المبعوث الأميركي يكشف عن مساعٍ لضم سوريا إلى اتفاقيات أبراهام مع إسرائيل

بلدي

كشف السفير الأميركي لدى تركيا والمبعوث الخاص إلى سوريا، توماس باراك، أن واشنطن تسعى لرعاية حوار غير مباشر بين دمشق وتل أبيب، ضمن مسار دبلوماسي يهدف إلى تهدئة التوتر على الحدود واستكشاف إمكانية انضمام سوريا إلى اتفاقيات أبراهام، التي أرست تطبيع العلاقات بين إسرائيل وعدد من الدول العربية خلال الولاية الأولى للرئيس دونالد ترمب.

وفي تصريحات لصحيفة نيويورك تايمز، يوم الخميس، أوضح باراك أن انضمام سوريا إلى الاتفاقيات "لن يكون وشيكاً"، مرجعًا ذلك إلى ما قد يواجهه الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع من "مقاومة داخلية"، وأضاف: "لا يمكن لشعبه أن يُملي عليه توقيع اتفاقيات أبراهام، لذلك عليه أن يتحرك بحذر وتدرج".

وأكد المبعوث الأميركي أن إدارة ترمب تتبع نهجاً مغايراً للمقاربات السابقة، والتي وصفها بأنها "سياسات فاشلة" حاولت فرض نماذج حكم على دول أخرى. وأشار إلى أن الأولوية الآن تتركز على دعم التنمية الاقتصادية عوضًا عن مشاريع "بناء الدول".

وأضاف: "المنطقة لا تحترم سوى القوة، والرئيس ترمب أثبت أن قوة أميركا هي مفتاح لتحقيق السلام".

ونوّه باراك إلى أن علاقاته المباشرة مع البيت الأبيض، ووزير الخارجية ماركو روبيو، تمنحه هامش تحرك واسع، لا سيما وأن الإدارة الأميركية – بحسب تعبيره – "لم تعد مستعدة للانتظار طويلاً أمام تقاعس بعض القوى في المنطقة عن مساعدة نفسها".

وحول قرار رفع العقوبات الأميركية عن سوريا، أوضح باراك أنه مشروط بـ"تحقيق مؤشرات ملموسة"، من بينها التوصل إلى تسوية سلمية مع إسرائيل، ودمج قوات سوريا الديمقراطية ضمن هيكل الدولة، إضافة إلى الكشف عن مصير المواطنين الأميركيين المفقودين داخل سوريا.

وأشار أيضاً إلى أن التحول الديمقراطي وتشكيل حكومة شاملة "ليسا من الشروط المباشرة في هذه المرحلة"، مضيفًا أن مثل هذه التحولات "تتطلب وقتًا ولن تحدث على وجه السرعة".

وبخصوص المقاتلين الأجانب، أقرّ باراك بأن الحكومة السورية "لا تملك القدرة على طرد من تبقّى منهم"، لكنه حذر من أنهم قد يتحولون إلى تهديد داخلي في حال استبعادهم، مشددًا على ضرورة وجود قدر أكبر من الشفافية بشأن أدوارهم داخل البلاد.

واختتم باراك بالقول إن سياسة تخفيف العقوبات أثبتت فعاليتها أكثر من سياسة الضغوط المستمرة، معتبرًا أن "العقوبات المتكررة لم تُفضِ إلى نتائج، بينما الانفتاح المشروط قد يحقق الأهداف نفسها بوسائل مختلفة".

مقالات متعلقة