بلدي
كشف مصدر فلسطيني في دمشق أن السلطات السورية أغلقت جميع مكاتب "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة"، ولم تسجل أي نشاط لها حالياً، بالتزامن مع مغادرة أمينها العام طلال ناجي البلاد، مشيراً إلى أن مغادرته ليست دائمة.
ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن مصدر لم تُسمّه، يوم الخميس، أن ناجي غادر قبل نحو أسبوعين استجابة لدعوة من حركة "حماس" الفلسطينية، في إطار مشاورات تجريها مع الفصائل حول الوضع الفلسطيني، دون ذكر موعد عودته أو الدولة التي تُجرى فيها المشاورات.
وأفاد المصدر بأن السلطات السورية استدعت واستجوبت قياديين اثنين من الجبهة، في جلسة استمرت يوماً كاملاً، قبيل مغادرة ناجي.
وتولى طلال ناجي منصب أمين عام اللجنة المركزية للجبهة خلفاً لأحمد جبريل مؤسسها، الذي توفي في تموز/ يوليو 2021.
وأشار المصدر إلى إغلاق السلطات لمكاتب ومقرات الجبهة، بما في ذلك إذاعة القدس ومكتب الإعلام التابعين لها. كما تم إغلاق أغلب مكاتب الفصائل الفلسطينية التابعة لـ"تحالف قوى المقاومة الفلسطينية"، مع إبقاء مكتب واحد لبعضها تحت رقابة مشددة.
وعن إمكانية مغادرة الجبهة للأراضي السورية بشكل نهائي، أكد المصدر أن الجبهة ستبقى طالما هناك هامش حركة يسمح بذلك لخدمة الشعب الفلسطيني، بينما كشف مصدر آخر من الفصائل الفلسطينية عن تفكير بعض القياديين في المغادرة بسبب الواقع السياسي الجديد.
ومنذ استلام السلطات الجديدة الحكم في سوريا أواخر العام الماضي، تتابع ضبط نشاط الفصائل الفلسطينية، مع التركيز على حصر نشاطها بالعمل الإنساني والإغاثي، ومحاسبة من ارتكب جرائم ضد السوريين، وتسليم السلاح والمعدات العسكرية.
وكانت السلطات السورية قد أوقفت طلال ناجي لساعات في أيار/مايو الماضي، وهو الذي كانت جبهته من أكبر الفصائل الفلسطينية في سوريا، وتواجه اتهامات بالقتال إلى جانب جيش النظام السابق خلال سنوات الثورة. كما تم استدعاء واستجواب قيادات فلسطينية أخرى، بينما لا يزال بعضهم رهن التوقيف.
يذكر أن سوريا كانت تضم قبل 2011 أكثر من 13 فصيلاً فلسطينياً، وشهدت خلال الحرب تشكيل فصائل جديدة بمقاتلين فلسطينيين بوجهة نظام الأسد للقتال إلى جانبه.