كيف سرق "النظام وPYD" الحراك الكردي في سوريا؟ - It's Over 9000!

كيف سرق "النظام وPYD" الحراك الكردي في سوريا؟

بلدي نيوز – (عبدالعزيز الخليفة)
انطلقت الثورة السورية في آذار/مارس 2011، ولم يتأخر الأكراد في الانضمام إليها، وتميزت مدينة عامودا بريف الحسكة بطريقة السخرية من النظام ورأسه "بشار الأسد"، وخرج السوريون بمظاهرات عمت البلاد هاتفين "الشعب السوري واحد" كدلالة رمزية منهم على وحدة الصف السوري ضد النظام، وأطلق ناشطو الثورة على جمعة 20 أيار/مايو "آزادي" وهي كلمة كردية تعني "الحرية"، لكن الأمور لم تستمر كذلك، وبدأت تسوء تدريجياً إلى وصلت إلى الاشتباك المباشر بين ميليشيات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي وكتائب الجيش السوري الحر بداية بالحسكة إلى أن وصل فتيل الشرارة إلى حلب.
وعن الحراك الكردي الثوري، تحدث أبو شيرو قامشلو -أحد الناشطين الأكراد في اتحاد التنسيقات الكردية- لبلدي نيوز، موضحاً أنه في بداية الثورة السورية شارك كل الشباب الأكراد في المظاهرات المطالبة بإسقاط النظام بمدينة القامشلي، بمن فيهم كوادر حزب الاتحاد الديمقراطي "pyd"، واستمر الأمر كذلك لنحو شهرين، إلى أن تم تغيير قيادة الحزب المشتركة في القامشلي والمكونة من ثلاثة أشخاص هم (عيسى حسو، وجميل عمر أبو عادل، وبشار جتو) والثلاثة استقالوا من حزب الاتحاد الديمقراطي وأعيد اثنان منهم (حسو وجتو) تحت التهديد، علماً أن حسو اغتيل في نهاية تموز/يوليو 2013، فيما خطف جكيل عمر أبو عادل في تموز 2012 من قبل مجهولين، بعد أن أنشق وأسس اتحاد القوى الديمقراطية الكردية والتي رفعت علم الاستقلال فقط في مظاهراتها.
وقبل ذلك، اغتيل القيادي الكردي مشعل تمو من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي في تشرين الأول 2011، الذي كان يقود الحراك الثوري الكردي المناهض للنظام الأسد والمؤيد للثورة السورية ومطالبها بالحرية والكرامة وإسقاط النظام.
وتابع "قامشلو" بالقول، "قصة الانقلاب على قيادات الاتحاد الديمقراطية القديمة بدأت عند زيارة صالح مسلم ومجموعة مسلحة ستعرف لاحقا بـ"الوحدات الكردية" لمسجد سلمان الفارسي في الجزء الشرقي من القامشلي، وتم تغيير ما كان يدعى بالقيادة المشتركة واستبدالها بمسلم وقيادات أخرى قادمة من تركيا بشكل أساسي". وكشف "قامشلو" أنه دعي من قبل ممثلين عن الحزب مع ناشطين أكراد آخرين، وطلب منهم عدم رفع شعارات تطالب بإسقاط النظام أو التضامن مع المدن السورية مقابل التركيز على المطالب الكردية القومية فقط، إلا أنهم رفضوا هذه الطلب، فبدأ أنصار الاتحاد الديمقراطي بمحاولة التشويش على المظاهرات التي تنطلق من مسجد قاسمو في الجزء الغربي من القامشلي، من خلال رفع شعارات خاصة بهم ورفع أعلام الحزب.
وعن العسكرة الكردية في الثورة، قال "قامشلو" إن أول ظهور عسكري كان من طرف حزب الاتحاد الديمقراطي عندما زار صالح مسلم مسجد سلمان الفارسي برفقة مسلحين بعد شهرين من الثورة، وانقلب على القيادة القديمة في الحزب، ثم بعدها توالى تشكيل الكتائب الكردية؛ فظهرت بشكل علني مع مطلع 2013، كتيبة الشيخ معشوق وكتيبة الشهيد فرهاد وكتيبة تحسين مامو في عامودا، وهي كتائب ثورية، إلا أن جميع هذه الكتائب تم القضاء عليها واعتقال قياديها من قبل ميليشيات حزب الاتحاد الديمقراطي التي قويت بشكل ملحوظ، اعتمادا على دعم النظام الذي تخلى لها عن المدرسة الزراعية في هيمو قرب القامشلي، وخرجت أول دفعاتها العسكرية منها بداية العام ذاته.
خطف قيادات عسكرية كردية
في تشرين الثاني 2012 أعلن عن تأسيس المجلس العسكري الكردي التابع للجيش السوري الحر في حلب، المكون من ستة ضباط سوريين أكراد انشقوا عن قوات النظام، بقيادة العميد الركن محمد خليل العلي، وأكد البيان أن الضباط انشقوا بسبب ممارسة النظام ونصرة للشعب السوري الثائر والانحياز للثورة، وأكد المجلس الالتزام بتأسيس جيش وطني ودولة مدنية.
إلا أن ضباط هذا المجلس اختفوا عند محاولتهم العبور إلى شمال العراق من معبر سيمالكا شمال شرق سوريا والذي كان يسيطر عليها حزب الاتحاد الديمقراطي.
المواجهة مع الحر
بعد انتهاء حزب الاتحاد الديمقراطي من تصفيه كل معارضيه من الأكراد السوريين، تفرغ لمجابهة الجيش السوري الحر على الأرض، وفي ذات الفترة تقريبا وتحديدا في تشرين الثاني 2012 حرر الجيش السوري الحر مدينة رأس العين بالحسكة، إلا أن النظام ترك الجبهة للوحدات الكردية التي بدأت بالصعود تدريجيا بعد تقديم النظام الدعم العسكري والمالي لها، وخاضت مع الحر أكثر من جولة اشتباكات انتهت بسيطرتها على المدينة في تموز2013.
