السفارة الروسية في بريطانيا تحاول تشويه الثوار في حلب

popular science – بلدي نيوز


ليس من عادة الحكومة الرّوسية أن تكون واضحة بشكل مباشر مع الحقائق، فروسيا اليوم تقوم بدعم الديكتاتور السوري بشار الأسد في حربه الوحشية، والمستمرّة في عامها الخامس، بهدف استعادة السيطرة على البلاد من أيدي الثوار، وكجزء من هذا الجهد، تريد الحكومة الروسية ووسائل الإعلام المملوكة من قِبلِها، أن تشوّه سمعة الثوار المقاتلين ضد الأسد، ولذلك قامت السفارة الروسية في بريطانيا بنشر صورة عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" ، حيث أظهرت الصورة ثلاث شاحنات محملة بأسلحة، يسهل التمييز بأنها غير حقيقية، وهي "لقطة" من لعبة الحاسوب الشهيرة، من سلسلة "Command and Conquer".

وقد علق الحساب الرسمي للسفارة عليها، قائلا: "المسلحون المتطرفون قرب حلب نقلوا أسلحة كيميائية بالشاحنات، وقد سخر الناشطون من التغريدة، قائلين أن هذه السقطة تعكس التخبطات التي دبّت في الإعلام الروسي.

ولكن يبدو أن هناك المزيد من هذه التغريدات، إذ نشرت السفارة قبلها بأقل من ساعتين، على حسابها بتويتر، تغريدة أخرى، فيها تصريح للسفير الروسي في لندن ألكسندر ياكوفينكو يؤكد فيه أن روسيا ستواصل محاربة النازية، مع صورة من فيلم الزومبي "Dead Snow".

من يكون بحق النازيون المزعومون؟ فمنذ أطاحت أوكرانيا بالقائد المدعوم من قبل روسيا وذلك في احتجاجاتها في الميدان الأوروبي، سارع الكرملين إلى الزعم بأن أوكرانيا محكومة من قبل النازيين الجدد، في حين تحولت الحرب في شرق أوكرانيا لحرب طاحنة، وزادت الحرب الدعائية الروسية غرابة، وفي خريف هذا العام، كانت قد اعترضت روسيا على صور التقطتها الأقمار الصناعية لحلف شمال الأطلسي تظهر القوات الروسية وهي تعبر نحو أوكرانيا، وذلك من خلال زعمها بأن الصور تلك، كانت من ألعاب الفيديو.!!


إن "تغريدة" الشاحنة المفخخة هي حقاً سخيفة، ولكن حدث ما هو أسخف من ذلك بكثير وذلك عندما قامت روسيا بالتصرف دون مبالاة اتجاه الحقيقة، بعد أن دمّر صاروخ روسي الصنع طائرة الخطوط الجوية الماليزية MH-17 في حزيران 2014، بالطبع روسيا قد نفت أي مسؤولية لها في الحادث. بل إنها قامت بطرح نظرية سخيفة مدعية بأن طائرة هجومية أوكرانية كانت قد أسقطتها، وكشفت سنوات من التحقيق لاحقاً بأن ما أسقطها في الواقع، كان صاروخاً روسي الصنع، من وحدة المضادات الجوية الروسية، والتي قتلت حينها جميع من كان على متن تلك الرحلة.


بقدر ما كانت الأكاذيب صارخة من حكومة تقوم بدعم ديكتاتور وحشي في حربه الدامية المستمرة على شعبه، وبقدر ما تكون "تغريدات" ألعاب الفيديو عديمة الضرر إلى حد ما، إلا إنها تصرف الانتباه عن الحقيقة المروعة للحرب، حيث استهدفت الغارات الجوية الروسية المستشفيات وقتلت الآلاف من المدنيين العزل في سورية.


إن كانت تلك هي الطريقة التي تخوض بها روسيا حروبها، فلربما ينبغي لها أن تتفاجأ إذا ما كان شيء ما مشابه لجيش التحرير العالمي الخيالي للعبة "Command and Conquer" قد قام ضدهم..!!

مقالات متعلقة