رياض نعسان آغا: حلف النظام وروسيا ماضٍ في الحل العسكري في إدلب - It's Over 9000!

رياض نعسان آغا: حلف النظام وروسيا ماضٍ في الحل العسكري في إدلب

بلدي نيوز- (لانا عبد الحميد)
تواصل قوات النظام وميليشيات روسيا وإيران حملتها العسكرية، برا وجوا، على المناطق المحررة في حماة وإدلب واللاذقية منذ قرابة الشهر، سيطروا خلالها على أكثر من ١٦ قرية وبلدة، وهجروا قرابة نصف مليون نسمة، وقتلوا أكثر من ٤٦٠ مدنيا.
التقى موقع بلدي نيوز بالسيد وزير الثقافة في سوريا سابقا والعضو المستقيل من هيئة المفاوضات العليا، الدكتور رياض نعسان آغا، ودار الحديث حول مآلات التصعيد الأخير في إدلب وحماة، وعلاقة الدول الفاعلة في الملف السوري؛ فكان الحوار التالي:
*- لاحظنا أنكم تبدون خشيتكم على أربعة ملايين مدني يعيشون في إدلب وتدعون الحكومات الأوربية للتدخل لوقف المجازر، لماذا برأيكم هذا الصمت الأوروبي وعدم التحرك إزاء ما يحدث في إدلب؟
**- المجتمع الدولي عامة يريد التخلص من المتطرفين الذين يسيطرون على إدلب، رغم أنهم يعلمون أن النظام هو من أتاح لهؤلاء أن يتمكنوا بعد أن أخرجهم من سجونه؛ فهو يريد أن يظهر للعالم أن خصومه (إرهابيون) للتعمية على الثورة الشعبية، ولمنح حلفائه ذريعة للتدخل العسكري للدفاع عن بقائه بوصفه ضمانة لاحتلالهم سورية، وأعتقد أن النظام نجح في تقديم نفسه كحكومة وطنية شرعية مقاومة وممانعة طيبة وعادلة تواجه الإرهاب، وبالطبع لا تغيب الحقيقة عن قادة وشعوب العالم؛ فهم يعرفون أن الشعب السوري قام بثورته ضمن ثورات الربيع العربي مطالباً بالحرية والكرامة، داعياً لبناء دولة مدنية ديموقراطية، وأنه يعاني من الاستبداد والديكتاتورية، لكن الدول العظمى لا تريد للعرب أن يعيشوا حياة ديموقراطية إلى جوار إسرائيل، وكل همهم أمن إسرائيل ولا شيء آخر، وإسرائيل تخشى أن تصبح سورية دولة ديموقراطية حيث يصعب عليها أن تسيطر على القرار السوري، ومن مصلحتها أن يكون في سورية حاكم يضمن أمنها وهي مطمئنة لكونه مجرباً، لم يطلق رصاصة واحدة عبر نصف قرن ضدها، وكان يكتفي بالاحتفاظ بحق الرد على أي عدوان على سورية، بالطبع لا نضع الغرب كله في سلة واحدة؛ فهناك شرفاء كثر يريدون مساعدة السوريين، لكن أصحاب القرار هم الأقوى وهم الذين ساندوا إيران وروسيا سراً وإن كانوا يطلقون تصريحات مناقضة، وها هم يسمحون للنظام باستخدام أسلحة محرمة، ويكتفون بالإدانة في الإعلام، وهكذا يأتي الصمت الدولي على تدمير المدن السورية، وتهجير الملايين من الشعب السوري، وتعطيل قرارات مجلس الأمن، لذلك لابد من الضغط على أوربا وسواها من الدول الصامتة إزاء ما يحدث في إدلب، وقد سبق أن صمتت على تدمير حمص وحلب وريف دمشق، ولابد أن يدرك المجتمع الدولي أن إيقاف موجات الهجرة السورية المتصاعدة يتحقق فوراً برحيل رجل واحد".
*- تبعث روسيا والنظام برسائل تشير بوضوح إلى عزمهم شن عمل عسكري واسع في إدلب، هل تتوقعون مثل هكذا سيناريو أم أنها ستكون عملية محدودة؟
**- رغم اتفاقات شوتشي وآستانا لم تتوقف العمليات العسكرية في الشمال السوري، وللأسف تم خرق كل الاتفاقيات، والمفجع أن يتصور العالم أن ملايين السوريين في إدلب وأرياف حلب وحماه، هم حاضنة للإرهاب كما يشيع النظام الذي اتهم شعبه كله بأنه إرهابي، وحقيقة الموقف أن ملايين المدنيين في هذه المنطقة لا يؤيدون الأفكار المتطرفة، مثل إقامة إمارة إسلامية أو خلافة وما شابه، لكنهم في الوقت ذاته يخشون أن يدخل جيش النظام ويبدأ الانتقام، ويخشون أن تسيطر إيران وروسيا على المنطقة، وكان بوسع من يدعمون المتطرفين أن يوقفوا دعمهم، ويدفعوهم لحل تنظيماتهم، وتمكين المجالس الشعبية في الإدارة المحلية ريثما يتحقق الحل السياسي النهائي".
*ـ المبعوث الأمريكي جيمس جيفري ألمح إلى أن العملية العسكرية محدودة ولن تسمح واشنطن بعملية عسكرية شاملة في إدلب، هل تعتقدون أن واشنطن ستمنع النظام وروسيا من شن عملية عسكرية واسعة في إدلب؟
