خيارات كارثية تنتظر "الأسد" للتعامل مع "مخلوف" - It's Over 9000!

خيارات كارثية تنتظر "الأسد" للتعامل مع "مخلوف"

بلدي نيوز 

قال "معهد الشرق الأوسط"، إن رامي مخلوف خلق بالخروج في العلن للحديث عن خلافاته مع ابن عمته رأس النظام بشار الأسد "خلق صدعا غير مسبوق في صفوف الموالين، حيث حوّل نزاعه مع النخبة الحاكمة في سوريا من نزاع كان يخضع لسيطرة محكمة وخلف أبواب مغلقة إلى نزاع مفتوح على الصعيد الوطني لم يُر مثله من قبل منذ مواجهة حافظ الأسد مع أخيه رفعت عام 1984. 

واعتبرت المؤسسة البحثية التي تتخذ من العاصمة الأميركية واشنطن مقرا لها، في تقرير لها حول رجل الأعمال الذي امتلك نحو 60 في المئة من اقتصاد سوريا في فترة ما قبل الحرب، أن مخلوف يمثل تهديدا مباشرا لسلطة الأسد، مشيرة إلى أن كلمته في الفيديو الذي نشر يوم 30  نيسان الماضي حملت لغة تهديد مبطنة، عندما قال "إذا استمر هذا المسار، ستكون الأوضاع في الدولة بغاية الصعوبة"، وكانت هذه رسالة واضحة بأنه لن يتراجع. 

ويشير التقرير إلى أن مقطع الفيديو الأول كان مباشرا ومحاولة أخيرة للحصول على إعفاء من الضرائب التي فرضت على شركته للاتصالات وحث  بشار الأسد على التدخل.

وفي الفيديو الثاني، بدا غاضبا وكانت لغته أكثر حدة، وقال إن الأمور لم تجر على ما هو مخطط له إذ تم اعتقال ثلاثة من موظفي شركته على مستوى مدراء، وأكد مخلوف في الفيديو أنه لن يستسلم، وانتقد قيام الدولة باستخدام القوة بهذه الطريقة، وهو ما اعتبره التقرير محاولة "لإضعاف" بشار الأسد على المستوى الشعبي، و"هز" القاعدة الموالية له.

ويلفت التقرير إلى الاتهامات والضغوط التي تعرض لها مخلوف وشركاته خلال الفترة الماضية، ومن بينها استحواذ النظام على جمعية "البستان الخيرية"، والتي يعتقد أن أسماء الأسد زوجة "بشار" كانت تقف وراءها.

ولم يدخر مؤيدو مخلوف جهدا في توجيه الاتهامات للأسماء الأسد عندما وصف قريب له، يدعى سميح، عائلتها بـ"العثمانيين الجدد" في إشارة طائفية إلى هويتها السنية.

واعتبر فراس الأسد، نجل رفعت الأسد، أن الصراع لا يتعلق بالدرجة الأولى بالدائرة الداخلية بقدر ما يتعلق بالرئيس مباشرة. وكتب على فيسبوك "رامي مخلوف يعرف جيدا أن مشكلته ليست مع السيدة الأولى ولكن مع الرئيس نفسه".

ويشير التقرير إلى أن النفوذ الذي تمتع به مخلوف جعله هدفا لهجوم النظام، فقد بنى جيشا وجمع ثروة هائلة وحقق نفوذا إعلاميا وكون شبكة كبيرة من العلاقات التجارية والعسكرية المعقدة، ما جعله "تهديدا يلوح في الأفق وهدفا مربحا".

وكان يعتمد نظام الأسد على مخلوف في توفير المساعدات المالية والعسكرية خلال سنوات الحرب، لكن مع زيادة قوته وحجم ميليشياته المسلحة، بات محتوما على النظام التحرك ضده الآن بعد أن أصبح "لاعبا خطيرا له الكثير من النفوذ والقوة".

ويؤكد أن قوة مخلوف نمت بشكل "لا يمكن السيطرة عليه خلال الحرب، لكن حينها كانت دمشق غير راغبة أو غير قادرة على قص جناحيه طالما كان الصراع العسكري لا يزال محتدما".

أما الآن، فيستطيع النظام أن يجد الأشخاص الذين يمكنهم سد الفجوة إذا تم الاستيلاء على إمبراطورية مخلوف، وهناك شخصيات "مستعدة للانقضاض وتوسيع نفوذها في حساب مخلوف في قطاعات مثل الاتصالات والإعلام والعقارات".

ولفت التقرير إلى وجود مشكلة تواجه الأسد، هي أن مخلوف لا يزال يحتفظ بدعم كبير داخل المناطق التي يسيطر عليها النظام،  إذ لديه مجموعة من الشركات التي وفرت فرص عمل لعشرات الآلاف من السوريين وأقام مشاريع إنسانية خلقت المتعاطفين والموالين له، "وهنا تكمن أكبر معضلة للأسد: إن إخراج مخلوف بلا رحمة يخاطر بفقدان دعم مؤيديه، وإذا لم تسر الأمور وفقا لما هو مخطط لها، فقد يؤدي ذلك إلى زيادة زعزعة استقرار البلاد".

التحدي الآخر الذي يواجه الأسد، هو أنه إذا سقط مخلوف في المعركة، فقد يؤدي ذلك إلى مزيد من التمزق  في نسيج المجتمع السوري، والقبض عليه لن يحل المشكلة أيضا لأنه سيبقى رمزا لشخص يمكنه الدفاع عن نفسه والوقوف ضد بشار الأسد، وإذا أُصيب أو قُتل، فقد يتحول إلى رمز يتم تكريمه وقد يؤدي ذلك إلى حدوث صدوع لا يمكن إصلاحها، وفقا لما ذكره المعهد. 

ويأتي كل هذا في وقت يعيش فيه 80 في المئة من السوريين تحت خط الفقر، وتهدد جائحة كوفيد-19 الاقتصاد بالتوقف، ويشدد التقرير على أن "المخاطر كبيرة بسبب صراع على السلطة بين الدوائر الداخلية للنظام".

مقالات ذات صلة

روسيا تتهم أمريكا بخرق بروتوكول منع الاشتباك بالأجواء السورية

سوريا في المرتبة 179 من أصل 180 دولة على سلم حرية الصحافة حول العالم

"تجمع أحرار جبل العرب": معركتنا مع النظام نكون أو لا نكون ومستعدون للمواجهة

تصريح أوربي يستهدف النظام بما يخص الحل السياسي في سوريا

نظام الأسد يناقش مع إيران عقد اتفاقيات تجارية وصناعية

"السورية لحقوق الإنسان" تكشف ما يفعله النظام بالمرحلين من لبنان