بلدي نيوز – راني جابر (المحلل العسكري لموقع بلدي نيوز)
منذ بدأت مروحيات مي-24 الروسية بالظهور في ساحة المعركة في سوريا وخاصة بتكتيكها المتمثل بالطيران المنخفض (الذي تخلت عنه قوات الأسد منذ بداية المعارك)، شرع الثوار مباشرة بتطوير التكتيكات والبحث عن الأسلحة التي تستطيع مواجهة هذه الحوامة.
حيث تظهر الفيديوهات التي نشرت عن معارك الثوار ضد هذه المروحيات والتي استخدم فيها الثوار عدة أسلحة ضدها، سواء المضادة للطائرات أو حتى المضادة للدبابات فضلاً عن الأسلحة الفردية .
قواذف كتفية
قبل سوريا شهدت قفار أفغانستان ومدن الشيشان تحليق هذه المروحيات بنفس الأسلوب (الذي صممت له أساساً)، لكن دخول صواريخ ستنغر إلى أفغانستان واستخدام المجاهدين لها طوى صفحة الكثير من التقنيات التي طورها المجاهدون ضد هذه المروحيات.
قد يكون استخدام القواذف المضادة للدبابات في دور مضاد للحوامات، هو أحد الأفكار التي ظهرت وتبلورت خلال الحرب الافغانية، ولكن أشهر حوادث إسقاط الحوامات بواسطة القواذف المضادة للدبابات، هي حوادث تعرضت لها الحوامات الغربية فوق الصومال و في أفغانستان نفسها.
حيث أسقطت مروحية بلاك هوك واحدة على الأقل خلال التدخل الأمريكي في الصومال بداية التسعينيات وأسقطت مروحيات بلاك هوك وشينوك الأمريكية العملاقة في أفغانستان بهذه القواذف أيضاً.
قد يعتبر الخيار الأفضل في هذه الحالات هو قاذف RPG-7 والذي يتمتع بعدة ميزات تجعله السلاح المؤهل أكثر من غيره لهذه المهمة.
فبداية بتوافره بكثرة ووجود كم كبير من الرماة ذوي الخبرة الكبيرة بهذه القواذف، إضافة لرخص ثمنها نسبياً، عدا عن مجموعة من الخصائص الفنية التي تجعل هذه القواذف مثالية لهذا الدور.
فسرعة قذيفة RPG-7 تصل حتى 300 متر في الثانية ويبلغ مداها عند الرمي على أهداف أرضية حتى 500 متر .
لكن هنا لن تستخدم سوى لأهداف بأبعاد حتى 100 إلى 200 متر كحد أقصى وبضعف أبعاد الدبابة التي اعتاد رماة RPG-7 الرمي عليها.
تعتبر أكبر مشكلة في وجه هذا الاستخدام هو اللهب الذي يخرج من مؤخرة القاذف عند الرمي والذي قد يتسبب بأذية الرامي ومن يرافقه عند توجيه القاذف للأعلى.
من ضمن التكتيكات التي استخدمت لحل هذه المشكلة الرماية من أطراف المباني أو من فوق الأجسام المرتفعة، إضافة لتصنيع الأفغان لقواذف خاصة للرمي عمودياً تحمي الرامي من اللهب.
تتميز معظم قذائف القاذف RPG-7 بوجود (صاعق تأخيري) يفجر القذيفة بعد خمس ثواني، ما يعني أن احتمالية سقوطها على الأرض وإحداثها أثراً جانبياً بسقوطها منخفضة نسبياً، حيث تعتبر القذائف الجوفاء المعتادة عيار 85 ملم (PG-7V) الأنسب للاستخدام بهذا الدور بسبب وزنها المنخفض.
لكن النوعية الوحيدة من القذائف التي لا تحتوي صاعقاً تأخيرياً هي القذيفة المضادة للأفراد OG-7V والمميزة بشكلها القلمي والمخصصة للرمي على تجمعات الأفراد.
SPG-9 و B10
إضافة للقواذف الكتفية مختلفة الأنواع تتوارد بعض الروايات عن استخدام الأفغان للقواذف العديمة الارتداد متعددة الأنواع، ومن أشهرها SPG-9 و B10 واللذين استخدما بكثافة في سوريا ضد الدبابات، وتتمتع قذائفهما بتشابه كبير في عدة نقاط مع قذائف RPG-7.
عادة تستخدم هذه القواذف من منصب ثلاثي ولكن توجد الكثير من الحالات التي تستخدم فيها هذه القواذف من الكتف أيضاً، حيث يمكن حملها من قبل بعض الرماة ذوي البنية الجسدية القوية وإطلاقها.
نفس المشاكل التي تظهر مع قواذف RPG-7 تظهر مع هذه القواذف وبخاصة موضوع اللهب الذي يخرج من فوهة القاذف الخلفية.
لكن النقطة الأساسية هي عدم وجود صاعق تأخيري في القذيفة، ما يجعلها تسقط مرة أخرى بنفس الجهة التي أطلقت فيها ما جعل استخدام هذين القاذفين محفوفاً بالمخاطر.