باحث سوري يشغل الأوساط العلمية ويبشر بحلول لأمراض مستعصية - It's Over 9000!

باحث سوري يشغل الأوساط العلمية ويبشر بحلول لأمراض مستعصية

بلدي نيوز

انشغلت الأوساط العلمية خلال الأيام الماضية، بنتائج بحث أجراه باحث بيولوجي سوري ونشرته مجلة Nature Communication العلمية العريقة، محققاً آلاف القراءات لما نقله من نتائج إيجابية تبشّر بإمكانية إيجاد حلول لأمراض مستعصية قاتلة، أهمها السرطان والألزهايمر.

ولاقى البحث أهمية كبيرة في الأوساط العلمية، حيث أتت دراساته بمعلومات جديدة حول فهم الخلية الواحدة الموجودة في جسم الإنسان.

وتحدث الباحث السوري مهند الملك الحاصل على الدكتوراه في علم الأحياء من جامعة كلود برنارد ليون الأولى في فرنسا، وعلى أبحاث ما بعد الدكتوراه من كامبريدج وبرلين، PostDoc in Cambridge & Berlin، عن نتائج بحثه، لموقع العربية نت.

وشرح الملك الفكرة الأساسية لبحثه في تصريحه موضحا، أن لكل إنسان عددا كبيرا جدا من الخلايا التي تشكل في نهاية المطاف جسده الذي نراه عليه اليوم، وهدف البحث كان اكتشاف خبايا الخلية الواحدة.

وأوضح، أن الدراسة كشفت أن الخلية الواحدة تملك أعضاء بداخلها تشكل هيكلها، أو ما قد يسمى مركز الطاقة، أو النواة التي تحتوي على المادة الوراثية.

والفكرة كانت في دراسة كيفية تبادل المعلومات بين ذاك الكم الهائل من الخلايا، فخلايا دماغنا المعروفة والتي تعطي أمراً لليد بالحركة مثلاً هناك في الخلية ما يرشدها لفعل ما، ويعود الفضل في ذلك لأعضائها الأساسية التي تتكون منها.

وباللغة العلمية، تحتوي الخلية على حويصلات تتبادل عبرها المعلومات، فيما بينها بكل ما تحتويه من سكاكر، وبروتين، ودسم وحتى سموم ومعادن أحيانا.

وأشار إلى أنه ومنذ حوالي 5 سنوات تقريباً، توجّه اهتمام العلم بشكل كبير إلى نوع آخر من تبادل المعلومات بين أعضاء الخلية الواحدة، حيث توصل العلماء حينها إلى أنه وبدل تبادل المعلومات عن طريق تقاذف الحويصلات، وجدت الخلية طريقاً أسهل بكثير يكمن باقترابها من بعضها البعض إلى درجة الاحتكاك التام والتلامس.

والبحث العلمي الذي أعده الملك، دار حول بروتين معين يتواجد بالخلية من بين عشرات آلاف البروتينات الأخرى، يسمح هذا البروتين ببدء التقارب بين الخلايا فعلاً، ووجدت الأبحاث أنه وفي حال فقدانه تفقد الخلية قدرتها على السيطرة ويتوقف عملها بشكل كامل.

وهنا تكمن الأهمية، فبدراسة هذا النوع من البروتينات تستطيع أن تستهدف أمراضاً كثيرة أهمها: السرطان، والألزهايمر، وتستطيع أن تعرف الطريقة التي تتبعها هذه الأنواع من الأمراض لاستهداف جسد الإنسان بشكل كامل (في حال انتشار السرطان مثلا) أو حتى حينما يستهدف عضواً معيناً.

وعلى ضوء معرفتك بطريقة عمله وأسراره وخبايا تحركاته تستطيع فوراً بعدها التوصل لعلاجه أو الخلاص منه، مشيراً إلى أن النتائج الملموسة التي توصل إليها البحث كانت العامل الأبرز الذي دفع المجلة العلمية العريقة المذكورة على تبنيه ونشره.

ولفت الملك أيضاً إلى أن هدف البحث يكمن بمعرفة طريقة تفكير الخلية، والوصول إلى دورة بحثية متكاملة تبدأ من دراسة يعمل عليها باحث بيولوجي إلى أن ينقل أفكاره ونتائجه إلى صيدلاني وكيميائي يستفيد منها في صنع الدواء، ثم إلى طبيب يطبق تلك التجارب على المرضى.

وتابع أن بحثه هذا يندرج تحت أنواع البحوث الأساسية التي تهدف لإغناء العلماء بالمعلومات ونقل الدور إليهم، فهو يقدم لهم مادة خام بانتظار المعالجة عبر الأبحاث التطبيقية التي تسعى لإيجاد العلاج والدواء.

الجدير ذكره أن الملك كان استخدم مهاراته في إدارة المشاريع التي تعلمها من مختبرات ليون، وكامبريدج، وبرلين عندما أسس في عام 2012 مبادرة علمية تهدف إلى نشر العلم في جميع أنحاء العالم العربي، إلى أن أصبحت هذه المبادرة بعد 8 سنوات، المبادرة العلمية الأولى في العالم العربي بصفة منظمة غير حكومية.

مقالات ذات صلة