اقتحمت دورية تابعة للجيش الإسرائيلي، مساء السبت 14 حزيران، مدرسة كودنة في ريف القنيطرة الجنوبي، أثناء لعب مجموعة من الأطفال في ساحة المدرسة، حيث أطلقت الدورية النار في الهواء لترويعهم، ما أدى إلى هروب عدد منهم، فيما تم اعتقال طفلين واقتيادهما إلى منطقة تل كودنة الخاضعة لسيطرة القوات الإسرائيلية.
وبرّر الجيش الإسرائيلي الاعتقال بالاشتباه في قيام أشخاص بتصوير مواقع عسكرية قرب تل الأحمر، دون أن يقدم توضيحات إضافية حول مصير الطفلين.
كما أظهرت شهادات ميدانية لاحقة أن أحد الطفلين أُفرج عنه بعد تعرضه للتعذيب، بينما أُطلق سراح شابين آخرين، هما أنور الشبلي وخالد الطحان، وكلاهما في التاسعة عشرة من العمر، بعد التحقيق معهما، دون أن يتعرضا لانتهاكات جسدية.
وتأتي هذه الحادثة ضمن سياق أوسع من التوترات في ريف القنيطرة، حيث أكد سكان محليون من بلدة كودنة أن التوغلات الإسرائيلية باتت شبه يومية، وتشمل اقتحام المنازل، نصب الحواجز، تفتيش المارة، ومصادرة الهواتف المحمولة.
كما أشار السكان إلى تعرض بئر مياه قرب البلدة لإطلاق نار متكرر، أدى إلى تلف ألواح الطاقة الشمسية التي تغذي المضخة، وانقطاع المياه عن السكان.
وفي بلدة جبا المجاورة، نفذت قوات الاحتلال عملية اقتحام جديدة في الليلة ذاتها، فتشت خلالها عدة منازل مدنية، وسط انتشار كثيف للدوريات في محيط المنطقة.
وأفاد الأهالي بأن هذه الاقتحامات تتزامن مع تجريف للأراضي الزراعية والحراجية، وزيادة القيود المفروضة على حركة السكان واعتقال مدنيين دون مذكرات قانونية.
ويترافق هذا التصعيد الميداني مع حملة عسكرية إسرائيلية أوسع ضد الأراضي السورية، تصاعدت وتيرتها بعد سقوط نظام الأسد في 8 كانون الأول الماضي.
ومنذ ذلك التاريخ، شنت القوات الإسرائيلية مئات الغارات الجوية على مواقع عسكرية تابعة للنظام السوري، ورافقتها عمليات توغل بري في أرياف دمشق، القنيطرة، ودرعا.
وأسفرت هذه العمليات عن السيطرة على أجزاء من المنطقة العازلة الحدودية، إضافة إلى تنفيذ مداهمات واعتقالات في البلدات القريبة من الجولان.