بلدي نيوز-(خاص)
أوضح مصدر مسؤول في المعارضة السورية أن مفاوضات جنيف تم تأجيلها إلى حين عقد مؤتمر الرياض ٢، والذي يهدف إلى توسيع الهيئة العليا للمفاوضات، وتشكيل وفد موحد يضم منصتي القاهرة وموسكو.
وبيّن المسؤول في حديث خاص لبلدي نيوز؛ أن محاولات إظهار تفاهم بين الهيئة العليا للمفاوضات ومنصتي القاهرة وموسكو ستكرر هذا الشهر، قبل عقد اللقاء الموسع في الرياض مطلع شهر تشرين الأول القادم.
ولفت المعارض السوري -الذي رفض الإفصاح عن هويته- إلى أن أحد أهداف زيارة لافروف أمس الأحد، إلى المملكة العربية السعودية، هو حث المملكة على الضغط على المعارضة السورية للقبول بضم المنصات.
وكان وزير الخارجية الروسي (سيرغي لافروف)، وصل إلى مدينة جدة السعودية، مساء السبت، لبحث الملف السوري وباقي الملفات في المنطقة، وقالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس" إن وزير الخارجية السعودي "عادل الجبير"، وعددا من المسؤولين، كانوا في استقبال لافروف بمطار الملك عبد العزيز.
وتأتي زيارة لافروف إلى السعودية تمهيدا لزيارة الملك سلمان إلى روسيا في تشرين الأول المقبل، وقبيل عقد لقاءات حول سورية في أستانا يومي 14 و15 أيلول، التي قال عنها الرئيس التركي( رجب طيب أردوغان) أنها "الحاسمة".
ودعا "لافروف" جميع اللاعبين إلى الإسهام في زيادة فاعلية الآليات حول سوريا، كما أكد أن الدول الضامنة لعملية أستانا (روسيا وإيران وتركيا) تجري اتصالات بشأن إقامة منطقة رابعة لخفض التصعيد في إدلب.
وكشف المعارض السوري لبلدي نيوز أن الضغوط بدأت على المعارضة السورية للقبول بضم المنصات، مشيراً إلى أن هناك مناقشات تجري في مدينة لوزان السويسرية بين الهيئة العليا والمنصات للتوافق على أوراق جديدة، بحضور ممثلين عن الأمم المتحدة.
وترفض الهيئة العليا للمفاوضات ضم منصتي القاهرة وموسكو قبل أن توافق على بيان مؤتمر الرياض الأول، والذي يعتبر أنه لا وجود للأسد في المرحلة الانتقالية أو مستقبل سوريا، فيما ترى المنصات أن تحديد مصير الأسد سابق لأوانه.
وطالب رئيس الأمانة العامة لإعلان دمشق "سمير نشار"، الهيئة العليا للمفاوضات، باتخاذ موقف جذري وواضح من منصة موسكو، معتبراً أنه "لا يليق بقوى الثورة والمعارضة أن يكون بين صفوفها من يزعم أنه (معارضة) ويطالب ببقاء بشار الأسد"، مضيفاً لبلدي نيوز أن على الهيئة العليا أن تكون واضحة بموقفها أمام الشعب السوري وثواره ومعارضيه إذا أرادت المحافظة على مصداقيتها.
وفي سياق متصل، عقد دبلوماسيون وعسكريون من روسيا وفرنسا جولة مشاورات في جنيف أمس، تناولوا خلالها آفاق التسوية في سوريا، في محاولة لإيجاد قواسم مشتركة بين الجهود الروسية والفرنسية، على ضوء الاقتراح الفرنسي بتشكيل مجموعة اتصال دولية لإيجاد حل في سوريا، تضم الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، والقوى الإقليمية، التي تتمتع بقدر من النفوذ على الأطراف السورية.
وشارك في المشاورات عن الجانب الروسي ألكيسي بورودافكين، مندوب روسيا الدائم لدى مقر الأمم المتحدة في جنيف، ومعه ممثلون عن وزارة الدفاع الروسية، ومن الجانب الفرنسي شارك أورلين ليشيفاليه نائب المستشار الدبلوماسي للرئيس الفرنسي وممثلون عن وزارة الدفاع الفرنسية.
وقال بورودافكين في تصريحات عقب المشاورات إن الجانبين ثمنا عالياً النجاح العسكري الأخير في التصدي لتنظيم "الدولة" في سوريا، مضيفاً أن المشاركين في المشاورات عبروا عن ارتياحهم للهدوء في مناطق خفض التصعيد.
وقال الدبلوماسي الروسي إن هذا الأمر يقرب التسوية السياسية السورية، مشدداً على أن "إعلان إقامة مناطق خفض التصعيد سيسهم في تنفيذ المبادرات الفرنسية والروسية الخاصة بتسوية الأزمة السورية، بمشاركة الدول التي تؤثر على الوضع في البلاد".
وجاءت المشاورات الروسية - الفرنسية في جنيف بعد محادثات أجراها في موسكو أول من أمس وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، تناولت بصورة خاصة جهود التسوية السورية، وعرض الوزير الفرنسي خلالها بعض جوانب مبادرة الرئيس ماكرون حول تشكيل مجموعة عمل دولية للتسوية السورية.