محاصيل سهل الغاب.. الحصاد قبل النضوج - It's Over 9000!

محاصيل سهل الغاب.. الحصاد قبل النضوج

بلدي نيوز – حماة (مصعب الأشقر) 

يواصل المزارعون في منطقة سهل الغاب جني محاصيل الشعير والقمح قبل نضوجها، وسط تقهقر في الانتاج وضيق في المساحة بسبب الأعمال العسكرية المستمرة لقوات الأسد وروسيا منذ أيار من العام 2019 وحتى الآن، والتي طالت مناطق واسعة في ريف حماة.

نزوح 

يقول المزارع خالد العلي من ناحية الزيارة لبلدي نيوز، "أجبرتنا قوات النظام على النزوح عن أرضنا منذ صيف العام الفائت، مما أضاع فرصة زراعتنا للقمح، فضلا عن استهداف قوات النظام لحركة الجرارات في خريف العام 2019 بعد رصدها بواسطة الطائرات المسيرة، مما دفع بالكثير من المزارعين العزوف عن زراعة حقولهم للحيلولة دون استهدافهم من قوات النظام من جهة، والخوف على المحصول إذا تم زراعته في الأجواء المتوترة من جهة أخرى.

وأضاف العلي أن قوات النظام سيطرت منذ أيار 2019 على عشرات الآلاف من المساحات الزراعية في منطقة سهل الغاب، فيما بقي أكثر من 80 ألف دونم خارج سيطرتها لم يتمكن أصحابها من زراعتها، بسبب العمليات العسكرية المستمرة.

تراجع في الإنتاج

انخفضت انتاجية الحقول للموسم الحالي من محصول القمح إلى مستويات متدنية جدا في سهل الغاب بعد أن كانت حقول السهل استراتيجية لزراعة القمح بأصنافه (الطري والقاسي) ليتدهور الإنتاج إلى أقل من 250 كغم للموسم 2020.

وفي ذات الصدد، يقول المهندس الزراعي محمد حمدي لبلدي نيوز" إن تكرار زراعة القمح في الحقل يفقد الأرض حيويتها ويفقرها من العناصر. المخصبة للزراعة 

ويتابع المهندس حمدي "بعد أن كانت انتاجية الدونم في الغاب تصل إلى 500 كغ في الـ 2011 تراجعت إلى 200 كغ للعام 2020، بسبب غياب تنوع العروات الزراعية عن الحقول واقتصارها على القمح، حيث اضطر المزارع بعد توقف عمليات ضخ وتوزيع المياه من العاصي إلى السدود منذ العام 2014 إلى الانفراد بزراعة القمح التي لا تحتاج لمياه ري إلا أنها لم تعد تناسب الحقول بسبب تكرارها لسنوات مما أفضى إلى تقهقر الانتاجية.

حصاد الخوف

استعجل الكثير من مزارعي القمح والشعير والمحاصيل الصفراء في سهل الغاب موعد الحصاد بسبب الخوف من إشعال معركة من قبل النظام وروسيا على المنطقة وضياع المحاصيل، بعد انتظار دام لأشهر وبناء الأحلام عليها.

وأفاد أحمد فاضل، وهو أحد الفلاحين لبلدي نيوز "ننتظر حصاد قمحنا بفارق الصبر مع أنه لم يأتِ موعد الحصاد بالشكل الفعلي الذي يكون عادة بعد 10 حزيران، إلا أنني والكثير من الفلاحين تبادر إلى مسامعنا عن حشودات لقوات النظام ونيتها فتح عمل عسكري، ومما أكد ذلك عملية القصف الجوي الأخير من الطيران، الأمر الذي أجبرنا على حصاد المحاصيل قبل موعدها". 

وأضاف فاضل، "بعد تكاليف طائلة هذا العام من حراثة وأسمدة وأدوية فضلا عن انتظار المحصول الذي أنوي بثمنه توسعة مكان سكني في المخيم حيث أسكن، وجدت نفسي مجبرا على حصاد المحصول بغير أوانه وباختصار إذا ضاع المحصول سأجوع أنا وأولادي".  

وأكد، أن جل المزارعين ينتابهم نفس التصور، حيث بات المحصول طاقة فرج للحصول على الخبز الذي يرتفع ثمنه يوم بعد أخر ليصبح من المستحيلات على الفقراء في قادم الأيام شرائه.

يذكر أن قوات النظام تسببت بحرق أكثر من 6000 دونم من القمح في سهل الغاب العام الفائت عند تكثيف قصفها الصاروخي والمدفعي على الحقول بموسم الحصاد للحصول على إتاوات مالية من المزارعين وأصحاب الحصادات.

مقالات ذات صلة

علي مملوك في العاصمة الروسية موسكو

روسيا تعرقل عقد اجتماعات "الدستورية" السورية في جنيف

مسؤولون في النظام يدرسون تسعيرة جديدة لمحصول القمح تبلغ 5400 ليرة سورية للكيلو الواحد

بتكلفة 890 ألف دولار أميركي...ترميم الصومعة الإسمنتية في دير الزور

مسرات للنظام تستهدف ريف حماة

روسيا تضع نقطتي مراقبة على حدود الجولان جنوب سوريا