بلدي
أدانت سوريا في جلسة لمجلس الأمن الدولي مساء الخميس 17 تموز/يوليو، عبر مندوبها “قصي الضحاك”، التصعيد الإسرائيلي الأخير الذي أسفر عن استشهاد مدنيين وعسكريين داخل الأراضي السورية، مؤكدة أن الهجمات تهدف لعرقلة جهود دمشق في بسط الأمن والاستقرار.
ووصف "الضحاك" هذا التصعيد بأنه "انتهاك صارخ للقانون الدولي ولسيادة دولة عضو في الأمم المتحدة"، مشدداً على أن هذه الغارات تمثل محاولات متكررة لعرقلة جهود الدولة السورية الرامية لبسط الأمن والاستقرار.
ورأى "الضحاك" أن الاستهداف المباشر يهدف إلى تقويض سيادة سوريا وزرع الفوضى في مناطق تعاني أصلاً من التوتر.
وأكد “الضحاك” أن القيادة السورية تعاملت مع التطورات الأخيرة "بأعلى درجات الحكمة"، واتخذت "قرارات سيادية دقيقة" استناداً إلى المصلحة الوطنية العليا، لضمان وحدة البلاد وسلامة مواطنيها في مواجهة التصعيد العسكري والتدخلات الخارجية.
وأشار “الضحاك”إلى أن تداعيات الاعتداءات الإسرائيلية على الداخل السوري، لم تقتصر على الداخل السوري بل تسببت في إرجاء زيارة مقررة لفرق من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وهو ما يعكس حجم العرقلة المتعمدة لعمل المؤسسات الدولية في سوريا، وفقاً للضحاك.
كما أكد أن "السوريين وحدهم هم المعنيون والقادرون على التعامل مع التحديات الداخلية وترسيخ السلم الأهلي"، معتبراً أن إدانة الاعتداءات الإسرائيلية والتصدي لها "مسؤولية جماعية" بموجب ميثاق الأمم المتحدة.
من جهته، أدان ممثل المجموعة العربية في مجلس الأمن الغارات الإسرائيلية على دمشق، والتي أسفرت عن استشهاد مدنيين وعسكريين، مؤكداً أن هذه الاعتداءات تهدف بوضوح إلى زعزعة الاستقرار الإقليمي وتقويض أي مساعٍ للحل السياسي في سوريا.
وحذر من أن استمرار هذه الاعتداءات لا يهدد سوريا وحدها، بل يفتح الباب أمام مزيد من التصعيد في المنطقة، داعياً إلى موقف دولي حازم يضع حداً لهذا العدوان المستمر.
كما رحب ممثل المجموعة العربية بالتزام الرئيس أحمد الشرع بمحاسبة جميع المسؤولين عن التجاوزات بحق المواطنين في السويداء.
وفي سياق متصل، أعربت عدة دول خلال جلسة مجلس الأمن عن تضامنها مع سوريا وقلقها البالغ إزاء التصعيد الإسرائيلي الأخير. حيث أكد المندوب اليوناني دعم بلاده لسيادة سوريا وسلامتها الإقليمية، مقدماً تعازيه للعائلات المتضررة جراء القصف.
بدوره، أدان مندوب سيراليون الهجمات الجوية الإسرائيلية على مناطق سورية، مشدداً على ضرورة أن تتم إعادة بناء البلاد بمشاركة جميع السوريين لضمان السلام والاستقرار في سوريا والمنطقة.
من جانبها، أبدت المندوبة البريطانية قلق بلادها الشديد إزاء القصف الإسرائيلي الذي استهدف دمشق، وجددت دعوتها لإسرائيل بالامتناع عن أي أفعال من شأنها زعزعة استقرار سوريا، مؤكدة على ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين.
بينما أكد مندوب بنما دعم بلاده لدعوة الأمين العام لاحترام سيادة سوريا وسلامتها الإقليمية، محذراً من أن الانتهاك المستمر لاتفاق فك الاشتباك لعام 1974 يهدد أمن السكان المحليين والعاملين الدوليين في المنطقة.
وشدد ممثلو فرنسا والدنمارك والولايات المتحدة وسلوفينيا وباكستان على أهمية التهدئة واحترام استقلال سوريا، داعين إلى تجنب أي أفعال من شأنها تأجيج الأوضاع أو المساس بوحدة البلاد.