"حرب الكبار" تطغى على "مفردات الصغار" في سوريا - It's Over 9000!

"حرب الكبار" تطغى على "مفردات الصغار" في سوريا

بلدي نيوز- (فراس عزالدين) 

طغت مفردات الحرب على ألسنة الأطفال في الشمال السوري طيلة السنوات الماضية، ولم يمنع الهدوء العسكري السائد منذ شهر في محافظة إدلب، الأطفال من استخدام مفردات مرتبطة بالطائرات والصواريخ والمدافع.  

تقول والدة الطفل "حسان - 6 سنوات"، إنه يخشى صوت الدراجات النارية؛ فهو يظنها طائرة تريد أن تقصف.

وأضافت، "حتى صوت السيارات المسرعة تخيفه، وما أن يسمع الصوت حتى يهرول ويردد... قصفونا".

كرة قدم

يلعب الصبية في حارات مدينة إدلب، لكن ألفاظهم مستوحاةٌ من واقع الحرب الذي عايشوه؛ فتمرير كرة القدم يقال عن سرعتها "سيخوي"، وضربة الجزاء "قذيفة أو أرض أرض".

كوابيس

إحدى السيدات تعاني من الكوابيس التي تعيشها طفلتها ذات العشر سنوات، وغالبا ما تقفز من نومها بهلع وتصرخ "مات مات".

يقول الطفل حسان "كنا نغني "طيري يا طيارة طيري يا ورق وخيطان" ولكن اليوم أغانينا ونحن عائدون من المدرسة "نحنا أطفال الشام/ شوفوا شو صاير فينا/ قتل وتشريد وخوف/ رعب مسيطر علينا/ حسوا يا عالم فينا".

آراء المختصين

بدورها، توضح المدرسة "علياء" أن كلمات أغاني الأطفال مستوحاة مما يدرس لهم، وما يسمعونه من وداع الشهيد وتحفيز المقاتلين، وهي جميعها مفردات تدخل قاموس ذاكرتهم.

وشرحت أن بيئة الحرب أدخلت مفرداتها، وسيطرت على ألعاب الصغار وحتى نقاشاتهم، حتى مزاحهم مثل ذاك القائل "صاروخ يقتلك يا شبيح" وغيرها من الجمل التي تستخدم فيها ألفاظ كتلك.

وذكر بعض اﻵباء لبلدي نيوز؛ أن المشكلة ليست في ترداد تلك المصطلحات والتعابير، فاﻷمر تجاوزه الأطفال ولكن سلوكياتهم اليومية وميلهم إلى التمرد والعنف هو ما يقلقنا.

تقول المختصة الاجتماعية "نائلة اﻷبرص"؛ "يتوجب تكثيف برامج الدعم النفسي في المدن والقرى، بهدف علاج آثار الحرب السلبية".

وأكدت أن وجود مشاريع للدعم النفسي ومحاورة اﻷطفال يعتبر غاية في اﻷهمية على مستقبل هؤلاء الصغار، والحرب اغتالت كل جميل، ولكن بالمقابل يصرّ اﻷطفال على احتفاظهم ببراءتهم، ما يعطي هامشا كبيرا لتغيير سلوكهم، وإبقاء تلك المفردات لمجرد التمييز بين الرديء والحسن ذات يوم.

ضحايا حرب الكبار

وناشدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) الحكومات والرأي العام عدم التخلي عن الأطفال السوريين، في بيان لها الشهر الماضي.

وذكرت المنظمة "كل عشر ساعات يموت طفل جراء الحرب". وهي تُقدر عدد الأطفال الذين لا يستطيعون الذهاب إلى المدرسة جراء الحرب بنحو 8.‏2 مليون طفل، مشيرة إلى أن كثيرا منهم لم يذهب إلى المدرسة على الإطلاق.

وقال المدير التنفيذي لفرع المنظمة في ألمانيا كريستيان شنايدر "المساعدات الإنسانية ليس بمقدورها إنهاء الحرب، لكنها يمكن أن تخفف معاناة الأضعف... هذا مبدأ الإنسانية".

وذكرت اليونيسيف في بيانها أن نحو 60 في المائة من النازحين خلال الأشهر الماضية هم من الأطفال، مضيفة أنهم يعانون على الجبهات القتالية من العنف والتشريد والعوز الشديد.

مقالات ذات صلة

حمى المناطق الآمنة في سوريا تتغلغل في العديد من الدول الأوروبية وتنذر بإعادة اللاجئين فيها

الخارجية الأمريكية تعلق على حضور بشار الأسد للقمة العربية

استمرارا لحراك السويداء.. مظاهرة مركزية في ساحة الكرامة

فيه سوريون.. السلطات اللبنانية تسلم قارب لاجئين لنظام الأسد

بيان قمة المنامة.. وجوب تطبيق قرار الأمم المتحدة 2254 في سوريا

الملك الأردني يشتكي من ممنوعات النظام في القمة العربية