كيف تعايشت إدلب مع أربع سنوات بدون الكهرباء؟ - It's Over 9000!

كيف تعايشت إدلب مع أربع سنوات بدون الكهرباء؟

بلدي نيوز – إدلب (محمد خضير)
أدى انقطاع الكهرباء لتعطل العديد من الخدمات، أولها المياه وليس آخرها الهاتف، إضافة لتوقف العديد من الأعمال والمهن التي تشكل مصدر رزق لآلاف من العائلات.
وما زاد معاناة الأهالي حلول جزئية لم تحل المشكلة بالكامل، كالمولدات الكهربائية التي تعتمد على التوزيع التجاري، والتي لطالما تتوقف عن العمل في حال ندرة مواد الديزل أو انقطاعها كما حدث العام الماضي، عند قطع "طريق المازوت" كما يتعارف على تسميته، وهو الطريق الذي تمر به الشاحنات التي تنقل المحروقات من شرق سوريا إلى المناطق المحررة في الشمال.
شكلت "ألواح الطاقة الشمسية" أحد البدائل المهمة التي اعتمد عليها أهالي إدلب لتأمين الكهرباء، وساعدتهم على تنوير بيوتهم وتشغيل أعمالهم ومهنهم البسيطة، كونها شكلاً من أشكال الطاقة المتجددة قليلة التكلفة، وأزاحت عبء تأمين المحروقات عن كاهل الأهالي.
يقول أحمد مختار أحد سكان مدينة جسر الشغور لبلدي نيوز، "إن الألواح الشمسية والبطاريات المنزلية باتت السلع الأكثر تداولاً في أسواق مدينة جسر الشغور غربي إدلب، وخاصة منذ بداية الصيف وارتفاع درجات الحرارة الذي تشهده المنطقة".
بدوره أبو محمد تاجر من مدينة جسر الشغور يعمل في مجال الطاقة الشمسية، يقول لبلدي نيوز "إن الألواح باتت الحل الأمثل لأصحاب الدخل المتوسط، وتشهد إقبالاً كبيرا من المستهلكين، لقد تم استيراد كميات كبيرة منها وضخها في السوق، بأصناف متنوعة (12 فولط – 24 فولط)، لتتناسب مع مختلف الاحتياجات ومستويات الدخل"، وأضاف أبو محمد أن معدات الطافة الشمسية تشهد حركة تجارية كبيرة في المنطقة.
وتتراوح تكلفة تركيب ألواح الطاقة الشمسية لمنزل واحد في إدلب بين (100 دولار وحتى 700 دولار أمريكي)، وذلك بحسب عدد الألواح والبطاريات ونوعيتها، ونوع رافع الجهد الكهربائي.
وحول مدى استفادة الأهالي من الطاقة الشمسية قال أبو محمد" "إن هناك مجموعة من المعدات يجب توفرها (ألواح شمسية – بطاريات – رافع جهد كهربائي إلى 200 فولط)، وتختلف درجة الاستفادة وقدرة التشغيل حسب نوع المعدات وطاقتها التشغيلية، فلوحين مثلاً من نوع (24 فولط – 250 واط)، مع بطاريتين كبيرتين، ورافع جهد (4 أمبير)، يمكن أن تشغل منزلاً بكامل أدواته الكهربائية من شاحن الموبايل وحتى الثلاجة".
دريد حج حمود من سكان مدينة جسر الشغور قال لبلدي نيوز "إن ألواح الطاقة الشمسية في فصل الصيف تعمل بشكل ممتاز، وتعد أعطالها قليلة جداً، بعكس فصل الشتاء فهي لا تكفينا حاجاتنا بسبب ضعف أشعة الشمس إن وجدت"، وأضاف حج حمود "مع ذلك وبعد استخدامي لألواح الطاقة الشمسية، أمنت احتياجات منزلي من الكهرباء، ووفرت على نفسي الكثير من الأموال التي كنت أهدرها في تأمين الديزل".
وشكلت الطاقة الشمسية بديلاً مهماً للطاقة الكهربائية لأصحاب كثير من المهن البسيطة، فقد ساعدت على مزاولة عملهم بشكل كامل دون انقطاع، كما ساعدت على إنارة البيوت، وحتى الشوارع بجهود المجالس المحلية في بعض المناطق.
يذكر أن نظام الأسد حرم محافظة إدلب من أبسط الخدمات الأساسية على مدى أريع سنوات، إذ قطع النظام التيار الكهربائي عن بيوت المدنيين منذ أواخر عام 2012، لتكون إدلب المحافظة المحررة الأولى التي قطعت عنها الكهرباء بشكل كامل باستثناء المناطق التي كان يسيطر عليها النظام سابقاً (مركز مدينة إدلب).

مقالات ذات صلة

خارجية النظام تعلق على الاستهداف الإسرائيلي جنوب سوريا

"جعجع" يكشف سبب طلب نظام الأسد من لبنان تفكيك أبراج المراقبة على الحدود

طائرات روسية تغير على جسر الشغور ومدفعية النظام تقصف جنوب إدلب

وفد أممي يزور ريف إدلب الغربي

الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات على شخصيات وشركات داعمة لنظام الأسد

مجلة غربية تحمّل أمريكا والمجتمع الدولي مسؤولية نتائج انتهاكات نظام الأسد