بلدي نيوز – درعا (حذيفة حلاوة)
يعاني أكثر من ألفي نازح من أهالي محافظة درعا، ظروفا إنسانية وصحية غاية في السوء، داخل مكان إقامتهم في الشركة السورية الليبية للأبقار في ريف درعا الغربي، الذي تحول إلى مخيم للنازحين، رغم افتقاره لأدنى مقومات الحياة.
وتسببت المعارك الحاصلة في منطقة حوض اليرموك بريف درعا الغربي بين الفصائل المعارضة وخلايا تنظيم "الدولة" في تلك المنطقة، وقيام جيش النظام بحملة همجية على كل من بلدة إبطع ومدينة داعل بريف درعا الأوسط، إلى تهجير العديد من سكانها من بيوتهم، فكانت الشركة السورية الليبية للأبقار في ريف درعا الغربي الجنوبي هي المأوى الوحيد لهم.
المهندس إبراهيم البردان، مدير الشركة الليبية أكد في حديث خاص لبلدي نيوز أن أوضاع اللاجئين في مركز الإيواء الثاني في محافظة درعا، والذي يتخذ من الشركة الليبية مقرا له، سيئة للغاية بسبب عدم امتلاك المنشأة لظروف الحياة الصحية والخدمية.
ويتابع البردان بالقول: "يحتوي مخيم الليبية قرابة الـ 305 عائلة من مختلف مناطق درعا التي تشهد قصفاً واشتباكات مسلحة في تزايد مستمر، إذ يستقبل المخيم يوميا عائلات قادمة من المناطق الساخنة في المحافظة، وتقطن هذه العائلات في (هنكارات) وحظائر مخصصة لتربية الأبقار لا تحتوي شبابيك أو أبواب، ويفتقر المخيم في الشركة إلى تقديم الخدمات الصحية حيث لا تحتوي إلا على نقطة طبية بسيطة لا ترقى لحجم المخيم ومتطلباته".
ويوضح البردان بأن الشركة غير مخدمة بمياه الشرب ولا حتى مياه الاستعمال المنزلي، عدا عن خلوّه من شبكة للصرف الصحي أو تخديم الكهرباء".
أبو عهد، أحد المهجرين من بلدة عتمان في ريف درعا الغربي التي سيطرت عليها قوات النظام منذ حوالي الثمانية أشهر، قال لبلدي نيوز: "نزحنا من بيوتنا من عتمان بعد تعرضها للقصف من قبل قوات النظام منذ حوالي الثلاثة سنين إلى مدينة طفس حينها، وبعدها إلى اليرموك حيث اضطررنا للخروج منها بعد اندلاع المعارك لنستقر هنا في الشركة الليبية بجلين، حيث نفتقد لأغلب مقومات الحياة فنحن نعيش في أماكن مخصصة لتربية الأبقار دون توفر الكثير من الخدمات".
يذكر أن المنطقة الجنوبية من سوريا تضم عدداً من مخيمات اللجوء، أهمها مخيم بريقة ومخيم الأمل في ريف القنيطرة ومخيم زيزون ومخيم رويشد ومخيم الركبان وحديثا مخيم الشركة الليبية في ريف درعا.
ويعتبر مخيم الركبان الواقع في المثلث الحدودي بين سوريا والأردن والعراق بالقرب من معبر التنف، أسوأها حالا، بسبب وقوعه في مناطق يصعب الوصول إليها من قبل المنظمات الإغاثية والإنسانية، حيث يحيط به مواقع لسيطرة النظام والحدود الأردنية والحدود العراقية، ومناطق تخضع لسيطرة تنظيم "الدولة".