بلدي نيوز
كشفت قناة "كردستان 24"، أن قرار إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، سحب ترخيص شركة "دلتا كريسنت إنرجي" الأمريكية للعمل في حقول النفط في شمال شرقي سوريا الخاضعة لسيطرة قوات "قسد"، على أمل أن تتمكن واشنطن من التفاوض مع موسكو على معبرين لإدخال المساعدات لسوريا.
وكانت قوّضت روسيا والصين جهودا أممية لتخفيف معاناة السوريين في مناطق سيطرة المعارضة، واستخدمتا منتصف العام الماضي حق النقض ضد مشروع قرار بتمديد التفويض الدولي للأمم المتحدة بإدخال المساعدات إلى سوريا من دون إذن النظام عبر منفذين حدوديين مع تركيا، هما باب الهوى وباب السلامة.
وكانت الدولتان استخدمتا حق النقض أيضا في كانون الأول 2019 بشأن مشروع قرار قدمته ألمانيا وبلجيكا والكويت، يدعو لتمديد توزيع مساعدات من الأمم المتحدة إلى 4 ملايين سوري لمدة عام.
وكانت تستخدم قبل هذا التاريخ أربع نقاط عبور لإيصال المساعدات: "باب الهوى"و"باب السلامة"، و"نقطة الرمثا" عبر الأردن و"نقطة اليعربية" عبر العراق.
وقبل أيام، كشفت وكالة أسوشيتد برس، أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن انهت الإعفاء الذي سمح لشركة نفط أمريكية بالعمل في شمال شرق سوريا بموجب تعهد الرئيس السابق دونالد ترامب بـ "الحفاظ على إنتاج النفط" في المنطقة التي تخضع لسيطرة قوات "قسد"، وفقا لمسؤول أمريكي مطلع، حيث تمنع قواعد وزارة الخزانة الأمريكية الشركات الأمريكية من ممارسة الأعمال التجارية في سوريا.
والخطوة الأمريكية الأخيرة، ووفقا لقناة "كردستان 24"، لها صلة برغبة واشنطن في مقايضة روسيا، من مبدأ النفط مقابل فتح معابر إنسانية.
وأضافت المصادر، أن هناك تعاقدات حدثت بالفعل، في فترة التسعينيات بين روسيا ونظام الأسد، تسمح للروس بالعمل في حقول النفط بمنطقة شرقي الفرات. وأوضحت القناة بأن الشركة الأمريكية تتخوف من المقاضاة لكونها تعمل في منطقة استثمارات روسية، وهو ما لا تريد إدارة "بايدن" حصوله، إذ تتحاشى التصادم مع الروس.
وحدد أحد المصادر لـ"كردستان 24" الشركات الروسية التي لديها عقود في شمال شرقي سوريا وهي Mercury LLC و Velada LLC.
وبحسب ما ورد حصل كلاهما على عقود من حكومة النظام للتنقيب عن النفط في ثلاث كتل في عام 2019، بما في ذلك حقل نفط في الشمال الشرقي. ويغطي أحد الحقول في الكتلة 7، الممنوح لشركة Mercury LLC ، مساحة 9531 كيلومترا مربعا.
وبحسب مصادر القناة، فإن الإدارة الأمريكية تتطلع لإعادة تفعيل معبر اليعربية مع مناطق "قسد"، وتمديد التفويض لدخول المساعدات الإنسانية عبر منفذ باب الهوى شمال إدلب.
ويتم توجيه المساعدات الإنسانية "العابرة للخطوط" - تلك التي تنتقل من مناطق النظام إلى الشمال الشرقي الذي تسيطر عليه قسد عبر دمشق ، وتتهم الإدارة الذاتية بانتظام حكومة النظام بالفشل في توصيل المساعدات بما في ذلك المساعدات الخاصة بمواجهة فيروس كورونا.
وتأسست الشركة عام 2019 على يد جيمس كاين، سفير الولايات المتحدة في الدنمارك في عهد الرئيس جورج دبليو بوش، وجيمس ريس وهو ضابط متقاعد من قوة دلتا بالجيش، وجون دورييه جونيور وهو مسؤول تنفيذي سابق في شركة "غلف ساندز بتروليم" ومقرها في المملكة المتحدة.
وكانت سوريا تنتج نحو 380 ألف برميل نفط يوميا قبل نشوب حرب الأسد على الشعب المطالب بالحرية، وفقد النظام السيطرة على معظم الحقول المنتجة للنفط في منطقة الشرق من نهر الفرات في دير الزور والحسكة، وتعد أحد مصادر الإيرادات الرئيسية "للإدارة الذاتية" التابعة لقوات "قسد".
ويتهم النظام السوري بشكل مستمر القوات الأمريكية بسرقة النفط السوري عن طريق إخراج شاحنات إلى العراق.
ويشار إلى أن الإعفاء الذي حصلت عليه الشركة الأمريكية للعمل في سوريا حينها، رفض من قبل النظام السوري وإيران وروسيا والمعارضة السورية.