ما المشترك بين السيدة مريم العذراء واللاجئين السوريين؟ - It's Over 9000!

ما المشترك بين السيدة مريم العذراء واللاجئين السوريين؟

Huffpost Politics  - ترجمة بلدي نيوز
بعيداً جداً في "مزود"، ولد  النبي عيسى في كهفٍ في بيت لحم ...
لذا ونحن نحتفل بعيد الميلاد وسط أكبر هجرة جماعية للبشر منذ الحرب العالمية الثانية، من الجدير التذكر كيف ألقت محنة اللاجئين الفارين بسبب الاضطرابات في الشرق الأوسط أصداءها على أصول عيد الميلاد.
ففي الوقت الذي تعتبر به قصة عيد الميلاد كواحدة من انتصارات الملائكة والحكماء للاحتفال بعيد ميلاد عيسى المسيح _ إلا أنها تمثل أيضاً الرحلة الخطيرة لمريم ويوسف، والتي سلكوها لمسافة90 ميلاً من الناصرة إلى بيت لحم، ليتم تسجيلهم في الاكتتاب كما أمر أغسطس قيصر، في مدينة كانت مزدحمة جداً لتؤويهم، ومع رضيع لم تكن أوراقه نظامية ليقبل.
ومع أن هناك الكثير من الجدل إن كان فعلاً يوسف ومريم  واليسوع كانا لاجئين فعليين _ إلا أن التاريخ يبين أنهم سلكوا طريقاً شاقاً تحت حكم الحكومة آنذاك، إلى مكان حيث لم يكن طفلهما "عيسى" موضع ترحيب.
ولنستطيع معرفة خارطة الطريق لرحلتهم، تواصلنا مع جيمس سترنج وهو أستاذ علم الآثار التوراتي في جامعة ساوث فلوريدا في تامبا، ووفقا لتقريره، من المحتمل أن مريم ويوسف  سلكا طريقاً مشتركاً: من الجنوب على طول السهول من نهر الأردن، غرباً فوق التلال المحيطة بالقدس، ومن ثم إلى بيت لحم.
يقول سترنج: "لقد كانت رحلة مضنية، ففي العصور القديمة كانت الناس تسافر لمسافات تصل إلى 20 ميل في اليوم، ولكن هذه الرحلة قد بلغت90 ميلاً صعوداً وهبوطاً على تلال ووديان وبالتالي لم تكن بسيطة أبداً".
كما أشار "سترنج" إلى أن السيدة مريم كانت في ذلك الوقت حاملاً، وكان عليها تحمل درجات حرارة متجمدة، بالإضافة إلى التهديد المستمر للخارجين عن القانون على طريق التجارة الذي سلكته، ناهيك عن التضاريس القاسية.
وعندما وصلت مريم ويوسف أخيراً إلى بيت لحم ليسجلا اسميهما في الاكتتاب (الإحصاء) العام بناءً على أوامر أغسطس قيصر، تم طردهم لأن المدينة كانت مليئة باللاجئين من بيت داوود، واضطرت مريم أن تلد عيسى في "مذود" أي في مغارة قريبة من البلدة.
وتصف صحيفة لوس أنجلوس تايمز ذلك بأفضل طريقة بقولها: لوقا يخبرنا أن الطفل ولد في بيت لحم  في مغارة أو في اسطبل - وهو المكان الذي يتم الاحتفاظ بالحيوانات فيه - بسبب عدم وجود غرفة في أي نزل بسيط المسافرين، وعلى عكس الطاغية أوغسطس الموجود في قصره في روما، ولد النبي عيسى دون حماية وعرضة للخطر.
ولم تنتهي معاناتهم مع ولادة عيسى، فقد كان الملك هيرودس قلقاً من أن يهدد عيسى ملكه، ولذلك أمر بذبح جميع أطفال بيت لحم من عمر السنتان وأصغر، ومن ثم هرب كل من مريم ويوسف لمصر، سيراً على الأقدام على ظهر حمار، حيث عاشوا في المنفى لسنوات.
إذاً ما هو شعورك إن أُجبرت على الخروج من منزلك تحت التهديد بالقتل، واضطررت أن تسافر عبر دول من خلال تضاريس لا ترحب بك، فقط للوصول إلى وجهتك، هل ستشعر بالعجز، أنك دون حماية، مستضعف؟ 
إن اللاجئين السوريون يعرفون معنى ذلك تماماً لأنهم سلكوا الرحلة نفسها، فقد قامت مراسلة هافينغتون بوست "صوفيا جونز" بمرافقة اللاجئين ومعظمهم سوريون في رحلتهم التي استغرقت 1000 ميل فوق الأرض والبحر، من تركيا إلى اليونان وإلى طريق يمتد على عدة بلدان أوروبية أخرى كألمانيا والنمسا.
وتذكر تقارير جونز أن مئات الآلاف من اللاجئين قد قاموا برحلات مماثلة، وخاطروا بأنفسهم وعائلاتهم عبر طريق يحوي الكثير من الخارجين عن القانون والأخطار الطبيعية، بالإضافة إلى تهديد السجن أو الترحيل لأجل غير مسمى في مخيمات اللاجئين، وقد كان لمعظم اللاجئين هدف واحد بسيط – وهو نفس هدف السيدة مريم ويوسف ألا وهو: الحفاظ على الأسرة.
يقول تقرير جونز: بالقرب مني كان يجلس زوجين شابين من مدينة الحسكة، ينتظران سيارة المتطوعين الزرقاء، ويحملون طفلة لم يتعدى عمرها الـ 15 يوماً، ترتدي قبعة خضراء، اسمها سيماف وتعني كما قالت أمها "مياه الفضة"، ورغم أنها لم تكد تأتي للحياة إلا منذ أسبوعين فقد نجت الطفلة من الغرق من البحر.
وتقدر الأمم المتحدة أن 400.000 لاجئ معظمهم سوريون، قد دخلوا أوروبا بعد رحلاتهم الخطيرة من آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط، قبل نهاية موسم الأعياد هذا العام.

مقالات ذات صلة

خسائر لميليشيات إيران بهجوم في دير الزور

بعد تعزيزات النظام في السويداء.. أمريكا وأوربا تحذران من التصعيد العسكري

انطلاق أول فعاليات مؤتمر بروكسل الثامن بخصوص سوريا

تطورات الحالة الجوية في سوريا

السفارة العراقية في دمشق تصدر توضيحا بخصوص مقتل زوار عراقيين في سوريا

"الأمم المتحدة" تكشف عدد اللاجئين العائدين من الأردن إلى سوريا