"داعش" وروسيا واتفاق خفض التصعيد.. الثالوث القاتل في درعا - It's Over 9000!

"داعش" وروسيا واتفاق خفض التصعيد.. الثالوث القاتل في درعا

بلدي نيوز- (حذيفة حلاوة)
كان لاندلاع المعارك بين فصيل "لواء شهداء اليرموك" و"حركة المثنى" من جهة، وجبهة النصرة (هيئة تحرير الشام) حالياً، والجبهة الجنوبية المدعومة من غرفة عمليات "الموك" من جهة أخرى، وفشل المعارك التي حاول الثوار من خلالها السيطرة على مواقع النظام؛ الدور في وقف عجلة التحرير في جنوب سوريا، نهاية عام 2015 وبداية 2016.
تسببت هذه العوامل بانتكاسة معنوية لكثير من الشبان وهجر السلاح، ولعل من أهم أسبابها أيضا؛ عدم التورط في القتال الداخلي، والهجرة إلى أوروبا، حيث ساهم الأخير بتفرغ بعض المناطق من شبابها مما أفقد فصائل المعارضة أهم العوامل الأساسية لبقائها وهو العنصر البشري.
هذا وساهم الوضع الداخلي للمحافظة خلال هذه الفترة في حرف بوصلة القتال عن الهدف الأساسي وهو نظام الأسد، باتجاه جنوب غرب درعا في منطقة حوض اليرموك، المعقل الرئيس للواء "شهداء اليرموك"، حيث خاضت فصائل المعارضة أكثر من 10 معارك في الفترة الممتدة من بداية 2016 وحتى بداية عام 2018، مع الفصائل الموالية لتنظيم "داعش" جنوب غرب درعا، دون أي تقدم يذكر، واقتصرت نتائج تلك المعارك على تهجير سكان تلك البلدات، الأمر الذي خلق أزمة سكانية في مناطق سيطرة المعارضة، وإنشاء عدة مخيمات، واستنزاف الشباب في فصائل المعارضة بشكل كبير.
ونتيجة عدم وجود رؤية واضحة ورغبة جدية من قبل فصائل الجبهة الجنوبية بالقضاء على الفصائل الموالية لتنظيم "داعش" وخلاياه؛ تسبب وجودها بالمتاعب للمناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، والتغلغل في الحاضنة الشعبية للثورة، كان من أبرز نتائجها عشرات عمليات الاغتيال التي طالت شخصيات بارزة، أبرزهم وزير الإدارة المحلية في الحكومة المؤقتة "يعقوب العماري"، في حين لم يحتاج نظام الأسد وروسيا لأكثر من 20 يوما للقضاء على الفصائل الموالية لتنظيم "داعش" جنوب غرب درعا.
بالعودة إلى بداية التدخل الروسي في الجنوب السوري نهاية 2015، والذي تجلى في دعم قوات النظام وميليشياته للسيطرة على مدينة "الشيخ مسكين"، تزامن هذا التدخل بانحياز حركة "المثنى" إلى فصيل "لواء شهداء اليرموك" في ريف درعا الغربي، بعد نشوب خلافات مع عدة فصائل، واتهام الحركة بعمليات خطف، حيث تحول الريف الغربي من المحافظة وريف القنيطرة إلى كتلة مشتعلة جراء الاقتتال الداخلي، تمكنت الفصائل الموالية لتنظيم "داعش" من التمركز في ريف درعا الغربي والتوسع لاحقاً على حساب فصائل الجبهة الجنوبية، استغلت روسيا هذه المرحلة للسيطرة على مدينة "الشيخ مسكين" وبلدة "عتمان"، وتقدم قوات النظام إلى كتيبتين للدفاع الجوي على أطراف مدينتي "طفس وداعل".
وتمكنت قوات النظام وبدعم جوي روسي بعد نحو شهرين من الحملة العسكرية على مدينة "الشيخ مسكين"، من السيطرة عليها بشكل كامل، تلاها بعدة أيام السيطرة على "بلدة عتمان"، مما أبعد فصائل الثوار عن الأوتوستراد الدولي ومكن النظام من الحصول على أفضلية، بحماية الشريان الوحيد لمركز محافظة درعا الخاضعة لسيطرته، فيما توقفت عجلة الحملة الروسية الداعمة للأسد بعد فشلها في التقدم على الجمرك القديم في درعا البلد، بعد حملة دامت حوالي 20 يوماً.
