"مافيات" بين درعا والسويداء.. و"البيدر بالنصف" - It's Over 9000!

"مافيات" بين درعا والسويداء.. و"البيدر بالنصف"

بلدي نيوز – (هبة محمد)

أثارت قضية اختطاف المدنيين بين المحافظتين الجارتين جنوب سوريا، حالة من الغضب والسخط، لدى الأوساط المحلية، التي رأت انه لا رادع يقف في وجه شبكات التجارة بالمدنيين في محافظة درعا، ولا سلطة لقانون يضبط المناطق الداخلة تحت سيطرة النظام السوري.

وضمن مساع حثيثة من قبل الأهالي ووجهاء المحافظتين، توصلت الجهات المعنية إلى وجود شبكة "مافيا" منظمة تضم مسلحين من درعا والسويداء، يقسمون تجارة البشر على الفريقين، بحيث يتكفل الفريق الأول باختطاف الضحية من أهالي محافظته، ويسلمه للفريق الثاني الذي يقوم بدوره بالمساومة عليها، وطلب الفدية التي ستذهب مناصفة بين الفريقين.

وقال الناشط الإعلامي "أبو ريان معروف" من أبناء محافظة السويداء والذي يدير شبكة أخبار السويداء 24 في حديث خاص مع بلدي نيوز "لا يمكن أن ندين أهالي محافظة السويداء أو درعا، فالمسألة تدين الأطراف التي تبسط سيطرتها على المحافظتين".

وأضاف: "هناك عصابات من السويداء تقوم باختطاف المدنيين العزل، وتبيعهم وفق صفقات منظمة إلى عصابات درعا التي تقوم بدورها في ابتزاز ذوي المخطوف، والمفاوضة على المبلغ المطلوب لقاء الإفراج عنه، وسط محاولة دب الرعب في قلوب الأهالي، عبر نشر أشرطة مصورة توثق عمليات التعذيب التي يتعرض لها الضحية، مما يدفع الأهالي إلى جمع المبلغ بأي طريقة وتسليمها للجهة المعنية، ليتم "تقاسم البيدر بالنصف" بين أفراد العصابة في درعا والسويداء.

وذهب المتحدث الإعلامي إلى أنه قد يصعب على أي شخص مسلح من أهالي درعا الدخول إلى السويداء، لذلك يتكفل أفراد العصابة المنتشرة في منطقة جبل العرب بأداء المهمة الأصعب، وهي الاختطاف، كما حدث مع الشاب باسل الحلبي، الذي اختطف من بلدة المزرعة، وتم تسليمه إلى عصابة درعا، ليتم الإفراج عنه مساء اليوم الجمعة، مقابل 10 مليون ليرة سورية، أي ما يقارب 20 ألف دولار أمريكي، وذلك بعد مفاوضات طويلة، بدأت بـ 50 مليون ليرة سورية، وانتهت بالمبلغ المدفوع.

وتكفل ذوي 39 مدني من أهالي درعا، ممن تم احتجاز أبنائهم من قبل مقربين من باسل، بدفع المبلغ كاملا، بعد أن تم اختطاف هؤلاء في السويداء ضمن عملية "اختطاف مضاد".

في هذه المعادلة أفرج المختطفون في درعا عن باسل الحلبي، بعد تسلمهم المبلغ المطلوب، وبالمقابل أفرج أهالي السويداء عن الـ 39 المحتجزين لديهم كرهينة.

وكان قد وصل إلى مشفى السويداء الوطني صباح اليوم الخميس "عباس زين "من أهالي بلدة "عرى" في ريف السويداء بعد أن أفرج عنه خاطفوه في ريف درعا الشرقي، مقابل 17 مليون ليرة سورية، أي ما يعادل 34 ألف دولار أميركي.

وقال الناشط الإعلامي "أبو ريان المعروف" لشبكة بلدي نيوز إن "عباس زين" البالغ من العمر 45 عاما، أمضى حوالي 20 يوما محتجزا لدى خاطفيه في قرية ناحتة بريف درعا الشرقي، تعرض خلالها لأعنف أنواع التعذيب، بعد أن تم اختطافه من مزرعته في السويداء.

وأضاف "في اليوم الثاني من اختطاف عباس، تواصل الخاطفون مع ذويه وطلبوا فدية 34 ألف دولار، مما اضطر المقربين من عباس إلى نصب حواجز على الطرق الواصلة بين درعا والسويداء، واختطاف 13 شخصاً، بعضهم نازحون إلى السويداء، وإجبار ذويهم على التكفل بالمبلغ كاملا، للمقايضة على الرهائن".

مقالات ذات صلة

ترحيب أمريكي بالإدانة الفرنسية لثلاثة شخصيات بارزة في نظام الأسد

"الإدارة الذاتية" تصف علاقتها بنظام الأسد شأن داخلي

اتفاق لبناني أردني مصري عراقي للتواصل مع النظام بشأن اللاجئين

"التفاوض السورية" تراسل بيدرسون بخصوص حصار مخيم الركبان

ما حقيقة تشكيل “مجلس عسكري” لتوحيد الفصائل العسكرية المحلية في محافظة السويداء ؟

"التفاوض السورية" ما يحتاجه السوريون أكبر من المساعدات المقدمة في بروكسل