اعتذار "بي بي سي".. تصحيح الخطأ بخطيئة! - It's Over 9000!

اعتذار "بي بي سي".. تصحيح الخطأ بخطيئة!

بلدي نيوز – (صالح أبو إسماعيل)

تراجعت قناة "بي بي سي" عربي، عن الأخبار الزائفة التي نشرتها منذ يومين عن مدينة حلب التي قالت فيها إن المجازر جاءت بقصف "جبهة النصرة" على أحياء واقعة تحت سيطرة النظام، في حين أنها في المناطق المحررة، وارتكبها طيران النظام.

ونشرت على حسابها في تويتر "تصحيح: تضمنت عناوين نشرة أخبار السابعة صباحاً لتلفزيون بي بي سي لقطات لمناطق المعارضة في حلب على أنها تابعة للحكومة، نعتذر عن هذا الخطأ".

وأغفلت القناة في منشورها الخطأ الأكبر وهو تصحيح اسم مرتكب الجريمة والمسبب لهذا القصف وهو طيران نظام الأسد، ما اعتبره إعلاميون أنه تراجع ناتج عن الكذبة المكشوفة والتواطؤ العلني مع النظام، حيث استخدمت القناة مقاطع فيديو بثها ناشطو الثورة وثقوا فيها قصف النظام لمنازل المدنيين على أنها من مناطق سيطرة النظام، بل زادت على ذلك اتهام الجماعات الإسلامية بافتعالها على الرغم من أن المقاطع توضح المجازر والدمار الناتج عن قصف جوي وليس برياً.

وأثارت نشرة الأخبار التي بثتها قناة البي بي سي سخط الإعلاميين بالنظر إلى الانتهاك الصارخ للمهنية الصحفية وقلب الحقائق، حيث جعلت من المجرم ضحية ومن الضحية مجرماً.

وقال الصحفي اللبناني عبدالرحمن صلاح الدين في حديث لبلدي نيوز: "من المعروف لنا كمراقبين أن "بي بي سي" العربية ذات انحياز واضح في الشأن السوري للنظام، وإن كانت تحاول التستر بالموضوعية، ويظهر هذا الانحياز كثيرا في التركيز على الانتهاكات التي تصدر عن المعارضة أو أي ادعاءات بشأن انتهاكات من قبل المعارضة، مع عدم إيلاء أهمية لمجازر النظام وجرائمه".

وأضاف، ما حصل على شاشة "بي بي سي" ليس مجرد خطأ عابر بل هو حلقة في سلسلة طويلة من البعد عن المهنية والأخلاقية في المسألة السورية، لكن لا أستطيع أن أجزم صراحة ما إذا كانت هذه الأخطاء هي سياسة مقصودة أو انحياز من قبل مسؤولي تحرير النشرات وإعداد البرامج، لكن مؤسسة عريقة كـ"بي بي سي" ينبغي أن يكون لها رقابة واسعة على المحتوى ودقته.

وتابع، حتى في تصحيحها للخير هي تراجعت عن المكان الذي دلت عليه الصور لكن صياغة عنوان النشرة كان فيه خلل كبير، إذ بأي منطق تتلافى سقوط مئات القتلى والجرحى والدمار الهائل، وتركز فقط على قتلى سقطوا بقذائف محدودة العدد، ولم يتم تبنيها رسميا من أي طرف ثم تقوم بإلصاقها بطرف واحد".

بدوره الصحفي السوري ياسر بدوي اعتبر أن ما تتناوله قناة البي بي سي بما يخص أخبار حلب لا ينطبق عليه المعايير المهنية وقال: " لا نريد أن نعزو ذلك إلى أخطاء محررين بل هي سياسة ممنهجة، وكان الأبرز في هذه السياسة الممنهجة لصالح النظام هو الخبر الذي كان أولياً في نشرة الصباح بحيث بدا المذيع مثل الأبله الذي يردد كلاماً غير مقتنع به ويخالف الحقيقة".

وتابع، كان الأسوأ من ذلك أن تعتذر قناة البي بي سي عن الخبر مجرد اعتذار دون أن توضح ما هو الخطأ بالشكل الصحيح وإن هذا دليل على السياسة الممنهجة التي ذكرناها سابقاً، ومع الأسف هذه ليست أخطاء مهنية، هذه جرائم نشر تفوق الجرائم التي يرتكبها النظام لأنها تشرّع للقاتل أن يقتل وتتهم خصمه.

لم تكن قناة البي بي سي هي وحدها من قلبت الحقائق وزيفتها فهناك العشرات من القنوات وخاصة الغربية من سارت على نهجها في ذلك وخاصة القنوات الغربية، فالقتلى بنظرهم هم المدنيون في مناطق النظام، والقاتل هو التنظيمات "الإرهابية" السنية، والقذائف تطلق من المناطق التي يسيطر عليها الثوار وتسقط على المدنيين في مناطق النظام.

واستفاد النظام من ضعف إمكانات الوسائل الاعلامية الثورية، لبث دعايته الخاصة ورواياته حول الأحداث في حلب وأنها (أعمال إرهابية ضد المدنيين في مناطقه).

لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل استغل النظام "الهاشتغات" التي تتحدث عن دمار حلب في بث أخبار معكوسة، تظهر الثوار كإرهابيين وأنهم هم من يقتلون المدنيين.

مقالات ذات صلة

"الأمم المتحدة" تكشف عدد اللاجئين العائدين من الأردن إلى سوريا

"ناسفة" تستهدف قياديا من "قسد" شرق حلب

جرابلس..نفوق كميات كبيرة من الأسماك في بحيرة الغندورة

بالمسيرات والمدفعية.. النظام يصعد من قصفه بريفي حلب وإدلب

سكان حلب ومخاوف الوجود الإيراني بعد التطورات الأخيرة في ساحة الصراع الإيراني ـ الإسرائيلي

100 مليون ليرة لتمويل حرفيي «جبرين» في حلب