الانتقال من الخيام إلى الطوب.. هل تنقذ النازحين من جحيم المخيمات شمال سوريا؟ - It's Over 9000!

الانتقال من الخيام إلى الطوب.. هل تنقذ النازحين من جحيم المخيمات شمال سوريا؟

بلدي نيوز - إدلب (محمد خضير)

يعيش آلاف النازحين والمهجرين في مخيمات الشمال السوري أوضاعا في غاية الصعوبة في فصلي الشتاء والصيف، وذلك بسبب الكوارث التي تشهدها تلك المخيمات.

يبلغ عدد سكان من مقيمين ونازحين مهجرين في الشمال السوري نحو 4 مليون نسمة، في حين يبلغ عدد سكان المخيمات 1048389 نازحا يعيشون ضمن 1304 مخيمات، بينها 393 مخيما عشوائيا، أقيمت في أراضي زراعية، بحسب فريق "منسقو استجابة سوريا".

في الشمال السوري المحرر تنشط عدة منظمات إنسانية في عملها، وعلى الرغم من تقديمها مساعدات في صورة متوافرة للنازحين، وإقدامها على تنفيذ مشاريع إنسانية، إلا أنها لم تتمكن ومنذ سنوات إبعاد شبح الفيضانات والكوارث والتي تعتبر كارثة ومأساة تتكرر في كل عام.

ما يشهده الشمال المحرر وخاصة إدلب وصفته الأمم المتحدة مؤخرا "أكبر كارثة في القرن 21"، محذرة من استمرار عمليات القصف من جانب قوات النظام، والذي أجبر مئات النازحين الجدد على ترك منازلهم والتوجه إلى المخيمات، والتي تعتبر آمنة نسبيا في الريفي الجنوبي والشرقي من إدلب، لكن من يسكن تلك الخيام يواجهون التشرد من جهة وشدة الحر وقسوة البرد من جهة أخرى.

وفي الصدد، يقول "محمد حلاج" مدير فريق "منسقو استجابة سوريا" لبلدي نيوز، إن أبرز المشاكل التي يواجهها النازحين ضمن المخيمات هو البيئة غير الصحية ومخاطر التلوث، وخاصة في المخيمات العشوائية وانتشار حفر الصرف الصحي المكشوفة، والحرمان من مصادر الدخل الأساسية والاعتماد على المساعدات الإنسانية فقط.

ويضيف، "توقف الأطفال عن الدراسة والتحول لنظام التعليم عن بعد هو أمر لا يمكن تحقيقه لكافة العائلات التي لديها أطفال، وغياب الرعاية الصحية والأسس الوقائية من فايروس كورونا، والنقص المستمر في الغذاء والماء وانعدام أبسط الخدمات اليومية".

وأوضح أنه منذ بداية العام الجاري إلى نهاية شهر أيار، سجل الفريق تضرر 609 خيمة بسبب الفياضات والأمطار، و2474 خيمة ممزقة، و6963 خيمة متضررة جزئيا، و136082 شخصا تضرروا بسبب تلك الفيضانات والعواصف.

وعن الحرائق أشار إلى إن فرقهم أحصت 72 حريقا في المخيمات، حيث سجل احتراق 123 خيمة، ووفاة 5 أشخاص بينهم 3 أطفال وسيدة، وإصابة طفل بحروق.

استبدال الخيم بغرف "الطوب"

وبهدف التخفيف من معاناة المهجرين القاطنين في الخيام، أقدمت بعض المنظمات على بناء غرف من "الطوب" بدلا من الخيام، والتي انتشرت في الآونة الأخيرة بشكل كبير.

وباتت تنتشر غرف الطوب في أغلب مناطق الشمال المحرر وخاصة في مناطق "أطمة، و دير حسان، و الدانا"، إضافة لمناطق "حربنوش" وجزء من مناطق "جسر الشغور".

وتدعم المنظمات العاملة في المنطقة هذا النوع من الغرف ومن بينها "منظمة الهلال الأحمر التركي، وآفاد التركية"، و بعض الجمعيات التي تعمل أيضا في بناء مساكن من الطوب مثل "جمعية الضياء" إضافة لفريق "ملهم التطوعي".

