بلدي نيوز - (مصعب الأشقر)
اسهم الصحفيون بتوثيق الكثير من المجازر والانتهاكات التي طالت السوريين خلال السنوات الماضية، منها مجازر الكيماوي ومجزرة خان شيخون بشكل خاص التي تسببت باستشهاد 100 مدني وإصابة اكثر من 500 جلهم من النساء والأطفال في مثل هذا اليوم من العام 2017، فكيف وثقت الصحفيون بكاميراتهم هذه المجزرة.
وفي هذا الصدد، يقول الإعلامي عبد القادر البكري الذي وثق المجزرة في مشهد لم يألفه من قبل، في حديث لشبكة بلدي الإعلامية، إنه "في صباح يوم 4\4\2017 خرجت لتغطية قصف النظام على مدينة خان شيخون بغازات سامة، وثقنا حالات يظهر عليها الإصابة بالغازات السامة ورأينا جثامين المدنيين بينهم أطفال ،كانت الجثث بلا دماء. فارقوا الحياة اختناقا بالغازات السامة".
ويضيف أنه لم يكتفي بتصوير جثامين الشهداء والمصابين، بل وصل إلى مكان الاستهداف المباشر بالحي الشمالي من المدينة وأثناء توثيق المشهد كانت الغازات السامة موجودة، يدفعه تصميمه إلى فضح جرائم النظام ضد المدنيين وفور عودته من المكان إلى مركز الدفاع المدني مع مجموعة من الإعلاميين، بدأت علامات الإصابة بالغازات تظهر عليهم ليتم نقلهم الى مشافي متخصصة وإجراء الإسعافات المناسبة.
ويؤكد البكري أن الهدف إيصال صوت السوريين وذوي الضحايا إلى المجتمع الدولي الذي زعم بأنه لن يسمح للنظام باستخدام الأسلحة الكيماوية، ويرى البكري أن التوثيق من الأهمية بمكان لأنه حقق يومها بشكل مبدئي تعاطف شعوب العالم مع الضحايا، بيد أن الحكومات والدول مررت جرائم النظام وتناستها مما شكل لكل من وثق تلك الجريمة خيبة أمل كبيرة.
بدوره يقول الإعلامي بالدفاع المدني حميد قطيني، إنه عندما تعرضت مدينة خان شيخون لضربة كيماوية شكلت تحديا كبيرا بالنسبة لنا كإعلاميين بدخول منطقة تعرضت لضربة كيماوية وتحوي غازات سامة والخوف كان تمثل لأن نكون من الضحايا قبل أن نكون ممن يوثقون الحدث.
ويلفت إلى أن مناطر جثث الضحايا شكل حالة من الرعب إلا أنه واصل التوثيق بالرغم من قسوة المشهد ليتحول من مصور إلى منقذ مع عناصر الدفاع المدني ومن ثم يعود لتوثيق الحدث.
وشدد على أن التوثيق يحظى بأهمية كبرى في حفظ حق الضحايا والمصابين وإن لم يحقق العدالة اليوم وبالرغم من عدم محاسبة الأسد على الجريمة، فربما الأيام القادمة ستشهد محاسبته.
وكانت أكدت لجنة التحقيق الدولية المشتركة الخاصة بالبحث في استخدام الأسلحة الكيميائية بسوريا في سبتمبر/أيلول 2017، أن النظام السوري استخدم غاز السارين في مجزرة الكيميائي التي وقعت ببلدة "خان شيخون"، يوم 4 أبريل/نيسان من نفس العام.