هل تشن تركيا عملية عسكرية شرق الفرات قبيل وصول جو بايدن للبيت الأبيض؟ - It's Over 9000!

هل تشن تركيا عملية عسكرية شرق الفرات قبيل وصول جو بايدن للبيت الأبيض؟

بلدي نيوز - (خاص) 

تشهد منطقة عين عيسى تصعيدا عسكريا بين "الجيش الوطني السوري" المدعوم من تركيا و"قوات سوريا الديمقراطية" المدعومة من أمريكا وروسيا، وتشير التحليلات إلى نية أنقرة شن عملية عسكرية في المنطقة بالتوافق مع الجانب الروسي الذي يعتبر بحكم الطرف الضامن لقوات "قسد" في عين عيسى.

ويرى محللون أن روسيا قد تدعم العملية التركية للضغط على قوات "قسد" من جهة، وللضغط على الإدارة الأمريكية المقبلة برئاسة جو بايدن الذي يتخذ موقفا رافضا لموسكو من جهة ثانية، وخلط الأوراق أكثر في سوريا، ومن جملة المعطيات قد تكون العملية العسكرية التركية في عين عيسى وربما في مناطق أخرى قد تكون قاب قوسين أو أدنى قبيل انتهاء فترة الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب.

وكانت مصادر كشفت عن مقترح روسي إلى قيادة "قسد" لمنع عملية عسكرية في المنطقة تستهدف السيطرة على عين عيسى.

وأضافت أن اجتماعا عقد قبل أيام في القاعدة الروسية بعين عيسى ضم قادة أكراد وضباطا من "قسد" ومسؤولين من الجيش الروسي، أبلغ فيه الضباط الروس، قيادة "قسد"، أن التهديدات التركية جدية في اجتياح البلدة، وطلبوا تسليمها إلى قوات النظام، إداريا وعسكريا، لقطع الطريق أمام ذاك التهديد.

واقترح الجانب الروسي على قيادة "قسد"، أن يقيموا مربعا أمنيا بمركز البلدة، يضم مؤسسات الإدارة ومكاتبها على غرار مربعات النظام الأمنية في مدينتي القامشلي والحسكة، شريطة رفع علم النظام السوري وافتتاح مؤسسات الدولة، بهدف قطع الطريق أمام الهجمات التركية ومنع تنفيذ هجوم واسع، وفقا للمصدر.

الناشط الإعلامي صهيب الحسكاوي، قال لبلدي نيوز، إن الاشتباكات لم تتوقف في محيط عين عيسى بين "الجيش الوطني" المدعوم من أنقرة، وقوات "قسد" خلال الأسبوعين الماضيين، مشيرا إلى أن تعزيزات تركية وصلت إلى تل أبيض شمال الرقة الواقعة ضمن منطقة العمليات التركية "نبع السلام" عقب الاقتراح الروسي على "قسد"، تعكس جدية تركية بشن عملية عسكرية في المنطقة.

وأضاف "الحسكاوي"، أن عملية عسكرية في المنطقة ضد "قسد" ليست مفضلة بالنسبة لروسيا، والدليل على ذلك هو إنشاء ثلاث نقاط عسكرية، اثنتان منهم في عين عيسى، وواحدة شمالها بمزرعة تشرين، إضافة إلى استقدام النظام 150 عنصرا إلى المنطقة، معتبرا أن ذلك مؤشرا على رغبة روسية في استغلال الحشود التركية والتهديد بالعملية التركية لاستلام المنطقة من "قسد"، موضحا أن روسيا بذلك تقول لـ"قسد" إنها تستطيع حمايتها ولكن بشروطها.

وعن وقت التصعيد العسكري التركي والاقتراح الروسي، خاصة أنهما يتحدثان عن منطقة هي خارج حدود الـ32 كيلومترا التي تشترط أنقرة خروج "قسد" خارجها، يقول الصحفي السوري سامر الأحمد، إن تركيا وروسيا تنتظران بقلق استلام بايدين لمقاليد الحكم في البيت الأبيض، بعد تصريحات له ولفريقه تعكس موقفا متصلبا من تركيا وتمددها خارج الحدود في سوريا وليبيا والبحر المتوسط وكاراباخ، إضافة لكبح التمدد الروسي في البحر المتوسط وليبيا، مشيرا إلى أن تركيا تحاول الاستعجال وفرض أمر واقع عبر تجاوز خط 32 كيلومترا بالسيطرة على عين عيسى التي تبعد عن حدودها 37 كيلومترا".

واعتبر "الأحمد" أن التصعيد في عين عيسى سببه الروس بشكل خاص، للضغط على قيادة "قسد" من أجل الرضوخ والقبول بإنشاء مربع أمني لقوات النظام في عين عيسى، وبالتالي تنفيذ المخطط الروسي بإعادة مؤسسات النظام الإدارية والامنية للمناطق التي خرجت عن سيطرته منذ سنوات، لافتا أن ذلك حدث شمال غرب سوريا من خلال عملية عسكرية، وفي درعا من خلال اتفاق مصالحة، وفي بعض أجزاء الحسكة في إطار تفاهمات مع "قسد" كما حصل في تل تمر وأبو رأسين.

وقال "الأحمد"، إن تركيا بإمكانها البناء على اتفاق رئيسها رجب طيب أردوغان مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في تشرين الأول 2019 الذي أوقفت بموجبه عملية "نبع السلام"، ونص على خروج الوحدات الكردية وعناصر حزب العمال الكردستاني من الحدود السورية التركية بعمق 32 كيلومترا عن حدود تركيا مع سوريا، وإمكانية استغلال اتفاق انقرة بين أردوغان وبنس نائب الرئيس الأمريكي، التي تقضي بانسحاب "حزب العمال الكردستاني"، معتبرا أن أي عملية عسكرية تركية جديدة بحاجة لموافقة موسكو التي -إن انسحبت- من عين عيسى يكون ذلك بمثابة الضوء الأخضر لأنقرة لبدء عملية عسكرية.

وتحظى بلدة عين عيسى بأهمية خاصة في خريطة الشرق السوري، ولها موقع استراتيجي بارز بتموضعها على الطريق الدولي "m4"، وإلى جانب موقعها الاستراتيجي تتميز عين عيسى أيضا بمكانة سياسية بالنسبة لمشروع "الإدارة الذاتية" في شرق سوريا، كونها تشكّل العاصمة الإدارية والسياسية للأخيرة، وفي حال سقوطها بيد "الجيش الوطني" والقوات التركية، أو حتى دخول قوات النظام إليها وإنشاء مربع أمني داخلها، فهذا يعني ضرب مشروع اللامركزية الإدارية في شرق سوريا بشكل كامل.

كما تعد عين عيسى الشريان ال رئيسي لمناطق إدارة "قسد"؛ فهي تتحكم بشبكة طرق رئيسية توصل مدينتي عين العرب "كوباني" ومنبج بريف حلب الشرقي، وبلدة العريمة بريف الباب.

مقالات ذات صلة

ما المواقع التي استهدفتها الغارات الإسرائيلية في حلب؟

مظلوم عبدي: نتعرض لهجوم من ثلاث جهات

مسؤول في "بكي كي" يفرض ضرائب على شركات النقل

بخصوص الركبان.. رسالة من الائتلاف الوطني إلى الأمم المتحدة

شركة“روساتوم آر دي إس” (Rusatom RDS) الروسية ستبدأ توريد معدات غسيل الكلى إلى سوريا

"التحقيق الدولية": سوريا مسرح لحروب متداخلة بالوكالة