وتعمل المنظمات بإشراف وزارة "التنمية والشؤون الإنسانية" التابعة لحكومة "الإنقاذ" بعد تقديم كافة التسهيلات من قبل الوزارة لهذه المنظمات والجمعيات و العمل على استبدال الخيم ببناء ومشاريع سكنية جديدة.

غياب مساهمة الأمم المتحدة

يقول "شحود جدوع" وهو صحفي سوري من حماة: "في بداية الثورة كانت المنظمات تعتبر حالة النزوح مؤقتة، فبعضهم وعن حسن نية كانت تأتي بالخيام بشكل طارئ لتسعف المدنيين القاطنين في العراء، وذلك لاعتبار موضوع بناء المنازل يستغرق فترة زمنية طويلة لا تتحملها العائلات التي تقطن في العراء".

ويضيف، "لكن في الفترة الأخيرة عندما أصبح النزوح أمر واقع، توجهت المنظمات إلى تنفيذ المشاريع السكنية، والمنظمات اليوم عندما تبني الخيام تعتبر البناء مشروع متجدد ومديد، وللأسف بعض المنظمات تستفاد من هذا الموضوع ولا تريد حل المشكلة، والمنظمات ومن خلال عملها تطرح على الداعمين مشاريع متجددة بشكل دائم لتشعر المدنيين بأن عملها مستمر".

وأشار إلى أن بعض المنظمات سلكت طريق "التوطين" وذلك عبر إعمار منازل للنازحين بدلا من الخيام، وهذا الأمر له بعد آخر، فمع التوجه إلى الإعمار فهم يتجهون نحو خطة جديدة، وهو التوطين، ولفت إلى أن هذا الأمر يسهم في التغيير الديمغرافي سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، باعتبار توطين المدنيين سيوقف حلمهم بالعودة لمنازلهم، حيث أصبح لديهم سكن يليق بالمعيشة.

فارق الأسعار

قال المهندس "سارية البيطار" مدير مجموعة "هذه حياتي" التطوعية في سوريا وتركيا، إن سعر الغرفة يتفاوت بسبب تغير أسعار المواد الأساسية في تركيا، فكانت تكلفة الشقة أو الغرفة التي تبلغ مساحتها 50 مترا مربعا هي 1100 دولار أمريكي، مكونة من غرفتي نوم وحمام ومطبخ وموزع و"بلكونة"، واليوم تكلف الشقة 2300 دولار أمريكي بسبب ارتفاع الأسعار، وأشار إلى أن شعر طن الحديد السنة الماضية 300 دولار أمريكي، واليوم 700 دولار أمريكي.

وعن إيجابيات الانتقال من الخيم إلى السكن قال: "إنها تعطي للنازح أو المهجر أريحية قياسا بالخيمة، وبشكل خاص في فصلي الشتاء والصيف، فالحرارة عندما تكون في الخارج 45 درجة مئوية تكون داخل الخيمة 50 درجة، أما الغرف فتكون فيها درجات الحرارة أقل".

وأوضح "إن سلبيات الغرف هذه هو شعور المهجرين بعدم العودة إلى مدنهم، وتسعى المنظمات لبناء الغرف لأنها تخفف من عناء حر الصيف وبرد الشتاء، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة لا تقوم ببناء غرف أو منازل، لأنها تكون بذلك تعترف بالتغيير الديمغرافي، ولذلك تذهب المنظمات إلى الداعم العربي أو التركي أو السوريين المتواجدين في الخارج.

مقالات ذات صلة

النظام يفرق بين الأقارب مستغلاً عامل الخوف من الاعتقال

كيف أحيا الشمال السوري ذكرى الثورة

منسق الأمم المتحدة الإقليمي يكشف نتائج زيارته إلى إدلب

أول اتحاد للمصممين في الشمال السوري

بما يخص الغذاء.. إحصائية عن النازحين في مخيمات شمال غرب سوريا

الوحل يمنع السوريين في المخيمات من الوصول إلى مدارسهم وأعمالهم