عودة جيش "الفتح" تغيّر حسابات معركة حلب - It's Over 9000!

عودة جيش "الفتح" تغيّر حسابات معركة حلب

 بلدي نيوز - راني جابر 

عاد جيش الفتح إلى الواجهة من جديد، بإعادة الإعلان عن تشكيله، بعد إضافة عدد جديد من الفصائل المقاتلة الفعالة إلى جسده .

فالجيش الذي حرر إدلب و جسر الشغور سابقاً، سيكون قادراً على كسر الأسد ومن دعمه، إذا أحسن استخدام قوته وقبلها حاضنته الشعبية، التي تعتبره حبل خلاصها الأخير بعد أن تخلى عنها الجميع .

القدرة القتالية لجيش الفتح تعتبر عالية جداً من عدة نواحي، سواء بخبرة مقاتليه والمعارك الطويلة التي خاضوها ضد قوات النظام، وقدرته على تنفيذ عمليات انغماسية واستشهادية بكثافة، ما يؤهله للاستفادة القصوى من التأثير النفسي المدعوم بالكثير من الانتصارات السابقة، ورصيد الرعب الذي زرعه في نفوس عناصر النظام .

فجيش الفتح يحتوي الكثير من الفصائل التي ترتعد فرائص عناصر النظام بمجرد سماع اسمها، ويهربون بمجرد معرفتهم أنها بدأت بالتقدم نحوهم، فهم لا يريدون أن يتحولوا إلى جثث بعد المعركة .

فجميع معارك جيش الفتح ضد النظام والميليشيات الشيعية التي تسانده، انتهت بساحات معارك تتكدس فيها أكوام من جثث جنود النظام والميليشيات الإيرانية بدون رؤوس.

يبلغ تعداد جيش الفتح حوالي 20000 مقاتل في حلب وباقي المناطق، ما يعني القدرة على إنجاز الكثير وتنفيذ المعارك في عدة جبهات تشمل حلب وريفها، وريف اللاذقية بشكل أساسي، وقدرتها على تنفيذ الكثير من العمليات في مناطق أخرى.

ما يجعل هذا الإعلان، الخبر الأسوأ وقعاً على النظام منذ بدأ حملته على حلب، وقد تجبره على تغيير خطته وربما إلغائها .

فموضوع اتساع الجبهات التي يستطيع جيش الفتح فتحها، وإجبار النظام على إرسال قواته إليها هو نقطة القوة الأساسية له، إضافة لشجاعة عناصره وخبرتهم القتالية الطويلة .

تأخير المعارك ليس في مصلحة النظام، فالعناصر الروس الذين سيكونون ضمن صفوفه ليسوا معتادين على درجات الحرارة العالية في سوريا، فهم لن يتحملوها مثل الثوار -أصحاب الأرض-، ما يدفع الروس لتعجيل المعركة قبل بداية الصيف بما يحمله من درجات حرارة عالية وغبار،  يؤثر على عمل آلياتهم وبخاصة الطائرات الحوامة، التي سجل لها فشل كبير في أفغانستان، بسبب درجات الحرارة المرتفعة صيفاً وكمية الغبار العالية، لدرجة أن الروس كانوا يتوقفون عن استخدامها ضد المقاتلين الأفغان خلال فترات ارتفاع الحرارة نهاراً .

ما يوجب على الثوار العمل على إطالة زمن استنزاف النظام، ومنعه من شن هجومه الرئيسي أو عمليته الأساسية، التي تستهدف حلب .

يستطيع جيش الفتح شل خطة النظام بمجموعة من العمليات، تشمل فتح عدة جبهات في وقت واحد، فإشغال النظام في معارك الساحل مهم جداً، لمنعه من التفرد بحلب، وخاصة عند إحداث خروقات في المنطقة تسمح بالوصول لمدى رمايات "الغراد" ضد القاعدة الروسية في حميميم، فقصف القاعدة سيهز صورة كلّ من النظام وروسيا، ويجبرهما على إغلاق الخرق الذي سيكون مستهلكاً لقواتهم والضربات الجوية، في حال اعتمد على العمل بشكل هجمات متفرقة على امتداد نطاق انتشار قوات النظام في الساحل، وبخاصة المراكز التي تحتوي عناصر روس، بهدف استنزافهم ومنعهم من حشد قواهم باتجاه حلب.

يضاف لذلك فتح العمليات داخل حلب (بشكل هجومي) ضد النظام عبر العمليات الانغماسية، وعمليات التسلل ضمن خطوط النظام سوف يعرقل خطته في حلب، فعمليات الهجوم على النظام ستجبره على العمل على إعادة تأهيل تحصيناته بشكل كبير، ما يعني إشغاله عن التهيئة لعملية هجومية وإرهاق قواته واستهلاك موارده، عدا عن خسارته لمناطق في المدينة والمعارك التي سيدخلها لاستعادتها .

العمل على قطع طرق إمداد النظام يعني الكثير وبخاصة قطع طريق خناصر، الذي تعبر عبره إمدادات النظام بشكل أساسي، فأضعف نقطة فيه هي منطقة الشيخ هلال-السعن، والتي يعتبر إغلاقها مهدداً لطريق السلمية التي تعتبر أحد المناطق المهمة لدى النظام .

كذلك تعتبر عملية قطع الامتداد نحو نبل والزهراء عملية مهمة جداً، فهي تؤثر كثيراً على قدرة النظام على فتح جبهة من نبل والزهراء باتجاه حلب .

التركيز على العمليات التي تستهدف استهلاك العناصر لدى النظام، من عربات مفخخة وعمليات قنص، فالنظام يعاني من نقص في العناصر،  وحدوث خسائر كبيرة في صفوف قواته، وبخاصة من الميليشيات الأفغانية والإيرانية، سوف يؤثر كثيراً على قدرته على تنفيذ هجمات كبيرة وبخاصة عند عدم وجود دعم جوي كاف .

مقالات ذات صلة

"ناسفة" تستهدف قياديا من "قسد" شرق حلب

جرابلس..نفوق كميات كبيرة من الأسماك في بحيرة الغندورة

بالمسيرات والمدفعية.. النظام يصعد من قصفه بريفي حلب وإدلب

سكان حلب ومخاوف الوجود الإيراني بعد التطورات الأخيرة في ساحة الصراع الإيراني ـ الإسرائيلي

100 مليون ليرة لتمويل حرفيي «جبرين» في حلب

فضيحة فساد في ملف الغاز الصناعي بحلب