وفي المقابل، استغلت الفصائل الموالية لتنظيم "داعش" في منطقة حوض اليرموك انشغال غرفة عمليات "البنيان المرصوص" في مدينة درعا، في معركة "الموت ولا المذلة" التي كان هدفها تحرير حيي "سجنة والمنشية"، للهجوم على مواقع فصائل المعارضة والسيطرة على بلدات "سحم الجولان" و"عدوان" و"تسيل" و"جلين" و"تل جموع" و"تل عشترة"، ومحاصرة عدة فصائل للثوار في بلدة "حيط".
ففي 10 شباط من عام 2017، تمكنت غرفة عمليات "البنيان المرصوص" من إحراز أول تقدم حقيقي على حساب قوات النظام، منذ تحرير اللواء 52 شرق درعا منتصف عام 2015، حيث أسفرت الأيام الأولى لمعركة "الموت ولا المذلة" من تحرير ما يقارب من 60 بالمئة من حي "المنشية"، وتأمين الطريق الحربي الواصل بين ريفي درعا الشرقي والغربي، تزامن مع قصف روسي مكثف على أحياء مدينة درعا خلف عشرات الشهداء، قبل أن تتوقف معركة "الموت ولا المذلة"، بسبب هجوم قوات النظام على محور مخيم درعا في 12 حزيران 2017، بسبب عدم قدرة الفصائل على القتال على جبهتين في مدينة درعا.
واستمر نظام الأسد بمحاولات التقدم على مدى ثلاثة أسابيع في محور مخيم درعا شرق مدينة درعا، ترافق مع هجمات على القاعدة الجوية غرب المدينة التي يسيطر عليها الثوار، تكبد خلالها نظام الأسد عشرات القتلى والمصابين، وتدمير عدة آليات، تحدثت وقتها وسائل إعلام موالية للأسد عن مقتل أكثر من 400 عنصرا بينهم ضباط برتب عالية.
وفي السابع من شهر تموز 2017 توقفت المعارك في محافظة درعا بشكل كامل، بعد إعلان موسكو وواشنطن التوصل لاتفاق "خفض التصعيد" في عدة مناطق من سوريا، من بينها المنطقة الجنوبية التي تشمل درعا والقنيطرة، وبذلك تتوقف المعارك جنوب سوريا بشكل كامل ضد قوات النظام حتى الخامس عشر من حزيران عام 2018، باستثناء بعض الخروقات من قبل قوات النظام، التي سقط خلالها عشرات الشهداء.
وخلال هذه الفترة التي خلت من المعارك إلا في "حوض اليرموك"؛ انتشرت بشكل واسع عمليات الاغتيال في محافظة درعا، نفذتها خلايا تابعة للنظام وتنظيم "داعش"، بحسب ما أظهرت التحقيقات مع مجموعة تم القبض عليها في مدينة درعا، بالإضافة إلى عمليات اغتيال وتصفية بين الفصائل لم يعلن أحد المسؤولية عنها، حيث طالت تلك الاغتيالات جميع الفصائل دون استثناء، واستمرت حتى سيطرة قوات النظام على المنطقة، نتيجة عدم جدية الفصائل للتعامل مع خلايا الاغتيالات، وتحريك العامل العشائري لحماية بعض مرتكبي هذه الجرائم.
واتسمت عمليات الاغتيال بالاستهداف المباشر للقيادات البارزين في فصائل المعارضة، أو المدنيين المؤثرين في المنطقة، حيث سقط خلال تلك الفترة أكثر من 150 مدنياً وعنصر في فصائل المعارضة، من بينهم القائد العسكري لغرفة عمليات "البنيان المرصوص" في درعا "حسام الحاجة" في 28/9/2016، ووزير الإدارة المحلية في الحكومة المؤقتة "يعقوب العمار" في 25/9/2016، حيث عمد نظام الأسد إلى تصوير بعضها والإعلان عن مسؤوليته في تطور لم تشهده المنطقة من قبل.

مقالات ذات صلة

"الهيئة" تكبد النظام خسائر بريفي حلب واللاذقية

إدلب.. حكومة "الإنقاذ" تستحدث مديرية الأمن التابعة لوزار الداخلية

اشتباكات بين فصائل المعارضة وقوات النظام غرب حلب

"السورية لحقوق الإنسان" تدين ممارسات "الهيئة" ضد إعلاميين في إدلب

"التحقيق الدولية" تحذر من موجة عنف في سوريا

"الإسلامي السوري" يعلق على المظاهرات ضد "الهيئة" في إدلب