد قتل عندما حاول شقيقه زيارته في السجن، وأضافت: "قالوا لنا أنه توفي قبل تسعة أيام وأنهم دفنوه"، ومن دون جثة ولا جنازة ولا قبر ولا أي وسيلة لمعرفة ما أصاب أخيها، لم يبق أمام الرفاعي سوى تجميع قصة أخيها من السجناء المفرج عنهم والذين تقاسموا معه الزنزانة.
وبعد الانتهاء من المؤتمر الصحفي، وفيما كانت تقف لتدخن سيجارة، من نافذة تطل على حدائق هادئة بعيدة كل البعد عن الرعب الذي تحدثت عنه وعاشته، أردفت الرفاعي بأن أخيها تعرض للضرب كل يوم لمدة عامين بعصا حديدية من قبل حراس السجن، "لقد تم كسر عظامه وخسر الكثير من وزنه وكان يتقيأ الدم ولم يعد قادراً على تناول الطعام والشراب".
وأوضحت الرفاعي أنه عندما نُشرت صور قيصر قامت على الفور بالبحث في الصور المروعة في محاولة لإيجاد شقيقها، "كنت خائفة من رؤيته.. ولكن أردت أن أعرف إذا كان هناك"، ورغم أنها لم تجد صورة شقيقها من بين آلاف الصور، لكنها قالت أن مجرد البحث كان يكفي ليسبب ألماً كبيراً، وأضافت: "لقد قتل شقيقي مثل هؤلاء الناس في الصور، جوعاً وضرباً ومن ثم ألقي على الأرض جثة هامدة".
الرفاعي لم تعد تعيش في سوريا، فقد فرت قبل ستة أشهر من تركيا إلى اليونان على متن قارب في رحلة محفوفة بالمخاطر مع والدتها وابنتيها، ومعرفة أن الرحلة ستكون خطرة لم تحدث فرقاً لديها، فعائلتها كانت تهرب من الموت، تقول: "ربما نموت وربما نحظى بفرصة لعيش حياتنا بسلام".
وهي تعيش الآن في النمسا، وتتعلم الألمانية في محاولة لإعادة بناء حياتها، وقد أتت إلى جنيف في محاولة منها لتذكير العالم والمجتمع الدولي بما قام به الأسد ضد شعبه.
وتضيف "لقد عقدت هذا المعرض في محاولة للتأثير على المحادثات لأننا نريد أن يعاقب الأسد على المجازر التي اقترفها"، وقالت لصحيفة "ميدل إيست آي": "أنا لم أستطع إنقاذ أخي ولكن لا يزال هناك عشرات الآلاف من المعتقلين هناك في معتقلات الأسد، ويجب أن نضع قضية المعتقلين على رأس جدول الأعمال في محادثات جنيف" .
وأردفت: "أريد جسد شقيقي، أريد قبراً لأضع الزهور عليه".
وبعد الاستماع إليها وإلى قصص أعضاء الفريق الأخرى، قال السفير البريطاني "بيلي" أنه يقدر اختياره لسماع قصصهم، وشدد على أهمية معرض الصور الفوتوغرافية، وأضاف: "إن صور "قيصر" هي أدلة دامغة، وتوثيق قانوني لوحشية نظام الأسد وعلى الهجوم الموسع الذي شنه على الشعب السوري كشكل من أشكال العقاب الجماعي".
وأشار إلى المبعوثين الآخرين الحاضرين -الذين كانوا من السويد وكندا والدنمارك وهولندا وفرنسا- وقال بايلي: "على الرغم من أن هناك الكثير من النقاش في المجتمع الدولي عن إزالة الأسد، فقد تم إعطاء الأولوية لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية، فيما يجب أن يتحمل الرئيس السوري مسؤولية جرائم حكومته".
وأضاف: "يجب أن يتم تحقيق العدالة تحديداً من بشار الأسد، وبلدي "بريطانيا" كانت واضحة في ذلك، بأنه يجب ان يكون هناك انتقال سياسي بعيداً عن الأسد، فهذا الرجل لم يخذل فقط بلده، بل وهاجمه ودمره".

مقالات ذات صلة

روسيا تعرقل عقد اجتماعات "الدستورية" السورية في جنيف

رأس النظام يكشف عن فحوى اجتماعاته بالأمريكان

"الدول السبع": لا تطبيع ولا إعادة إعمار إلا بإطار عملية سياسية شاملة في سوريا

خارجية النظام تعلق على الاستهداف الإسرائيلي جنوب سوريا

ميقاتي"أي حل في الشرق الأوسط سيمر عبر سوريا"

تحديد موعد مؤتمر بروكسل الثامن من أجل مستقبل سوريا