بلدي نيوز – (أحمد عبد الحق)
مهدت روسيا وحلفاؤها قبل عدة أسابيع من بدء هجمتها على بلدات ريف إدلب الجنوبي والشرقي وريف حماة، بإفساح المجال لعناصر تنظيم "الدولة" الموجودين في منطقة "عقيربات" بريف حماة الشرقي للوصول إلى ريف حماة المحرر، في تشرين الأول من عام 2017، وأمنت لهم العتاد والإمداد اللازم.
وعملت روسيا على استخدام عناصر التنظيم كورقة بيدها في المنطقة، حيث سمحت لهم بالتمدد على حساب "هيئة تحرير الشام" ومهدت أمامهم بغارات وقصف مكثف على مناطق سيطرة "هيئة تحرير الشام"، ومع تمكن الهيئة من تقويض قوتهم وتحجيم وجودهم بعد معارك دامت لأسابيع، قام النظام بالدخول على خط المواجهة في أول تقدم له في 24 تشرين الأول باتجاه قرية "جب أبيض" بريف حماة.
وتمكن النظام وعناصر التنظيم من إعادة التمدد في المنطقة وإجبار "هيئة تحرير الشام" على التراجع من قرى وبلدات عدة في مناطق "الرهجان وقصر ابن وردان" ومناطق عدة، قبل أن تبدأ العملية العسكرية التي كانت تحضر لها روسيا وإيران والنظام في ريف إدلب الجنوبي باتجاه أبو الظهور.
وطيلة العملية العسكرية التي بدأت في 25 كانون الأول 2017 لم تتعرض أي من مواقع تنظيم "الدولة" لأي هجمات روسية، أو أي صدام مع قوات الأسد التي وصلت إلى أبو الظهور بالتوازي مع تقدم التنظيم على جبهات موازية لها، بل دعمت التنظيم بالسلاح والعتاد وسهلت عبور المزيد من عناصره الهاربين من دير الزور إلى ريف حماة الشرقي، لتقوية نفوذهم.
الورقة الروسية لم تنته مع سيطرة النظام على كامل منطقة شرقي سكة الحديد، بل قامت باستلام المناطق التي سيطر عليها التنظيم والتي تقدر بأكثر من 70 قرية وبلدة دون أي اشتباكات خلال أيام قليلة، لتبدأ روسيا مرحلة جديدة من اللعبة في استخدام هذه الورقة للاستمرار في تدخلها باسم "محاربة الإرهاب"، حيث دفعت عناصر التنظيم للخروج من ريف حماة الشرقي عبوراً بمناطق النظام والوصول لمشارف المناطق المحررة جنوب إدلب.
أيام قليلة كانت كفيلة في إنهاء الورقة الروسية وإسقاطها من قبل فصائل غرفة عمليات "دحر الغزاة" و"هيئة تحرير الشام" التي استفادت من الدروس السابقة في دعم روسيا للتنظيم لتتخذ التدابير اللازمة لأي محاولة تسلل لعناصر التنظيم إلى المحرر، وكان ذلك في مواجهة عناصر التنظيم في "أم الخلاخيل والخوين" والتي أنهت آخر آمال روسيا في تغلغل التنظيم ضمن المناطق المحررة واستنزاف الفصائل بعد تسليم عناصر التنظيم أنفسهم للفصائل.
وأعلنت غرفة عمليات "دحر الغزاة" اليوم الثلاثاء، تحرير بلدة "الخوين" وتطهيرها من أي وجود لعناصر تنظيم "الدولة" بعد استسلام العشرات من عناصر التنظيم، ما دفع روسيا لشن غارات جوية عنيفة على بلدة "الخوين" بعد أقل من ساعة على إعلان الفصائل، رداً على إسقاط الورقة التي استخدمتها لأشهر وكانت مبرراً وحجة لديها أمام الدول الكبرى والمجتمع الدولي لاستمرار قصفها بلدات ومدن ريفي حماة وإدلب بحجة "مكافحة الإرهاب".