الناشط مصعب الحامدي عضو اتحاد شباب الحسكة، تحدث لبلدي نيوز عن تلك الفترة، وقال "بعد تحرير مدينة رأس العين من قبل كتائب الجيش الحر جرت أربع جولات في المدينة، وكان إعلام حزب الاتحاد الديمقراطي يتهم الحر بذات تهم النظام لهم، وهي (مجموعات تكفيرية ظلامية وقاعدة)، علماً أن كل الفصائل المشاركة ترفع علم الثورة، وكان وقتها وجود "جبهة النصرة" المرتبطة بالقاعدة محدوداً جداً.
وأضاف الحامدي، أن الائتلاف الوطني شكل لجنة لعقد الصلح بين الطرفين في الاشتباكات الثالثة بين الحر ووحدات الحماية الكردية، ورفض حزب الاتحاد الديمقراطي الموافقة على الهدنة، إلا في حالة واحدة فقط وهي أن تضمن جبهة النصرة الاتفاق، وهذا ما حصل، حيث طلبت من الحر مغادرة مدينة رأس العين فاضطر الجيش الحر للخروج إلى أطرافها، رغم ادعاءات الوحدات أنها تحارب جبهة النصرة.
وتابع الحامدي، أن الوحدات الكردية سيطرت على مدينة رأس العين بعد خلوها إلا من النصرة في أقل من يوم في تموز 2013.
ويرى الخبير في الشؤون الكردية، مهند الكاطع، أنه في بداية الثورة كان النظام يدرك بأن معركته الأساسية في الداخل السوري لا يمكن أن يكتب لها النجاح دون تأمين خاصرته في الشمال والشمال الشرقي من سوريا، وكان ينظر بعين الحذر إلى تصاعد الحراك الكردي إلى جانب الحراك السوري العام، وزاد تخوفه بعد ظهور تضامن كامل على المستوى الشعبي بين المكونات السورية وانطلاق شعارات تدعو للوحد ( واحد واحد واحد .. الشعب السوري واحد).
ويقول الكاطع لبلدي نيوز، "إزاء ذلك كله قرر النظام استخدام ميليشيات وعناصر حزب العمال الكردستاني، وكان بعضهم لا يزال في سجون النظام بعد الاتفاقية الأمنية التي كان قد عقدها النظام مع تركيا بعد تسليم قائده عبدالله أوجلان".
ويوضح "الكاطع" أن النظام سلّح حزب العمال الكردستاني مستفيداً من اتفاق الانسحاب الجزئي الذي عقدته قيادة العمال الكردستاني مع تركيا، فاستقطبهم النظام كميليشيات مرتزقة، وساهم في تسليحهم وتسليمهم بعض المناطق، وبشكل خاص المناطق الحدودية في المثلث الذي يشرف على شمال العرق، معتبراً أن "الهدف كان في بداية الأمر تسليط حزب كردي على الأكراد، لأنه الأمثل في هذه الظروف، ويجنب النظام مواجهة مع الشارع الكردي، وبالمقابل يضمن الهدوء في المناطق التي يسيطر عليها حزب العمال الكردستاني الذي قمع جميع الناشطين الأكراد وعناصر الأحزاب الكردية الأخرى التي غيرت ولائها من النظام إلى المعارضة في السنوات الأخيرة.
في تشرين الأول/أكتوبر 2015، أعلنت ميليشيا الوحدات الكردية عن انضمامها لتحالف ميليشيات "قوات سوريا الديمقراطية" التي تشكل "الوحدات الكردية" عامودها الأساسي، وبعض الميليشيات العربية التابعة للنظام مثل الصناديد والسوتورو إضافة لوجد لواء ثوار الرقة المحسوب على الجيش السوري الحر، وذلك بعد تقرير صدر عن منظمة العفو الدولية (إنمستي) في الشهر ذاته، قالت فيه، إن بعثة المنظمة لتقصى الحقائق في شمال سوريا قد كشفت النقاب عن موجة من عمليات التهجير القسري وتدمير المنازل تُعد بمثابة جرائم حرب نفذتها الإدارة الذاتية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، ريفي الرقة والحسكة.
لم يفلح حزب الاتحاد الديمقراطي في إقناع الأكراد بتمثيله لهم، حيث أعلن في أيار/مايو الفائت، وفي ظاهرة هي الأولى من نوعها وفي ظروف عصيبة تمر بها الثورة السورية، عن تشكيل أول كتيبة عسكرية من الأكراد السوريين لإيقاف انتهاكات ومشروع الوحدات الكردية في سورية، معلنين وقوفهم إلى جانب الشعب السوري ومؤكدين على هوية سورية الموحدة.
المجموعة من شباب الأكراد، أعلنوا في الشريط المصور عن تشكيل (كتائب ثوار الكرد)، للدفاع عن الشعب السوري عامة، والكردي خاصة، من إجرام النظام وحزب الـ"ب ك ك".

مقالات ذات صلة

مظلوم عبدي: نتعرض لهجوم من ثلاث جهات

صحيفة تتساءل.. لماذا يخشى الغرب من تفكيك مخيم الهول بالحسكة

"مسد" تدعو لتشكيل هيئة لقيادة الثورة

قسد تعتدي على نشطاء خلال إحياء ذكرى الثورة السورية بمدينة الرقة

"السورية لحقوق الإنسان" تصدر حصيلة بأعداد الشهداء خلال سنوات الثورة

"الوطني الكردي" يحدد الجهة المسؤولة عن حرق مكاتبه في سوريا