بماذا يفكر الديكتاتور السوري بشار الأسد؟ - It's Over 9000!

بماذا يفكر الديكتاتور السوري بشار الأسد؟

الجزيرة انكليش (ترجمة بلدي نيوز)

قبل بدء أحدث محاولة لوقف إطلاق النار في سوريا، زار بشار الأسد ضاحية في ريف دمشق "داريا" والتي احتلّتها مؤخراً قوات الأسد بعد حصار عنيف دام لأكثر من أربع سنوات.

وأظهرت عدة صور له وهو يقوم بالصلاة في المدينة ويلتقي ببعض الجنود، وفي وقت لاحق أوضح الأسد بأن الدولة السورية مُصمِّمَة على استعادة كل شبرٍ من سوريا من أيدي الارهابيين، وإعادة بناء كل ما تم تدميره في الماضي".

إن ذلك الخطاب يتعارض تماماً مع مختلف اتفاقات جنيف التي تحققت حتى الآن، وكذلك مع التصريحات الصادرة من كل من واشنطن وموسكو، ولكن الأسد يشعر بالثقة الكافية للتصريح بذلك الأمر على الرغم من ذلك.

وعلى الرغم من تعقيد الصراع المستمر في سوريا، يبدو أن كل الطرق الآن تتوجّه نحو القصر الرئاسي والسؤال الأساسي بالنسبة لمستقبل الأسد ذو الـ 51 عاماً، كما يبدو بأن مفاهيم أي شكل من أشكال التحول أو تنحّي الأسد هي مستبعدة تماماً في ظل استمرار الزخم الطاحن من قبل النظام لإعادة الأراضي ببطء.

ولكن بماذا يفكّر الأسد؟

حتى الآن، وعلى الرغم من احتلال الأسد لمثل هذا الموقع المركزي في الصراع، فإن هنالك غياب لاستكشافات أكثر أهمية لتفكيره الشخصي، وفي كثير من الأحيان يتم وصفه ببساطة بكونه "الديكتاتور المتعطّش للدماء"، ذلك الشرير، ومع ذلك، فإن وضع الأسد في مربع الديكتاتور القاتل، فإن الجهات الفاعلة المشاركة في النزاع السوري ستفشل في فهم دوافعه وتصرفاته، في حين أن تسليط الضوء بشكل أكثر إشراقاً على جانبه المبهم قد يساعد في فهم هيكلية صنع القرار من قبله، إذ أن دعوة الأسد ببساطة بالشرير، وترك الأمر عند هذا الحد سيبطل من مسؤولية التحقيق بشكل أفضل في القوى والنفوذ التي قد يملكها أو لا يملكها والكشف عن العلوم السياسية التي أبقت على نظامه في السلطة حتى الآن.

نحن نعلم من مقابلاته الطويلة الشبه منتظمة بأنه يرى نفسه كونه يحمل شعلة الوحدة السورية ضد مؤامرة منسوجة من قبل الجهات الأجنبية التي تسعى لتدمير سوريا، كما نعلم بشأن إنكاره لوجود أو استخدام القنابل البرميلية كما يفعل ذلك بشأن تقارير رفض حكومته إيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين السوريين في جميع أنحاء البلاد، وكذلك نعلم بأن خطه الثابت يتجلّى بأنه يقاتل ضد الإرهابيين، وأن تحديد مستقبله يقرر من قبل الشعب السوري وحده ولا أحد غيره.

وفي قراءة ما بين السطور وربط خطاب الأسد بالواقع، نكتشف أكثر حقيقة أنه كان على استعداد تام لنشر كل الأدوات القمعية للدولة ضد الثورة الشعبية والاستعانة بمصادر خارجية بشكل أساسي للدفاع عن البلاد بدءاً بحزب الله، القوات الايرانية العراقية والروسية، بينما يشجّع في الوقت نفسه على نمو الميليشيات الموالية للنظام، كدليل على المدى الذي هو في استعداد للوصول إليه للبقاء في السلطة، في وقت لاحق لم يكن هنالك سوى فاصل قصير ما بين بداية ثورة مارس 2011 وقرار الأسد باستخدام "كل ما يمكن" للحفاظ على حكمه.

انفصال كامل عن الواقع

إن سوريا الآن في حالة صراع لا هوادة فيه، و الأسد هو الرئيس المتحرر من أي شكوك حول أفعاله وتصرفاته، ولا يشعر بأي حاجة لأي مبررات، و هذا التحرر محمي بواسطة عزلته المستمرة عن أحداث على الأرض، بالإضافة لاستعانته بمصادر خارجية للتصرف، وفي عام 2012 حصلنا على لمحة سطحية عن عالم الأسد المواز في الدائرة الداخلية للأسد، وذلك عندما تم تسريب رسائل البريد الإلكتروني الشخصية لزوجته أسماء، و أظهرت رسائل البريد الإلكتروني مناقشات بشأن الأثاث المصنوع يدوياً من محلات تشيلسي، والأغاني التي يحب الأسد تحميلها من موقع آي تيونز!

لقد زادت عزلة الأسد عن تلك الأعمال التي نفذّت باسمه مفهوم أنه دكتاتور لا يستطيع إملاء الأوامر، و بالعودة لعام 2011 عندما جادل وزير الخارجية البريطاني حينها وليام هيغ بقدرة الأسد على توجيه أي سياسة، وبكونها مقتصرة على محمل الجد على أولئك الذين يحيطون به، وأنه في الواقع كان رهينة لأقارب نافذين.

في كتاب كارستن ويلاند: "سوريا في خليج"، وصف صحفي مجهول الأسد بأنه "يتمسّك برأي آخر شخص كان قد تحدّث إليه"، في حين أن شقيقته بشرى، أشارت إليه في السابق بأنه "غبي وعصبي".

 

-جيمس دينسلو: الكاتب في سياسة الشرق الأوسط والقضايا الأمنية وباحث مشارك في مركز السياسة الخارجية.

مقالات ذات صلة

روسيا تتهم أوكرانيا بتدريب عناصر من "الهيئة" بوساطة أمريكية

رأس النظام يعين فيصل المقداد نائبا له

باجتماع ثنائي جرى في أنقرة.. واشنطن تبلغ تركيا معارضتها لتطبيعها مع النظام

تركيا تنفي تحديد موعد ومكان لقاء أردوغان وبشار

"جيش سوريا الحرة" ينفي مزاعم موسكو بشأن دعم مقاتلي "التنظيم"

ترحيب تركي بالجهود الروسية الرامية لتطبيع العلاقات مع نظام الأسد