بلدي نيوز - (كنان سلطان)
تفصل ميليشيات قوات سورية الديمقراطية "قسد" وداعمها الرئيسي في التحالف الدولي "امريكا" عن تحقيق الانتصار المنتظر، وإعلانه من عاصمة "الخلافة" التي حولها تنظيم "الدولة" إلى مادة الإعلام العالمي الدسمة، حيث الجميع يتحدث عن دحر الإرهاب والقضاء على معقله الأكبر ومصدره الأخطر، من الرقة الغافية على كتف الفرات، التي أعلنت الحرية في لحظة انعتاق أولى وابنعاث جديد، ما لبث أن جللها الظلام ولفها السواد وأحالها إلى ساحة يعلن العالم انتصاره على إرهاب صنعه يوما بيده.
أحالت طائرات التحالف الدولي ومدفعية مليشيات "قسد" ومفخخات "الدولة" مدينة الرقة إلى أثر بعد عين، في حرب لم تبق ولم تذر، ضربت البنية التحتية، قرابة 30 جامعا دمر، وأخرجت جميع مشافي المدينة عن الخدمة، وبقيت المدينة عطشى ثلاثة شهور ولم تزل، مئات من الجثث دفت تحت ركام المنازل المهدمة، بفعل القصف، مدارس وجامعات تحولت إلى مراكز ومنصات إطلاق صواريخ وقناصة، ضربتها المفخخات، هذا هو حال المدينة التي باتت عل أعتاب "التحرير" الجديد.
صور تظهر آثار الدمار والخراب يعلوها أعلام مليشيات حزب الاتحاد الديمقراطي "ب ي د" وأذرعه المسلحة في كل الأحياء المدمرة، تعلن انتصارها وتختزل الصورة التي آلت اليها هذه المدينة.
يقول الصحافي السوري (مضر الأسعد) "بحجة محاربة الإرهاب تدمر المدن بمنهجية متقنة، هذه المدن التي تحررت من نظام "الأسد"، ولهذا عملت كل الأطراف على صناعة "الإرهاب الديني" والمتمثل بتنظيم "الدولة" والقاعدة وفروعها، وتم تقوية ودعم هذه الجماعات التي دخلت إلى سورية باسم الإسلام الذي هو منهم براء".
ويضيف (الاسعد) في حديث لبلدي نيوز "ساهمت هذه الجماعات الإرهابية المسلحة بضرب الثورة السورية، وتدمير الحجر، وقتل البشر وحرق الشجر، وهذا ما حدث في (دير الزور والشدادي وجبل عبدالعزيز والأغبيش وتل حميس) وهي المناطق التي تكفلت بها مليشيات "قسد" التي تدعمها أمريكا".
وأردف "أما حمص وحلب وريف إدلب وحماة وريف دمشق، تكفل بها القائد الملهم والمعلم الأول "نظام بشار الأسد".
يقول (الأسعد) "مدينة الرقة الجميلة التي دمرت كليا بحجة محاربة إرهاب "داعش" من خلال عصابات إرهابية والمتمثلة بمرتزقة قوات سورية الديمقراطية "قسد" التي تهيمن عليها "الوحدات الكردية" ارتكبت مجازر مروعة بحق الشعب السوري في محافظة الرقة، ومازالت الأعمال الإرهابية ترتكب بحق الأبرياء من الشعب السوري، الذي يسعى للخلاص من بقايا النظام السوري والاحتلال الروسي والإيراني وحزب الله والميليشيات العراقية والإيرانية".
ويرى (الأسعد) بأن ثمة ما هو أكثر فظاعة، يتمثل بتدمير المشافي والجسور والأفران والمطاحن ومحطات توليد الكهرباء وتصفية المياه، وبذلك يكون قد أتمت المهمة بتدمر البنية التحتية بشكل كامل، تمهيدا لاستعمار الدول الراعية لإعادة الإعمار.