هل ينجح "حزب الله" بإعادة اللاجئين السوريين قسريا من لبنان؟ - It's Over 9000!

هل ينجح "حزب الله" بإعادة اللاجئين السوريين قسريا من لبنان؟

بلدي نيوز - (ميرفت محمد) 

"هناك ورقة لبنانية من عهد الحكومة السابقة ولا تزال سارية تقول أنّنا لن نعيد أيّ سوري إلى سوريا إلا وفق ضمانات دولية تقول أنّ هذه المنطقة آمنة"، لا يدلل التصريح السابق لوزير الداخلية اللبناني (نهاد المشنوق) على واقع ملموس تجاه السوريين في لبنان. 

فمن مداهمة مخيمات (عرسال) وتدمير واعتقال رجالها، وليس انتهاء بعدة حرائق نالت من مخيمات اللاجئين في لبنان، تأتي حملة ضغط واضحة الأبعاد لإجبار اللاجئين للعودة إلى حضن نظام الأسد، جهات رسمية لبنانية تدفع نحو تحقيق ذلك، من خلال تحويل حياة اللاجئ السوري إلى جحيم، ومن ثم دفعه إلى الذهاب قسراً إلى سوريا، يأتي ذلك مع تعالي أصوات مسؤولين لبنانيين حلفاء مع النظام السوري تدعو للتنسيق مع هذا النظام لإعادة اللاجئين إلى مناطق يدعون أنّها آمنة، الأمر الذي ينطوي على انتهاكات جسيمة للقانون الدولي وحقوق الإنسان، لكون شروط هذه العودة من تسوية سياسية ووقف القتال لم تتوافر بعد.

الإعادة القسرية.. فضيحة قانونية

قانونيا، يعد أي مسعى لعودة قسرية للاجئين السوريين من لبنان إلى مناطق النظام السوري مخالفة صارخة للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي للاجئين.

يوضح المحامي والناشط الحقوقي السوري غزوان قرنفل أن ميليشيا (حزب الله) وحلفاءها في التيار الوطني الحر كان لهم موقف مبكر ومعادي لوجود اللاجئين السوريين في لبنان تحت مسوغات مختلفة.

ويوضح (قرنفل) "من هذه المسوغات من يرى في اللاجئين السوريين إرهابيين مفترضين، ومنهم من يزعم الخوف على التركيبة اللبنانية من توطين اللاجئين، وكلاهما يعلم أن هؤلاء ليسوا إلا ضحايا إجرام النظام السوري وحلفاؤه".

ويؤكد (قرنفل) خلال حديثه لـ"بلدي نيوز" أنه قانونيًا لا يجوز إجبار اللاجئين السوريين على العودة قسرًا لبلادهم طالما هي في حالة حرب وصراع مسلح ويخشى فيه على سلامتهم الجسدية والنفسية، معتبرًا أن أي مسعى بهذا الاتجاه سيكون فضيحة قانونية على المستوى الدولي سيدفع لبنان كله ثمنها.

ويتابع (قرنفل) "قرعت العديد من المنظمات الحقوقية السورية، ونحن منهم جرس الإنذار بهذا الشأن، وأصدرت بيانًا بذلك، كما يجري تواصل بذلك على المستوى الدولي لحماية اللاجئين من هذا العسف وحمايتهم من الإعادة القسرية بما يهدد حياتهم من قبل سلطة العصابة الحاكمة بدمشق".

إعادة تعويم صورة بشار الأسد

يرى الصحفي وعضو مجموعة العمل لأجل المعتقلين السوريين (صخر إدريس) أن ميليشيا (حزب الله) تريد إخراج اللاجئين من لبنان وذلك لتعظيم الأسد، ولإظهار مناطق النظام أمام المجتمع الدولي دون مشاكل ضمن الحديث عن الحلول السياسية، مستشهدًا باتفاقية وقعت قبل عدة شهور بغية إعادة اللاجئين إلى سوريا.

