التعليم المهني في سوريا.. نظرة دونية وحلول غائبة - It's Over 9000!

التعليم المهني في سوريا.. نظرة دونية وحلول غائبة


بلدي نيوز - (فراس عزالدين)

"لم أكن محظوظًا.. كنت فقط أبحث عن مقعدٍ دراسي أتم فيه أولى خطوات المرحلة الثانوية"... تلك كلمات تلخص معظم ما يقوله طلاب الثانوية المهنية في سوريا، قديما وحتى اليوم، أما عن السبب فـ"حدث وﻻ حرج".

يقول ناصر لمراسلنا، طالب في الصف العاشر الثانوي التجاري بدمشق، "اخترت الدراسة الثانوية التجارية، ليس لشيء إﻻ ﻷن النظام التعليمي مرتبط بالحصيلة العلمية (المجموع)، ﻻ ما ترغب بدراسته".

ويسترسل ناصر؛ "في سوريا إمّا أن تدخل الفرع العلمي أو اﻷدبي، وإﻻ فأنت أمام صراع مع النظرة الدونية".

ﻻ يختلف الوضع أبدًا بالنسبة لطلاب المرحلة الثانوية القسم الصناعي، رغم توفر تخصصات مهنية مختلفة.

ويقول السيد أبو منذر، والد أحد الطلاب في إحدى الثانويات الصناعية لمراسلنا؛ "المناهج الدراسية نظرية.. سوق العمل لا يفضل هذه النوعية من الخريجين، واﻷولوية دائما لمن مارس المهنة كالنجارة على سبيل المثال وبحرفية عالية، وهذا مطلب حق".

ويكمل قوله؛ "المهم في بلدنا أن تحصل على الشهادة، أمّا من جهتي فسيكمل منذر بعد الصف الثاني الثانوي لكن بالدراسة الحرة تقديم البكالوريا "الثالث الثانوي"، لعله يدخل أحد التخصصات الجامعية".

ويحجم كثيرٌ من الطلاب عن دراسة هذا النوع من التعليم على اعتبار أن الطلاب الدارسين فيه هم من الذين لم ينالوا درجات عالية بشهادة التعليم الأساسي تؤهلهم للدراسة في التعليم العام، لكن نتيجة الظروف ومتطلبات الحياة المعيشية وصعوبة تأمين فرصة عمل. بحسب "يحيى" مدرس محاسبة في إحدى ثانويات العاصمة دمشق.

وأضاف اﻷستاذ يحيى؛ "حتى تدخل المرحلة الجامعية أو أحد المعاهد تصطدم بأن عليك أن تكون أحد الخمسة اﻷوائل على مستوى سوريا... وإن كنت سعيد الحظ ستجد من سبقك إلى مقاعد الجامعة هم طلاب الثانوية العلمية.. أنا شخصيا هذه تجربتي".

وتتعلق رغبة الدراسة لدى اﻷبناء برغبة ذويهم، والنظرة الاجتماعية السلبية للتعليم المهني، مرجعها إلى أن اﻵباء يفضلون أن يصبح أبناؤهم أطباء ومهندسين، لتحصيل مركزٍ مرموق في المجتمع. بحسب اﻵراء التي نقلها مراسلنا عن بعض اﻵباء وأبنائهم.

بالمقابل؛ لم تغير وزارة التعليم التابعة للنظام، منذ عقود، من مناهجها، فهي لم تربط بالواقع أو سوق العمل، وعلى سبيل المثال "لا يتم تدريس برامج محاسبة أساسًا" ليجد خريج الثانوية نفسه أمام سباق مع ندّ له من خريجي إحدى الثانويات العلمية أو الأدبية لكنه حظي بتعلم برنامج "اﻷمين" أو غيره؛ وهذا يعني خسارة  فرصة العمل، بحسب اﻷستاذ معاذ بازرباشي المختص بالشأن اﻻقتصادي.

يشار إلى أن آخر قرارات حكومة النظام لتحسين هذا الواقع كان من خلال إصدار قانون حمل الرقم 38 لعام 2021 سمح فيه بتعيين 5% من الأوائل في وظائف الدولة وقبول 3% من الأوائل في كليات الهندسة. وهذه النسب أثارت سخط واستياء الطلاب وذويهم، ﻷنها أبقت فرصة الدخول للكليات وسوق العمل غير مبنية على العدالة، وإنما على المجموع العلمي، حسب من استطلعنا رأيهم.

مقالات ذات صلة

احتجاجات طلاب أعزاز تتواصل في يومها الثاني

إحصائية: 11 بالمائة من المدارس شمال سوريا خارج الخدمة

وصلها قبل 5 سنوات.. لاجئ سوري يحصد المركز الأول في المرحلة الثانوية بمقاطعة أمريكية

"تربية النظام": "قسد" أغلقت 118 مدرسة ثانوية بالحسكة