**- المشكلة أن ملايين السوريين فقدوا الثقة بالوعود الغربية، النظام يستخدم الأسلحة المحرمة (الكلور، الفوسفور) يومياً ولا أحد يمنعه، وبسبب تناقض التصريحات الأمريكية وتردد مواقفها يخشى السوريون أن تقوم روسيا بتدمير إدلب كما فعلت في حلب وحمص، والحرب الآن مفتوحة والولايات المتحدة تكتفي بالتصريحات، ومجلس الأمن اكتفى بالقلق، لقد ناشدنا العالم كله لإيجاد منطقة آمنة للمدنيين، الذين باتوا ضحايا صراعات دولية على أرضهم، وحروب بالوكالة ليسوا طرفاً فيها؛ فهم يطلبون الحرية والكرامة والديموقراطية، وأن يعيشوا مثل كل شعوب الأرض".
*- يبدو جليا أن الخلافات الروسية التركية بدأت تتعمق في إدلب، هل تدفع تركيا المعارضة للانسحاب من عملية أستانا؟
**- ما يزال الحوار ساخناً بين روسيا وتركيا رغم انتهاء الاتفاقات بين الدولتين حول إدلب على الأرض، لكن المصالح الكبرى للدولتين تقضي بألا يصلا إلى الحافة أو الهاوية، أما المعارضة فلا أتوقع أن تستمر بالثقة في مسار آستانا بعد كل ما حدث من اختراقات".
*- هل تستخدم روسيا ورقة إدلب للضغط على تركيا للاستمرار بشراء منظومة اس ٤٠٠؟
**- قضية إدلب ليست متعلقة بقضية الصواريخ، فهي أقدم بسنوات، لأن روسيا التي مكنت النظام من استعادة ما فقده من السيطرة على المناطق التي كانت بيد المعارضة ستبقى مستمرة في الحل العسكري وهي مصممة على استعادة جميع المناطق لصالح النظام، وبعدها تريد أن تفرض حلاً يضمن سيطرتها الكاملة على سورية".
*- لوحظ أن هناك تقاربا تركيا أمريكيا في الفترة الأخيرة خاصة بما يخص موضوع شرق الفرات، هل تصعد موسكو في إدلب لخلط الأوراق التركية الأمريكية من جهة ودفع تركية للعودة إلى المسار الروسي من جهة ثانية؟
**- أتوقع أن تركيا كانت مضطرة للتواصل مع روسيا بعد الانقلاب الذي حدث، وتسبب في جفاء كبير مع الولايات المتحدة وأوربا، لكن تركيا لا تستطيع الخروج من منظومة الناتو، ولا تريد الولايات المتحدة أن تخرج تركيا نهائياً من تحالفاتها معها، وأن تختار المعسكر الروسي، كذلك لا تريد روسيا أن تفقد تركيا الأقرب إليها جغرافياً، والأوثق اقتصادياً، ويبدو أن تركيا تواجه الخيارات الصعبة، وتريد أن تحقق المصالح القومية لها عبر لعبة التوازن الصعبة.
*- بحسب رأيكم إلى أين تسير الأوضاع في إدلب، هل تنتهي بهدنة أم بحرب وتصعيد؟
**- أعتقد أن النظام وإيران وروسيا مصممون على المضي في الحل العسكري، وما لم يقم المجتمع الدولي بموقف حازم للدفاع عن المدنيين؛ فإن كارثة كبرى ستواجه شعبنا في إدلب لا سمح الله.

مقالات ذات صلة

تغيرات على مستوى القيادة للمخابرات الجوية بثلاث محافظات

أهالي مخيم الركبان يتظاهرون لفك الحصار وإدخال المساعدات

تصريح أمريكي جديد بخصوص قانون التطبيع مع نظام الأسد

وزير الدفاع التركي يحدد شروط بلاده لقبول الحوار مع نظام الأسد

وسائل إعلام النظام: نحو 20 قتيلا من قوات النظام في البادية السورية

"السورية لحقوق الإنسان" تكشف ما يفعله النظام بالمرحلين من لبنان