الإندبندنت: الموت جوعاً يهدد عشرات الآلاف في "مضايا" - It's Over 9000!

الإندبندنت: الموت جوعاً يهدد عشرات الآلاف في "مضايا"

Independent – ترجمة بلدي نيوز
حذر نشطاء سوريون بأن هناك ما يصل إلى 40.000 ألف مدني يتضورون جوعاً ببطء حتى الموت في بلدة مضايا السورية، بعد ستة أشهر من الحصار الذي فرضه عليهم نظام الأسد كعقاب جماعي.
المنطقة المحاطة من جميع حدودها بالألغام وقوات ميلشيا حزب الله اللبناني، يعاني المئات من سكانها من سوء تغذية حاد ونقص شديد في المواد الغذائية الأساسية، بحيث لجأ الكثير منهم إلى تناول النباتات البرية والحشرات وحتى القطط.
وقال ناشط إعلامي في المدينة، كان قد استخدم اسماً مستعاراً وهو " ناصر إبراهيم" لحماية عائلته، أنه تمكن في رأس السنة الجديدة من تناول  50 غرام من الأرز، أما اليوم ومع قدوم الثلج الذي غطى الجبال فإنه من المتوقع أن لا يجد شيئاُ يقتاته وبأنه يتضور جوعاً.
وقال لصحيفة الإندبندنت: "توفي العديد بسبب الجوع الشديد والكثير سيأتي دورهم لاحقاً، إن لم يسمح بإدخال مساعدات إنسانية فورية إلى المنطقة".
وفي الأسابيع الأخيرة، بدأت صور لجثث هزيلة تخرج من المدينة والتي تقع في منطقة مرتفعة من الجبال، على بعد أميال قليلة من الحدود مع لبنان، ووفقاً للسيد أحمد إبراهيم، فقد قضى 20 رجل حتى الآن من الجوع الشديد، وفي إحدى الصور التي نشرت لإحدى ضحايا الجوع، يظهر جميل علوش وهو مزارع كبير في السن (60 عاماً)، قيل أنه توفي قبل عيد الميلاد بفترة وجيزة.
صورة علوش والتي عُممت على وسائل التواصل الاجتماعي، تُظهر جثته موضوعة على لوح خشبي بعد أن تم فكه من سرير لاستخدامه كنقالة مؤقتة، وقد غارت عيناه في وجه لم يبق منه سوى العظام وبرزت عظام قفصه الصدري وبدا بطنه مقعراً من شدة الجوع، فيما برزت تجاويف عميقة بين عظام جسده.
وقال حسين عساف، وهو ناشط آخر، أن السيد علوش هو في الأصل من بلدة قريبة من الزبداني ولكنه اضطر للجوء إلى مضايا كالعديد من المدنيين الذين أجبروا على ذلك على أيدي أفراد من "حزب الله".
وقال حسين أن الميليشيا الشيعية اللبنانية، التي تقاتل إلى جانب بشار الاسد في "الصراع السوري"، يستخدمون المدنيين السوريين كرهائن من أجل كسب نفوذ لصالح البلدتين الشيعيتين المحاصرتين في محافظة إدلب شمال سوريا.
وأضاف حسين أن البلدتين كفريا والفوعة محاصرتان من قبل جيش الفتح، وأن حزب الله قد أجبر السكان السنة في المناطق المحيطة في الجبال على الانتقال إلى مدينة مضايا حتى يفرض عليهم حصار جوع بطيء لتخفيف ظروف الحصار على البلدتين الشيعيتين ويستطيع استعادتهما.
وجهة النظر هذه كررها المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي قال أن الجيش السوري وحزب الله يستخدمون مضايا كأداة لكسر الحصار عن المدينتين الشيعيتين، كما اتهم المجتمع الدولي "بالصمت" في مواجهة المعاناة الإنسانية الشديدة.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع تم تبادل الجرحى والمدنيين في الزبداني مع بلدتي كفريا والفوعة في هدنة محلية نادرة دعمتها الأمم المتحدة، ولكن منطقة مضايا ما زالت مطوقة تحت الحصار.
السيد عساف، وهو في الأصل من مضايا ولكنه يعمل الآن مع الأمم المتحدة، قال: "لقد كان السكان المحاصرون يائسين لإنهاء الحصار، سواء في مدينتهم أو على البلدات الشيعية، وقد قاموا باحتجاجات تدعو للسماح بالمساعدات الإنسانية أن تدخل منطقتهم  والسماح للمرضى والجرحى بالخروج".
وقد استمر الحصار الآن إلى ما يقرب من 200 يوم، وكانت آخر مرة يسمح للمساعدات بدخول المدينة منذ أشهر طويلة، وقد نفذ الطعام منذ شهرين وتدهورت الظروف الإنسانية بسرعة في الأسابيع اللاحقة.
ووفقاً للسيد إبراهيم، قتل 10 من الرجال حتى الآن في محاولة لكسر الحصار، إما برصاص قناص أو بالدوس على ألغام أرضية وضعت حول المدينة لمنع سكانها من الهرب، كما فقد 15 رجلاً آخرين وستة اطفال أطرافهم (الأيدي والأرجل)، بسبب الألغام الأرضية.
وقيل أن هناك 850 رضيع في حاجة ماسة للحليب، في حين أن ستة أطفال حديثي الولادة توفوا بسبب عدم قدرة أمهاتهم جسدياً بسبب الهزال الشديد على إطعامهم.
وترتفع أسعار المواد الغذائية بشكل مخيف دون حسيب ولا رقيب، حيث يبلغ سعر الكيلو الواحد من الرز مبلغ 100$، وأظهرت إحدى الصور الفوتوغرافية سيارة معروضة للبيع مقابل 10 كيلو من الارز أو مقابل 5 كيلو من حليب الأطفال، السيارة قيل بالخطأ أنها تعود للسيد جميل علوش الذي قضى جوعاً.
ولكن يقول السيد ابراهيم: "أتمنى لو كان للسيد جميل سيارة، لاستطاع بيعها بدل الموت بهذه الطريقة"، وأضاف: "الرجل الفقير لم يكن يملك سوى دراجة لا أقل ولا أكثر، وكل أولئك الذين لديهم سيارات، عرضوها للبيع مقابل الطعام".
وقال نشطاء في المدينة أنهم حاولوا لفت نظر العالم إلى معاناة سكان مضايا، ولكنهم أصبحوا على قناعة بأن لا أحد يهتم لمصيرهم.

ابراهيم وزميله في السكن باتوا يتمنون الموت، حيث قال: "كيف تريدنا أن نشعر تجاه عالم لا يهتم بما يحصل لنا، أرجو أن تساعدونا على أن نموت على الأقل كبشر، وليس بهذا الشكل، اطلبوا من أحد ما أن يقصفنا ويريحنا من هذه المعاناة".

مقالات ذات صلة

بخصوص الركبان.. رسالة من الائتلاف الوطني إلى الأمم المتحدة

شركة“روساتوم آر دي إس” (Rusatom RDS) الروسية ستبدأ توريد معدات غسيل الكلى إلى سوريا

"التحقيق الدولية": سوريا مسرح لحروب متداخلة بالوكالة

الإعلام العبري يكشف هوي منفذالغارات على دير الزور

ما الأسباب.. شركات دولية ترفض التعامل مع معامل الأدوية السورية

الشرق الأوسط: إعادة اللاجئين السوريين يجمع ما فرقته السياسة في لبنان