كيف نقل نظام الأسد الجنوب الدمشقي من حصار إلى حصار؟ - It's Over 9000!

كيف نقل نظام الأسد الجنوب الدمشقي من حصار إلى حصار؟

لم يتغير الحال في الجنوب الدمشقي، حتى بعد ما سماه النظام "فتح المعابر"، او "فك الحصار"، بل نقل الجنوب من حصار إلى حصار من نوع آخر، تحت مرأى ومسمع المنظمات الإنسانية العالمية والأممية.
وفرة المواد الغذائية في أسواق جنوب دمشق لم تغيّر شيئاً من حال الأهالي المحاصرين، وذلك لعدم توفّر الموارد المالية، جرّاء البطالة وقلة العمل، ما يعني أن الحصار اختلف في شكله فقط، وكان حصاراً مرتبطاً بالطعام والشراب، وبات حصاراً مرتبطاً بالمال.
انعدام القدرة الشرائية لدى العوائل في أحياء جنوب دمشق يجعل من حجم المعاناة يتفاقم يوميا، ويحول المواد الغذائية التي تدخل هذه الايام باعتبار "حواجز النظام غير مغلقة"، يحولها حكرا على طبقة معينة من العائلات المرتبطة غالبا بتشكيل ما هنا أو هناك، هذا من جهة، ومن جهة أخرى ستكون في لحظة من اللحظات (المواد الغذائية) مشروعا للاحتكار من قبل تجار الأزمات والحروب وهم كثر، لبيعها بأضعاف مضاعفة عن سعرها الحقيقي في حال إغلاق "حواجز الموت" كما يسميه سكان الجنوب الدمشقي.
ويؤكد بعض أهالي المحاصرين "مادياً"، والذين التقتهم "شبكة بلدي الإعلامية" أن الوضع الإنساني لم يتغير، وعلى حد قولهم: "ما فائدة إدخال المواد الغذائية إلى المنطقة، وليست لدينا القدرة لشرائها؟ نحن نراها بأعيننا فقط، ولا نتذوقها".
مراسل الشبكة في جنوب دمشق أكد أن النظام يفرض حصارا على الأحياء المعارضة له، حتى وان تغير الشكل، بحيث لا يسمح لهم بالخروج، والكل معرض للاعتقال على الحواجز، كذلك يقطع عن الموظفين في هذه الأحياء مرتباتهم الشهرية، بل أنه فصل المئات من الموظفين، جراء انخراطهم في الثورة السورية.
وكل ما يصل لأهالي الجنوب الدمشقي، ومعظمهم تحت خط الفقر، يقتصر على ما تقدمه منظمات دولية كالأونروا، والهلال الأحمر، ومؤسسات إغاثية محليّة بين الحين والآخر.
غير هذا، فإن أوضاع جنوب دمشق الإنسانية، وحسب الكثير من المصادر المحلية هناك، تحتاج إلى "عمل جبار"، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من المدنيين، سيما الأطفال، الأمر الذي أكدته "الهيئة الطبية الموحدة"، وذلك نتيجة تصاعد الإصابة بمرض التيفوئيد بين الأطفال خلال الأيام القليلة الماضية، والتهاب الكبد الوبائي.
تجدر الإشارة إلى أن قوات النظام فرضت حصاراً على أحياء دمشق الجنوبية امتدت أشهراً، قضى بسببه مئات المدنيين جوعاً ومرضاَ، ليعيد (النظام) فتح حاجز "ببيلا -سيدي مقداد"، وهو الحاجز الوحيد الفاصل بين جنوب دمشق والعاصمة دمشق، لينقل أهالي الجنوب الدمشقي من حصار الجوع إلى حصار المال.

مقالات ذات صلة

ماذا يحمل معه.. رئيس المخابرات الرومانية يزور بشار الأسد في دمشق

دمشق.. اجتماع للجنة القضائية المشتركة بين إيران والعراق والنظام

115 ألف ليرة سورية سعر علبة حليب الأطفال في صيدليات دمشق

بما علق نظام الأسد على الهجمات الإيرانية على إسرائيل

النظام يأمر برفع الجاهزية العسكرية والمدنية بمناطق سيطرته

تنسيق بين بيروت ودمشق لوضع خطة جديدة لعودة اللاجئين السوريين