ويوضح (إدريس) خلال حديثه لبلدي نيوز "يحاول (حزب الله) الذي نعرف مدى مؤازرته للنظام السوري، مع إيران الراعي الأول تنفيذ خطة إعادة اللاجئين لمناطق النظام، لكن هذا الموضوع ليس بيد حزب الله، ولا يمكن أن يحدث إلا باتفاق أممي"، لذلك تعمل ميليشيا الحزب مع الجيش اللبناني على الضغط على اللاجئين لإجبارهم بطريقة غير مباشرة على العودة إلى سوريا وإعادة تعويم صورة بشار الأسد".

ويضيف (إدريس) "نحن لاحظنا مؤخراً كيف قام بشار الأسد بطبع عملة ورقية بقيمة ألفين ليرة سورية عليها صورته الشخصية، وبالتالي هذا يعني ممارسات إعادة تعويم نظام بشار الأسد أمام المجتمع الدولي، ولإظهار أن جل المشاكل حلت سياسيًا".

ويؤكد (إدريس) على أن المطلوب من الحقوقيين والصحفيين والنشطاء التصدي لهذه الإجراءات ضد اللاجئين، وإصدار البيانات والتواصل مع كافة المنظمات والمؤسسات الدولية لوضعها على حقيقة ما يحدث، حيث أن مقتل عشرة معتقلين تحت التعذيب على يد الجيش اللبناني من عرسال هذه كارثة حقيقة، فالسوريين هربوا من موت النظام للموت على يد الجيش اللبناني وميليشيا (حزب الله) التي تختفي تحت عباءة الجيش اللبناني، ويختم بالقول "المطلوب أيضًا تشكيل لجنة حقيقة للتحقيق وتحويل المتورطين إلى المحكمة".

تبييض صفحة النظام

ترتفع أصوات ميليشيا (حزب الله) وحركة أمل أو ما يسمى بـ "الثنائي الشيعي" وبعض حلفائه من 8 آذار بضرورة وضع استراتيجية وآلية لإعادة هؤلاء اللاجئين السوريين بالتنسيق مع النظام إلى سوريا.

هذه الاستراتيجية هدفها التعبئة القتالية وأن ينخرط اللاجئين في صفوف جيش النظام والميليشيات المتحالفة معهم، يقول المحلل السياسي (جميل عمار) أن النظام السوري يرغب بعودة اللاجئين السوريين من لبنان حتى يعطي للمجتمع الدولي رسالة بأن وجود اللاجئين كان هروبًا من المسلحين كداعش والنصرة والجيش الحر وليس هروبًا من إرهاب النظام ولذلك عودتهم إلى سوريا الآن هي لتبيض صفحة النظام، ويتابع القول لبلدي نيوز "في النهاية يتواجد الآن هؤلاء اللاجئين تحت ضغط  كبير، خاص بمعيشة سيئة وظروف مهينة، ليعتبر تواجدهم بمثابة قنبلة مؤقتة داخل من لبنان".

ويشير (عمار) إلى أن وجود اللاجئين السوريين في لبنان يشكل ثقل اقتصادي، فهم بأعداد هائلة في بلد ذو إمكانيات ضعيفة، وفيما يتعلق بالبعد السياسي الأمني، يقول (عمار) "نلاحظ أن الأغلبية الموجودة من اللاجئين السوريين هي سلمية، لكن لبنان يخشى أن تطول العملية فتصبح عملية استيطان، كما تكرر الأمر مع اللاجئين الفلسطينيين، كما لا يمكن إنكار أن هناك عدد من (داعش) تتغلغل بين اللاجئين السوريين مستغلًا الفقر والضعف، الأمر الذي يشكل ضغط على الحكومة اللبنانية".

مقالات ذات صلة

صحيفة تكشف عن وفاة مواطن امريكي بسجون النظام في سوريا

"الفتح المبين" تتوعد المتظاهرين في إدلب (بيان)

مصادر تكشف تورط الأخوة قاطرجي بقتل ثلاث أشقاء في حلب

بعد أحداث الأمس.. "الهيئة" تسحب عناصرها من الشوارع

حمى المناطق الآمنة في سوريا تتغلغل في العديد من الدول الأوروبية وتنذر بإعادة اللاجئين فيها

حالة قلق بين السوريين نتيجة انتشار قرار جديد منسوب إلى الأمن العام اللبناني