"طقوس رمضان" ضحايا القصف في إدلب - It's Over 9000!

"طقوس رمضان" ضحايا القصف في إدلب

بلدي نيوز- إدلب (ليلى حامد)
اختلفت طقوس رمضان وربما اختفت معظمها من حياة المدنيين في إدلب، وبعد تصعيد قوات النظام والمقاتلات الروسية بالقصف قبل نحو أسبوعين، تحول الشهر إلى طقسٍ شبيه بأهوال يوم القيامة، التي أنست النازحين الصيام.
تفترش إحدى العوائل النازحة من ريف إدلب خيمةً بين اﻷشجار، بعد أن تمكنت من تهريب بعض الضروريات، من أطعمة وأوانٍ وأغطية على عكس كثيرٍ من الأسر التي خرجت بجلدها، بحسب وصف النازحة أم أحمد .
وتقول أم أحمد لمراسلة بلدي نيوز؛ هذه هجرتنا الثانية، لكننا نحمد الله أن سلم أطفالنا وتمكنا من الفرار من أهوال القصف.
وأردفت؛ "أعاننا بعض الناس باﻷمس وقدموا لنا الطعام، هذه من العادات التي ما يزال شعبنا الطيب يحافظ عليها، كنا نسمع عن "السكبة"، نتبادلها بين الجيران، لكن معناها اليوم أصبح أكثر قيمةً.
ﻻ يخفي النازحون حنينهم إلى بيوتهم وقراهم التي هجروها، أو حولتها آلة الحرب إلى كومة تراب، كما ﻻ يزالون يستحضرون الكثير من ذكريات رمضان وطقوسه قبل بداية الحراك الثوري في العام 2011.
بعض النازحين في المساء اختاروا التجمع خلف أحد الرجال يصلون التراويح، وما كادوا ينهون صلاتهم حتى ارتفعت أيديهم إلى السماء تلهج بالدعاء للثوار على الجبهات.
تقول "أم حسن "لبلدي نيوز؛ "ابني يقاتل مع الجبهة الوطنية، نحن نثق بشبابنا ثقةً كاملة، ولدينا من اليقين أننا سنرجع قريباً إلى قرانا، ونكمل أجواء رمضان، بالحدود الدنيا".
وأضافت؛ "كنا قبل الثورة نفكر في تعزيل وتنظيف بيوتنا وأثاث المنزل قبل رمضان، اليوم اختلف اﻷمر فها نحن كنسوةٍ نعتني بالخيمة تحت وطأة الضغط النفسي".
وأردفت، أنها تستذكر اﻷيام التي خلت، وتحلم باسترجاع اﻷمان، لعلها تجلس نهاية رمضان تحضر مع بناتها حلويات العيد، وﻻ تخفي حنينها إليهن بعد أن غيبتهن الغربة في تركيا برفقة أزواجهن وأبنائهن، وتقول؛ "لم نعد نلتقي على مائدة اﻹفطار في لمة رمضان، لكنني مرتاحة أنهم بعيدون عن هذه المآسي وﻻ سيما أحفادي".
ومثلها تروي "أم قاسم" نازحة أيضاً: "اشتاق لدمشق لصلاة التراويح لسماع صوت القارئ يطرب اﻵذان وهو يتلو ويرتل آيات القرآن ثم يدعو والناس خلفه بين باكٍ ومنصت".
"أم قاسم" تقول بأنها مهجرة من ريف دمشق، وتسخر مما تشاهده قائلةً؛ "نازح ويعيد..، هذا حالنا".
وتختم؛ "مثلي كثيراتُ من النسوة اللاتي يشتقن إلى رمضان وإلى شبابٍ قتلوا في معتقلات اﻷسد أو على الجبهات".
يعتصرهنّ اﻷلم، لكنهنّ يبدين رغبةً في إكمال المشوار، أمّا المقارنة التي يطلقنها عن رمضان وأجوائها فهي بحسب "أم قاسم" على سبيل استرجاع الذكريات ليس أكثر.

مقالات ذات صلة

النظام يفرق بين الأقارب مستغلاً عامل الخوف من الاعتقال

هزة أرضية تقدر ب4.4 ريختر شعر بها سكان حلب وإدلب واللاذقية

جامعة سورية تتقدم عشرة مراكز في التصنيف الحالي لموقع “ويبوميتريكس” (Webometrics) الإسباني

إصابة طفلين بقصف النظام أثناء جني محصول الفطر شمال شرقي إدلب

لماذا ينشط سوق المستعمل في الشمال السوري؟

هل تأثر سوق الحوالات المالية وأجورها في محافظة إدلب بعد الإعلان عن إفلاس شركة “الريس” المالية؟